الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل ينجح العراق في ممارسة سياسة النأي بالنفس؟

بواسطة azzaman

هل ينجح العراق في ممارسة سياسة النأي بالنفس؟

 

أكرم عبدالرزاق المشهداني

 

يبدو العراق اليوم في موقف لا يحسد عليه إزاء حرب عبثية تقتحم اجواءه وتخترق سيادته... حرب نشبت بين العدو التقليدي والابدي للعراق وللامة العربية وهو الكيان الصهيوني (إسرائيل) التي فرضت نفسها شرطيا للمنطقة مستغلة الدعم الامريكي والغربي غير المحدود في المواقف الدولية، وفي الاسناد، بالدعم التسليحي والمالي،

وفرضت دويلة الاحتلال الصهيوني نفسها مراقبة للأنشطة النووية في المنطقة والعالم، وأعطت لنفسها الحق في الاستثناء من امتلاك السلاح النووي، وبناء على هذا الدعم والتخويل الأمريكي فقد أعطت نفسها الحق في قصف مفاعل تموز العراقي النووي السلمي في حزيران 1982 رغم ان المشروع العراقي كان في اطار الاستخدام السلمي.. كما أعطت لنفسها الحق في تصفية علماء الذرة العراقيين، العرب والمسلمين. كما جندت إسرائيل نفسها لمقارعة المشروع النووي الإيراني. وعليه شنت عدوانها المسلح في 13 حزيران الجاري، وقصفت مواقع المشروع النووي الإيراني ودمرت الكثير من منشآته، واغتالت عددا من علماء المشروع النووي الإيراني، فقد اطلقت اسرائيل فجر يوم الجمعة 13 حزيران الجاري هجوما جويا واسعا بأكثر من 200 مقاتلة أمريكية اطلقت عليه تسمية (الأسد الصاعد) استهدفت فيه قلب ايران النووي العسكري عبر قصف منشآت نووية واغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين إيرانيين. كما قامت بمهاجمة وقصف عدد من المطارات ومواقع صواريخ ودفاع جوي.

وقال رئيس الوزراء الصهيوني في كلمة مصورة بالتلفزيون الإسرائيلي ان المقاتلات الإسرائيلية استهدفت منشئات تخصيب اليورانيوم الرئيسية في ايران وبرنامج الصواريخ البالستيية. وقد نددت كل من السعودية وقطر والامارات والبحرين والكويت والأردن بالضربات الإسرائيلية على ايران. اما العراق الذي عَبَرًت من خلال اجوائه الطائرات الصهيونية المهاجمة، فقد اصدر بيان احتجاج، وتنديد بهذا العدوان؛ واعلن انه سيقدم شكوى من خلال مجلس الامن الدولي ضد اختراق الأجواء العراقية وانتهاك سيادته من قبل المقاتلات الإسرائيلية. وفي اليوم التالي اطلقت ايران دفعات متتالية من الصواريخ والمسيرات القاذفة باتجاه إسرائيل عبرت من خلال الأجواء العراقية والاردنية والسورية٫ واحدثت اضرارا بالغة في اهداف عسكرية ومدنية داخل عدد من المدن الإسرائيلية، وسادت حالة من الذعر غير مسبوق في تاريخ الاحتلال الصهيوني. وتوالت خلال الأيام الماضية الهجمات الصاروخية والجوية بين الطرفين. يبدو العراق اليوم في موقف لا يحسد عليه إزاء حرب عبثية... لا تعلم ابعادها ونتائجها، فقد كان العراق قد اعلن اكثر من مرة من خلال اجهزته الإعلامية استنكاره للعدوان الإسرائيلي على الجارة (الجمهورية الإسلامية الايرانية)، وبنفس الوقت اكدت الحكومة العراقية الالتزام بسياسة ((النأي عن النفس)) في هذه المواجهة، بعد ان أعلن بعض الفصائل المسلحة العراقية وقوفها مع الجمهورية الاسلامية في رد العدوان الصهيوني. وهو ما ترفضه حكومة السيد محمد شياع السوداني لحرصها على عدم اقحام العراق في حرب لا مصلحة له فيها. ولحد الان تبدو الحكومة العراقية في وضع القادرعلى كبح جماح الفصائل المسلحة الموالية والمدعومة من ايران ومنعها من توريط العراق في هذا النزاع وهذه المواجهة. ولكن هل ستبقى الحكومة العراقية في وضع المسيطر والقادر على كبح جماح الفصائل المسلحة... نتمنى ذلك.

 

 

 


مشاهدات 271
الكاتب أكرم عبدالرزاق المشهداني
أضيف 2025/06/17 - 5:32 PM
آخر تحديث 2025/07/04 - 9:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 291 الشهر 2554 الكلي 11156166
الوقت الآن
السبت 2025/7/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير