سماء العراق تكتظ بالطائرات قبل إعلان باكستان فتح مجالها الجوي
إتفاق وقف النار بين نيودلهي وإسلام آباد يدخل حيز التنفيذ
بغداد - قصي منذر
أعلنت الهند وباكستان، موافقتهما على وقف النار بوساطة أمريكية، حيث سيبدأ البلدين مباحثات للتفاهم على الخلافات العالقة التي أدت الى التصعيد وتبادل عمليات القصف الصاروخي منذ أيام، وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور عبر منصته تروث سوشيل (بعد ليلة طويلة من المحادثات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة، يسعدني أن أُعلن أنّ الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري)، مشيدا بالبلدين (للجوئهما الى المنطق السليم والذكاء العظيم). وأعلن العراق في وقت سابق، إعادة فوج من المتدربين العسكريين من باكستان. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه بإعادة فوج المتدربين البالغ عددهم 500 من الضباط والمراتب، التابعين للفوج الثاني من اللواء السادس والستين في فرقة القوات الخاصة الثانية، الموجودين حالياً في باكستان ضمن اتفاقية تدريب مسبقة، إلى العراق، وذلك نظراً للأوضاع الراهنة التي تشهدها باكستان)، وأشار إلى إن (هذه الخطوة تأتي حرصاً على سلامة منتسبي القوات المسلحة)، وتابع إنه (جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادتهم الى العراق من قبل الوزارة). وشهدت الأجواء العراقية، ازدحاماً غير مسبوق في حركة الطيران المدني والعسكري، عقب إعلان السلطات الباكستانية إغلاق مجالها الجوي بشكل مفاجئ. وأظهرت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية مرور عشرات الطائرات فوق الأجواء العراقية، في مشهد نادر الحدوث يُعزز من موقع العراق الاستراتيجي كممر بديل للطيران الإقليمي والدولي. وشهدت العلاقات بين الهند وباكستان تصعيدًا خطيرًا منذ أواخر نيسان الماضي، عقب هجوم دموي في إقليم كشمير، ما أدى إلى سلسلة من العمليات العسكرية المتبادلة وقصف عبر الحدود، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وسط تحذيرات دولية من تداعيات التصعيد على الأمن الإقليمي. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة محمد حنون في تصريح أمس إن (العراق استعد مبكرًا منذ انطلاق هذه الحكومة لاحتمالات التوتر السياسي والأمني، لاسيما في الدول المصدّرة للمواد الغذائية)، وأضاف إن (تجربتنا مع الحرب الروسية الأوكرانية كانت درسًا مهمًا في تنويع المناشئ وتجاوز الاعتماد على جهة واحدة، ما مكننا من التحول السريع إلى بدائل تضمن انسيابية الاستيراد)، وأشار حنون إلى إن (الحكومة تعمل على رفع القيود عن استيراد المواد الغذائية، ما أسهم بدخول كميات كبيرة إلى السوق المحلية)، مشيدًا بـ(جهود الحكومة في دعم الاكتفاء الذاتي، لا سيما في إنتاج الحنطة)، مضيفاً (نحن نعتمد على الحنطة المحلية للعام الثالث على التوالي، وحققنا إنتاجًا وصل إلى 6.3 ملايين طن)، وأوضح حنون إن (العراق يستورد الرز من مناشئ أمريكية وتايلندية، بينما يعتمد القطاع الخاص على مصادر هندية، مع وجود خطط بديلة لتفادي أي أزمة محتملة)، مبيناً إن (بقية المواد الغذائية تُستورد من روسيا والأرجنتين ومصر وتركيا)، ومضى إلى إن (القطاع الخاص يواصل تغيير المناشئ بشكل دوري، في إطار استراتيجية لخلق توازن في السوق المحلية)، مشددًا على إن (العراق في وضع مطمئن بفضل السياسات الاقتصادية المتبعة خلال السنوات الثلاث الماضية، ووجود خزين استراتيجي جيد من المواد الغذائية). وشنّت باكستان أمس، هجمات مضادة على الهند بعدما تعرّضت ثلاث من قواعدها الجوية إلى ضربات خلال الليل، وسط مخاوف من تحول النزاع بين الدولتين النوويتين إلى حرب شاملة. ويتبادل البلدان القصف منذ الأربعاء الماضي، عندما نفّذت الهند ضربات جوية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية على خلفية هجوم دموي استهدف سياحا في الشطر الذي تديره الهند من إقليم كشمير المقسّم. وتعد المواجهات التي استّخدمت فيها الصواريخ والمسيرات وتبادل النيران على طول الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع في إقليم كشمير المتنازع عليه، الأسوأ منذ عقود وأودت بحياة أكثر من 50 مدنيا. ودعا قادة العالم بما في ذلك بلدان مجموعة السبع إلى (ضبط النفس بينما عرضت الولايات المتحدة السبت وساطتها لدفع البلدين إلى التحاور في ظل تصاعد حدة العنف)، وأعلن الجيش الهندي، رصد هجمات باكستانية جديدة وقعت على الحدود المشتركة بين البلدين. وقال الجيش في بيان أمس إن (التصعيد الباكستاني السافر يستمر بضربات بواسطة طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول حدودنا الغربية).