الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زيارة ترمب الى دول الخليج العربي

بواسطة azzaman

زيارة ترمب الى دول الخليج العربي

عبد الجبارالجبوري

 

تأتي زيارة الرئيس الأمريكي الى منطقة الشرق الأوسط، في الثالث عشر من شهر أيار الجاري، وتحديداً الى المملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية،في لحظة تاريخية حاسمة، تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وهي تعيش حروباً مدمرة،كحرب غزة واليمن وسوريا ولبنان والهند وباكستان،وربما تدخل إيران في حرب مع إمريكا،(إذا فشلت مفاوضاتها مع إأمريكا)،لتحدّد مصير وشكل المنطقة كلها، في مرحلة لاحقة،فقد إستبق الرئيس ترمب زيارته هذه،بقرار تأريخي بتثبيت وتبديل كلمة،( الخليج الفارسي الى الخليج العربي)،وهي إشارة قوية جداً، ورسالة واضحة لماهية زيارته للمنطقة وفحواها،فماذا يخبيء ترمب من مفاجآت أخرى قال سيعلن عنها أثناء زيارته، يقول إنها (غاية في الأهمية)،نعم تشكّل زيارة الرئيس ترمب، حدثاً تأريخياً في لحظة حاسمة، في مستقبل المنطقة كلها وربما العالم،لاسيما وأن إدارته قد دخلت في مفاوضات صعبة ومفصلية مع إيران،بشرطين لاثالث لهما،((إمّا تفكيك برنامجها النووي ،وإما تدميره كاملاً بالقصف المدمّر)،(ولاتسوية قبل تفكيك البرنامج)،وهو موقف صارم فأما التفكيك وإما الصدام ، ولاخيار لترمب غيرهما،وجميع المعطيات على الارض تقول، هناك تعنت وعناد إيراني مع كلام معسول مدسوس بالسمّ،وتعثّر في المفاوضات، والأوضاع تسير الى الصدام  الحتمي بينهما،وإستراتيجية ترمب التي ينتهجها مع نظام ملالي طهران ،التفاوض وإعطاء فرصة للدبلوماسية ،كي تحقق أهدافها، حتى ولو تطلب الأمر زيارة ترمب لطهران واللقاء بالمرشد والرئيس،على أن يتم تحقيق شرط ترمب وإدارته،( تفكيك وإنهاء البرنامج النووي)،وتحويله الى برنامج سلمي، وبإشرف أمريكي ودولي،ومنظمة الطاقة الذرية الدولية،وهي إستراتيجية تتقاطع مع إستراتيجية إسرائيل ،التي تصرّ على مهاجمة مفاعلات إيران وتدميرها ،بالقصف اليومي وبهجمة واحدة،لكن ترمب وضع الدبلوماسية قبل الهجوم ، كي لايستفز الشارع الإيراني، ويضعه أمام قادته وجها لوجه، ويكسب الرأي العام الدولي، الذي ينظر الى خطر إيران النووي ،وفصائلها بعين الشك والريبة والتخوّف،إذن هل ستنجح إستراتيجية ترمب بإخضاع طهران لشروطه، أم تتفجر الأوضاع ويحصل الصدام، أعتقد أن الجواب على هكذا سؤال ، تحددّه نتائج زيارته للسعودية وقطر والامارات، فإختيار هذه الدول ليس إعتباطياً،يرافقها تبديل تسمية الخليج الفارسي، بالخليج العربي،لها مدلولات عميقة تشي،بأن ترمب يخطّط لما بعد الزيارة،والزيارة هذه تحمل رسالة ،ودعوة صريحة وتبليغ مباشر لقادة الخليج العربي ،هي( ضمان الدعم المالي لامريكا وبلا حدود ، ودعم تدفق النفط ، ودعم اقتصاد امريكا ،عن طريق شراء إسلحة وطائرات وتوقيع اتفاقيات إقتصادية وتسلحية،لدعم سياسة ترمب في داخل أمريكا، وإنهاء خطر ايران على المنطقة))،إذا ما حصلت حرب بين أمريكا وأسرائيل من جهة، وإيران وفصائلها من جهة أخرى، ولهذا أعلن وقف الحرب على الحوثيين، وفتح صفحة معهم،وضمان عدم قصف مدن اليمن، مقابل السماح للبواخر والحاملات الطائرات والبوارج وغيرها بالمرور، وعدم تعرضعا من قبل الحوثيين، وهي خطوة ذكية،من ترمب،  في  حين أبقى باب القصف مفتوحاً لإسرائيل لتحييد الحوثيين ، أمّا حكومة السوداني فهي بين مطرقة الرئيس ترمب، الذي يحشد جيشه وطائراته الحربية في في قواعد بالعراق،وبين سندان طهران والإطار التنسيقي، الذي يصرّ على دعم طهران في مواجهة أمريكا إنطلاقا من العراق، بتهديد الفصائل الولائية القواعد العسكرية الأمريكية، ومصالح أمريكا في عموم المنطقة، والخليج العربي ودوله ،بالرغم من قيام السوداني تقديم تعهدات لإدارة ترمب، بتحييد الفصائل المسلحة ، وخضوعها لقرار الحكومة ،ولكن عدم ثقة إدارة ترمب بالسوداني وحكومته ، جعل من إدارة ترمب، تعلن غلق سفارتها ببغداد وإبلاغ رعاياها لمغادرة العراق فوراً،وهي تعرف أن السوداني ،لاسلطة له على الفصائل والحشد الشعبي، لهذا يصرّالرئيس ترمب وإدارته ،على نزع سلاح الفصائل، وحلّ أو دمج الحشد الشعبي ،وهي شروط أبلغها المفاوض الأمريكي لطهران، في مفاوضاته الأخيرة معها،أعتقد ان الأوضاع في المنطقة عموماً، والعراق خاصة، تشهد تحولات جيوسياسية،وتغييرات جوهرية في بنية النظام السياسي،لاسيما والعراق مقبل على إنتخابات مفصلية ومصيرية،تكون لإدارة ترمب اليد الطولى في تشكيلها ، بما يضمن إبعاد السيطرة الايرانية عليها،كما يحصل في كل مرة،ونعتقد أيضا أن العراق ،إذا ما أندلعت حرب بين أمريكا وإيران، سيكون هو ساحتها،بكل تأكيد ،وتكون الفصائل في مقدمة من يقوم بقصف قواعد ومصالح أمريكا في العراق والمنطقة ، لإشغال الجيش الامريكي عن مواجهة طهران ،ولكن هذا لن يمنع أمريكا وإسرائيل من تدمير المعسكرات، والمواقع التي تتواجد فيها الفصائل، ويحصل لها كما حصل في لبنان وغزة والحوثي ،من تدمير وإغتيالات لقادة ورموز الإطار والفصائل، الموجودة أسماؤهم في بنك المعلومات،وسيكون لدول الخليج العربي دور، ولو غير معلن في دعم أمريكا مرغمة لا مختارة،كما حصل تماماً في غزو العراق واحتلال،وزيارة الرئيس ترمب ،تأتي لهذا الغرض تماماً،أي الحصول على موافقة دول الخليج العربي، المتواجدة فيها قواعد عسكرية أمريكية،لضرب أهدافاً ايرانية وعراقية،إضافة الى الضمانات الأقتصادية والمالية، كدفع تمويل الحرب ضد إيران،وتوقيع إتفاقيات عسكرية وإقتصادية ونفطية طويلة الأمد،إذن زيارة ترمب للمنطقة، تحمل أبعاداً اقتصادية أولاً ،وعسكرية ثانياً، وتحمل أكثر من رسالة ،إعلامية وسياسية ، ستنكشف بعد وأثناء الزيارة،ربما أولها هي الضغط على إيران ،في المفاوضات المتوقفة بين الطرفين ،والحصول على تنازلات منها، والذي أظهرت تصريحات المرشد الأعلى،وقادة الحرس الثوري وغيره،أنها مستعدة لتفكيك البرنامج، وتحويله الى برنامج للأغراض السلمية ،وتخفيض تخصيب اليورانيوم، مع إشراف دولي، وأمريكي على البرنامج،ونعتقد أن طهران غير جادة ،وتتلاعب بالتصريحات لكسب الوقت ،وتضليل الرأي العام، وإطالة أمد المفاوضات ،للوصول الى إعلانها إمتلاكها القنبلة النووية،وإحراج الإدارة الإمريكية ،وإفشالها مساعيها في تفكيك برنامجها النووي، والدليل، الكشف عن مفاعل نووي قيد الإنشاء والتطويّر في (محافظة سمنان) مؤخراً،لم يكن معلوماً ومكشوفاً ومسجلاً، لدى منظمة الطاقة الذرية الدولية، وهذا يؤكد أن إيران تعمل على تمويه برنامجها النووي، في نظنز ودورو وبندر عباس وأرارات وغيره، وتحجب معلومات ،ومعامل أخرى تحت الأرض ، بعيداً عن أعين الطاقة الذرية ،ودون علمها،مما يجعل ظنون وشكوك إدارة ترمب والطاقة الذرية والعالم  ، لنوايا طهران في محلها، وأنها تضلل العالم،أجزم أن زيارة الرئيس ترمب، للمنطقة، ستكون تأريخية وفاصلة بين عصرين،وستحدّد مصير وشكل الشرق الاوسط كله، وتضع المنطقة ،أمام عصر جديد أمريكي جديد، لانفوذ ولاهيمنة لإيران فيه، بعد إنتهاء نفوذها في لبنان وسوريا واليمن وغزة والعراق،نعم فالمنطقة أمام حدث تأريخي، وتحوّل تأريخي، يمهد لتغيير جيوسياسي ، تفرضه أمريكا وحلفاؤها في اسرائيل واوروبا ،على عموم المنطقة ،واقع خالٍ من النفوذ الايراني ،الذي أحدث خللاً بائناً ودماراً في الشرق الاوسط، هدّد وأنهى المصالح الإستراتيجية لأمريكا وأوربا،وأحدث خطراًمحدقاً بزوال إسرائيل من الخارطة،وما أحداث 7 اكتوبر إلا دليل على ذلك،زيارة الرئيس ترمب للمنطقة ،تحوّل إستراتيجي في مستقبل الشرق الأوسط كله.....!!!


مشاهدات 93
الكاتب عبد الجبارالجبوري
أضيف 2025/05/10 - 4:22 PM
آخر تحديث 2025/05/11 - 2:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 176 الشهر 12803 الكلي 11006807
الوقت الآن
الأحد 2025/5/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير