قمة فارغة
جواد العطار
قمة بغداد المزمع عقدها في السابع عشر من أيار القادم لن تكون قمة عادية على الإطلاق بسبب المتغيرات التي جرت في سوريا اولا؛. والتحديات التي تعانيها المنطقة ثانيا؛. وترقب مخرجات الحوار الامريكي الايراني ثالثا؛ وأثره على الأمن والاستقرار الاقليمي عامة وعلى شعوب منطقة الشرق الاوسط خاصة. فهل يكون القادة والرؤساء على قدر المهمة والمسؤولية؟ ام انها ستكون لقاء بروتوكولي يضاف إلى جدول القمم العربية العادية خلال العقود الثلاثة الماضية!!.
من المؤكد ان القمة لن تأتي بجديد مثلما يذهب اغلب الخبراء والمحللين بسبب ان ارادة الملوك والرؤساء العرب قد نزعت تحت ضغط ووطأة الانفراد والتهديد الامريكي وانفلات القوة الاسرائيلي في المنطقة... والذي القى بظلاله على القرار العربي والجامعة العربية التي أصبحت ضعيفة جدا بعد ان كانت منظمة دولية لها وزنها بفترات التأسيس الأولى وفي زمن الحياد الإيجابي في خمسينيات القرن الماضي.
فلماذا القمة ولماذا الاجتماع؟ سؤال يدور في ذهن الكثيرين... واجابته ان نظام الجامعة العربية يقرر عقد قمة عادية كل عام في احدى الدول الاعضاء وفق الأحرف الأبجدية وقمم طارئة وفق الظروف والتطورات العاجلة.
والغريب ان الجامعة العربية لم تدعو إلى قمة طارئة وغزة تباد ولبنان يستباح واليمن تحت القصف والعدوان الامريكي المجنون ، بشكل الهب مشاعر الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم اجمع بينما تصمت المنظمة العربية وتلتزم القمم العادية لا الطارئة سوى قمة فلسطين الطارئة التي عقدت في الشهر الماضي بالقاهرة والتي سبقت قمة بغداد بشكل مقصود وتحفظ العراق وتونس على بيانها الختامي ، ومثل هذا الأمر يؤكد ان قمة بغداد القادمة لن تأتي بجديد بارادة عربية مسبقة ومدبرة وستكون فارغة من المحتوى المؤثر بشكل لا يقبل الشك ، لكن يبقى الأمل قائما بالعراق الذي له لمسة وتأثير لا ينكر في السياسة الخارجية بالمنطقة ولديه الكثير من الأدوات والرؤى التي نأمل أن تجعل من البيان الختامي لقمة بغداد القادمة مؤثر وذا صدى ولو بالكلام ، وهذا ما نأمله ونرجوه باعتباره أضعف الإيمان..