طلبة السادس الإعدادي يعيشون تحت ضغط نفسي متواصل إستعداداً للإمتحانات
مواطنون لـ (الزمان): المرحلة مفصلية تحدّد مستقبل أبنائنا الدراسي والمهني
بغداد – ابتهال العربي
مع اقتراب موعد امتحانات المرحلة النهائية لطلبة السادس الإعدادي، تدخل آلاف الأسر العراقية في حالة من الاستنفار والتأهب المتكرر سنوياً، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والقلق والضغط النفسي، حيث تُعد هذه المرحلة الدراسية بمثابة المفترق الحاسم الذي يحدد مستقبل الطلبة الدراسي والمهني٬ بحسب ما وصفها أهالي الطلبة. وتتحول البيوت العراقية خلال هذه الفترة إلى ما يشبه بقاعات دراسية مغلقة، إذ تتوقف أغلب الأنشطة العائلية، وتُسخّر الإمكانات لخدمة الطالب من تخصيص وقت وهدوء كاملَين٬ استعداداً للامتحانات.
حالة طوارئ
وقالت أم مصطفى، والدة طالب في السادس العلمي٬ لـ (الزمان) امس (نعيش منذ أسابيع حالة طوارئ٬ ألغينا كل الزيارات المناسبات، كما ان الإنترنت غير فعال في المنزل لحين انتهاء فترة الامتحانات)، مشيرة الى ان (هذه الاجراءات الاحترازية تأتي للحفاظ على تركيز ولدهم)٬ وأضافت ان (هذه الامتحانات تحدد قبوله في الكلية، ونحن لا نريد أن نترك شيئاً للصدفة)٬ على حد تعبيرها٬ وأوضح والد طالبة في السادس العلمي٬ أبو زينب، ان (جميع من في المنزل يعيش في حالة خوف مستمرة)، مبيناً ان (ابنتهم تصل احياناً بسبب الضغط النفسي الى حد البكاء جراء القلق)٬ ولفت الى ان (النظام التعليمي في العراق يحتاج الى تطوير لكونه يضاعف حالة الضغط التي يعيشها الطلبة خلال هذا الوقت بالذات)٬ اما أم نور، موظفة ووالدة طالب في السادس الأدبي، عقلت قائلة انها (تحاول خلق جو هادئ ومريح٬ وتخفيف حدة توتر العائلة لمواجهة هذه المرحلة الصعبة نفسياً وعلمياً)٬ من جانبها تعبر طالبة السادس العلمي في مدرسة للمتميزات٬ نور محمد٬ عن (مدى الضغط النفسي والعصبي حادين اللذين تتعرض لها خلال هذه الفترة بسبب الامتحانات)٬ مبينة انها (طوال العام تتلقى دروساً في معهد تدريسي مختص٬ الى جانب دوام المدرسة٬ استعداداً للامتحانات النهائية)٬ وأضافت انها (تطمح لقبولها في كلية الطب)٬ واكد الطالب في السادس الإحيائي، حسن انور، ان (هذه الفترة لاتشكل ضغطاً عليه فقط٬ بل على اسرته)٬ وتابع ان (المنزل تحول الى ثكنة دراسية يسوده القلق والترقّب)٬ معرباً عن (امنياته لو كان القبول يعتمد على التقويم التراكمي، وليس على كم يوم يحددون مستقبل الطالب)٬ وفقاً لما ذكر.
امتحانات نهائية
بدورهم وصف خبراء في التعليم٬ وتدريسيون عبر (الزمان) وقت الامتحانات النهائية بالمعاناة المريعة٬ نظراً لان هذه المرحلة مفصلية تحدد نجاحهم وتفوقهم ومستقبلهم الدراسي والعلمي٬ ال انه خلال هذه المرحلة يتزايد الخوف والقلق لدى الطلبة)٬ يرى التربوي علي الربيعي ان (حالة التوتر العام التي تصاحب امتحانات السادس ناتجة عن تركيز النظام التعليمي على معدل الامتحان النهائي فقط٬ دون الأخذ بالحسبان الأداء السنوي أو المهارات الأخرى للطالب)٬ منوهاً الى ان (ذلك يولد ضغطاً هائلاً على الطلبة وعائلاتهم، ويدفع بالبعض إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية المكلفة)٬ وأضاف الربيعي انه (من غير المعقول أن يُبنى مستقبل طالب على اختبار واحد، في ظروف ربما تكون خارجة عن إرادته في بعض الأحيان)٬ مشدداً على (ضرورة اعتماد آليات تقييم متعددة تخفف من هذا العبء)٬ في السياق ذاته، اكدت التدريسية وسن حمودي امس ان (المدارس تحاول قدر الإمكان توفير دعم نفسي ومعنوي للطلبة، لكن قلة الملاكات المختصة وضعف البنية التربوية في بعض المناطق تجعل مهمة التهيئة النفسية صعبة)٬ وبينت ان (الكثير من الطلبة يواجهون نوبات قلق وتوتر تصل أحياناً إلى الانهيار أو الإغماء خلال الامتحانات)، داعية إلى (إدراج برامج دعم نفسي ممنهجة داخل المدارس٬ وتخفيف العبء عن الأسر). كما يرى مواطنون ان (امتحانات السادس الإعدادي لم تعد مجرد اختبار أكاديمي، بل تحولت إلى عبء مجتمعي ونفسي واسع، يستنزف الأسر مادياً ومعنوياً)، داعين الجهات المعنية إلى (إعادة النظر في نظام القبول المركزي، وتوسيع الخيارات أمام الطلبة، وتوفير وسائل دعم أكاديمي ونفسي أكثر شمولاً).