بغداد وواشنطن تبحثان ملف نفط الإقليم والتحدّيات المالية العالقة

خبير:  نفط العراق محصّن من تعرفة ترامب وتأثير الرسوم على التجارة محدود

بغداد -  قصي منذر

أكد خبراء اقتصاديون، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم كمركية على العراق بنسبة 30 بالمئة ابتداءً من آب المقبل لن يمس صادرات النفط العراقي إلى الولايات المتحدة، وأشاروا إلى إن تأثير هذه الرسوم سيبقى محدودًا على الميزان التجاري بين البلدين، في ظل استثناء النفط الخام واستمرار الاستيرادات غير المباشرة عبر دول مجاورة. وكتب الخبير منار العبيدي، منشوراً على صفحته فيسبوك وتابعته (الزمان) أمس إن (السبب الرئيس لهذه التعرفة يعود إلى اعتقاد الولايات المتحدة بوجود خلل في الميزان التجاري مع العراق، حيث تُظهر الأرقام فائضا تجاريا لصالح العراق بقيمة نحو مليارين دولار)، وأضاف إن (صادرات النفط العراقي إلى أمريكا تبلغ نحو 4 مليارات دولار سنويا، بينما تستورد العراق بضائع أمريكية بقيمة تتراوح بين 2 إلى 3 مليارات دولار)، وتابع (أما السبب الثاني، هو فرض العراق رسوما كمركية إضافية على بعض السلع الأمريكية ضمن برنامج حماية المنتجات المحلية، ما اعتبرته الولايات المتحدة تعرفة موجهة ضد بضائعها)، مضيفا إنه (بناءً على تلك الأسباب، رأت الولايات المتحدة أن التجارة مع العراق تسبب عجزا في ميزان مدفوعاتها، ما دفعها لفرض هذه التعرفة)، وأوضح العبيدي إن (هذا القرار يعد غير منطقي لسببين أولاً، تحليل معمق لميزان المدفوعات يكشف فائضا لصالح الولايات المتحدة عند احتساب الصادرات غير المباشرة، مثل السيارات الأمريكية التي تُصدَّر إلى دول مجاورة ثم تُعاد إلى العراق، وثانيا استيراد العراق للإلكترونيات مثل هواتف ابل والخدمات، مثل برمجيات التي تُحسب مبيعاتها لدول أخرى في المنطقة تستحوذ على مبيعات هذه الخدمات لمنطقة الشرق الأوسط)، مبيناً إن (هذه السلع والخدمات، التي قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات سنويا، تُظهر أن الميزان التجاري يميل لصالح الولايات المتحدة بوضوح، ومن حيث التأثير، فإن القرار لن يكون له أثر كبير على العراق، لأن النفط الخام، الذي يشكل الجزء الأكبر من صادرات العراق إلى أمريكا نحو 5 بالمئة من إجمالي صادراته النفطية، مستثنى من التعرفة)، ولفت إلى إنه (حتى لو شُمل النفط، فإن التأثير على الاقتصاد العراقي سيكون محدودا)، ووجد العبيدي إن (العراق أمام خيارين، الأول وهو خيار التقارب يتطلب ردا دبلوماسيا بإرسال رسالة رسمية من أعلى مستوى في الحكومة توضح حجم الواردات المباشرة وغير المباشرة من الولايات المتحدة، لتأكيد الميزان التجاري يميل لصالح أمريكا وتبين مقدار خطأ الاحتساب وضرورة رفع هذه التعرفة الكمركية اعتمادا على تفصيل استيرادات السلع والخدمات الامريكية المباشرة وغير المباشرة، وطلب العمل المشترك بين البلدين لتحويل جميع استيرادات العراق من السلع والخدمات بطريقة مباشرة دون الحاجة الى المرور بدول أخرى من خلال لجان مشتركة بين البلدين)، وشدد على القول (اما الخيار الثاني فهو التصعيد، عبر فرض رسوم على الخدمات والسلع الأمريكية مثل السيارات والإلكترونيات، الذي قد يكون له تأثير سيادي رمزي فقط، لكنه سيضر العراق أكثر من الولايات المتحدة وقد يؤدي إلى قيود أمريكية إضافية). وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، رسوما كمركية على العراق بنسبة 30 بالمئة، ابتداءً من آب المقبل، فيما رهن استمرارها بالعلاقة التجارية بين البلدين. في وقت، بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، مع القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق السفير ستيفن فاجن، التحديات المالية بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان وإدارة النفط المستخرج من الحقول الواقعة ضمن الإقليم. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الطرفين ناقشا خلال اللقاء مستجدات الوضع السياسي في العراق، لاسيما العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم ، مع التركيز على التحديات المالية والمشاكل ذات الصلة)، وتابع إن (اللقاء تطرق إلى أوضاع الشركات الأمريكية العاملة في الاقليم، والعلاقات بين بغداد وأربيل بشأن إدارة النفط المستخرج من الحقول الواقعة ضمن الإقليم).