الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شعرنة الوجود.. هايدغر وقراءة هولدرلين كحدث أنطولوجي


شعرنة الوجود.. هايدغر وقراءة هولدرلين كحدث أنطولوجي

عادل الثامري

 

تمثل قراءة مارتن هايدغر لشعر فريدريش هولدرلين محاولة فلسفية لإعادة تعريف العلاقة بين الشعر والوجود، متجاوزًا المأزق الميتافيزيقي للغة الفلسفية التقليدية. حوّل هايدغر شعر هولدرلين إلى "حدث أنطولوجي" يعيد تشكيل فهمنا للحقيقة كانكشاف (aletheia) لا كتمثيل، مما شكّل منعطفًا حاسمًا في مساره الفكري نحو فلسفة أكثر شاعرية. تعامل هايدغر مع الشعر بوصفه "تأسيسًا" (Stiftung) للوجود، حيث يصبح القول الشعري وسيطًا فريدًا قادرًا على تجاوز ثنائية الذات والموضوع التي هيمنت على الفكر الغربي منذ ديكارت. وفي كتابات مثل "هولدرلين وجوهر الشعر" و"أصل العمل الفني"، أسس هايدغر نموذجًا جديدًا للتفكير الفلسفي القائم على "الشعرنة" (Poetizing)، الذي لا يكتفي بوصف الوجود بل يشارك في تكوينه، مما أعاد تعريف حدود الفلسفة والأدب وفتح أفقًا للتفكير يتجاوز نهاية الميتافيزيقا.

لا يدعي هايدغر أن ما يقوم به هو نقد أدبي لأنه لا ينوي إجراء فحص علمي للنص أو لوضعه الفيلولوجي "الصحيح". ففي العام نفسه (1942) الذي كتب فيه المقال عن قصيدة هولدرلين "تذكار"، كان يلقي أيضًا محاضرة في جامعة فرايبورغ مكرسة لنفس العمل. وقال في ملاحظاته الافتتاحية: 

"لا يرغب هذا المساق في الدخول في منافسة مع البحث 'التاريخي-الأدبي' عن 'حياة وأعمال' هولدرلين، بغية تقديم هولدرلين 'الصحيح' أو حتى النهائي، كعينة من عمل علمي طبيعي. ان الشيء الوحيد الذي يحاوله هذا المساق هو التفكر فيما نظمه هولدرلين شعريا وايصال هذا إلى المعرفة." [1]

  تمثل هذ المقاربة انخراطاً فلسفياً متميزاً في شعر هولدرلين، تُعطي فيه الأولوية للفكر الداخلي وجوهر الشعر على حساب الأطر السيرية أو التاريخية الخارجية. وتنسجم هذه المقاربة بشكل وثيق مع التقاليد الظاهراتية والتأويلية في التأويل الأدبي. إنها تشير إلى محاولة لمواجهة الشعر وفقاً لشروطه الخاصة - للسماح للشعر بالتحدث والكشف عن حقيقته الذاتية بدلاً من فرض أطر تحليلية من الخارج. تسعى هذه المقاربة الظاهراتية إلى تجربة الشعر بوصفها تجليا للحقيقة أو الوجود، بدلاً من التعامل معه كموضوع للتحليل. وبالمثل، فإن البعد التأويلي يشير إلى انخراط تأويلي عميق مع النص يهدف إلى فهم الفكر المتضمن في الشعر نفسه. وتتناقض هذه المقاربة مع المناهج الوضعية أو التاريخية التي قد تركز بشكل أساسي على وضع العمل في سياق التفاصيل السيرية أو الظروف التاريخية. بدلاً من ذلك، يمنح الأفضلية للفكر الفلسفي المتجسد في اللغة الشعرية ذاتها.

وهكذا، يقف هايدغر خارج المعايير السائدة والتأويلات الأدبية الحالية، إذ ينوي استجواب النص من حيث السؤال الوحيد الذي، وفقًا لهايدغر المتأخر، لا يمكن لأي علم أن يحدده: سؤال الوجود. قبل عام تقريبًا من نشر أقدم المقالات المدرجة في كتاب "توضيحات"، وهو مقال "هولدرلين وجوهر الشعر" (1936)، ألقى هايدغر محاضرة عن ترانيم هولدرلين "جرمانيا" و"الراين". وهناك يصرح بوضوح بالهدف الوحيد من حواره مع هولدرلين: 

وهكذا، بدلاً من الامتثال للمعايير أو التأويلات الأدبية السائدة، يسعى هايدغر إلى التعامل مع النص عبر عدسة السؤال الذي لا يمكن لأي علم، في فلسفته المتأخرة، أن يتناوله: سؤال الوجود. وقبل عام تقريباً من نشر "هولدرلين وجوهر الشعر" (1936) - وهي المقالة الأولى في كتاب الإيضاحات - قدم دورة محاضرات عن ترانيم هولدرلين "جرمانيا Germania " و*"الراين" The Rhine، اذ صرّح بشكل واضح عن هدفه: "الانعطاف الشعري نحو شعره لا يكون ممكناً إلا بوصفه مواجهة تأملية مع تجلي الوجود (Seyn) الذي يتحقق بنجاح في هذا الشعر."[2]

يعبر هايدغر عن منظوره الفلسفي لكيفية التعامل مع شعر هولدرلين ، ويشير "الانعطاف الشعري" إلى الانتقال نحو فهم جوهري لشعر هولدرلين يتجاوز القراءة السطحية، وهذا لا يتحقق إلا عبر "مواجهة تأملية" - أي حوار فكري عميق مع النص - مع "تجلي الوجود (Seyn)" وهو المفهوم الهايدغري المحوري الذي يُكتب بالألمانية القديمة للإشارة إلى الوجود بمعناه الأعمق، اذ يرى هايدغر أن شعر هولدرلين موقع متميز لتجلي وانكشاف الوجود، وعبارة "الذي يتحقق بنجاح في هذا الشعر" تؤكد اعتقاد هايدغر بأن شعر هولدرلين استطاع بشكل فريد الكشف عن حقيقة الوجود والتعبير عنها، مما يجعل هذا الشعر ليس مجرد عمل أدبي بل هو انكشاف للحقيقة الوجودية التي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طري التفكير الفلسفي العميق.

إن تعامل هايدغر مع هولدرلين لا تقيده افتراضات النقد الأدبي أو أي تخصص علمي يبحث في الموجودات – وأقل ما يقيده هو الثنائية بين الذات والموضوع التي حددت العلوم منذ ديكارت. وبعبارة أوضح، يرفض هايدغر في مقاربته لشعر هولدرلين أن يكون محكوماً بالمناهج النقدية الأدبية التقليدية أو المناهج العلمية التي تدرس الأشياء كموضوعات منفصلة. فهو يتجاوز بشكل خاص الانقسام الديكارتي بين الذات العارفة (الإنسان المفكر) والموضوع المعروف (العالم الخارجي) - وهو الانقسام الذي شكل أساس المنهجية العلمية الحديثة. بدلاً من ذلك، يسعى هايدغر للانخراط مع شعر هولدرلين كتجربة للوجود نفسه، متجاوزاً الحدود المنهجية التقليدية للتفسير الأدبي والعلمي.

وبالمثل، لا يؤطر هايدغر دراسته كـ “جماليات"، على الرغم من أن الجماليات هي تقليدياً الفرع الفلسفي المعني بالفن والفنان. يجادل بأن الجماليات نشأت من نسيان الاختلاف الأنطولوجي بين الوجود (Sein) والموجودات (Seiendes)، مما أدى إلى التركيز على الكيانات الفردية. لهذا السبب، فإن الجماليات، مثل العلوم، غالباً ما تطمح إلى الموضوعية، محدداً مجالات معينة لتحليل الموجودات. في "الخاتمة Epilogue " و"الملحق" Addendum لـ*"أصل العمل الفني The Origin of the Work of Art “، يكتب هايدغر:

"تقريبا منذ اللحظات الأولى التي بدأ فيها التفكير المتخصص في الفن والفنان، سُمي هذا الفكر جماليا. تتعامل الجماليات مع العمل الفني بوصفه موضوعًا، موضوع الإدراك الحسي (aisthesis)، أي الإدراك الحسي بالمعنى الواسع. واليوم نسمي هذا الإدراك تجربة.... كل شيء هو تجربة. ولكن ربما تكون التجربة هي العنصر الذي يموت فيه الفن[3]."

يرى هايدغر أن الجماليات تُجَسِّد العمل الفني، وتضعه كموضوع للتجربة من قِبَل ذاتٍ مُدرِكة - مما يعزز بذلك الانقسام بين الذات والموضوع. ولذلك، يصرّ على ضرورة تجاوز المفكّر كل من مسلَّمات النقد الأدبي والجماليات معًا:

"إن التأمل في ماهية الفن لا ينكشف بشكل كامل وحاسم إلا في ضوء سؤال الوجود. فالفن لا يُعتبر مجالاً من مجالات الإنجاز الثقافي، ولا مظهراً من مظاهر الروح؛ بل إنه ينتمي إلى الحدث الأصيل (Ereignis) الذي لا يُحدد الا عبره وحده 'معنى الوجود' (راجع: الكينونة والزمان)." [4]

تُعيد مقاربة هايدغر الأنطولوجية للفن توجيهَ فهمنا لجوهره عبر إدراجه حصريًا ضمن إطار "سؤال الوجود" (Seinsfrage). يرفض هذا المنظور بشكلٍ مقصود التفسيرات التقليدية التي تحّول الفن إلى مجرد "إنجاز ثقافي" (مما يضعه في نطاق الإنتاج البشري والتطور التاريخي)، أو "مظهرٍ للروح" (الرؤية الهيغلية التي ترى الفن كتجلي للروح المطلق). بل يضع هايدغر الفن في سياق ما يسميه "الحدث الأصيل" (Ereignis) - الحدث الأصلي التأسيسي الذي يتمّ فيه الافتتاح التبادلي بين الكائن ووجود-الإنسان (الدازاين) ضمن أفق التملّك المتبادل. في هذا الإطار الأنطولوجي، لا يغدو الفن موضوعًا أو تمثيلًا، بل يصير فضاءً مميزًا ينكشف فيه "معنى الوجود" (كما بحث في كتاب الكينونة والزمان) ويتشكل. إن الإشارة إلى "الكينونة والزمان" هنا بالغة الأهمية، لأنها توحي بأن الفن يحقق عبر الوسائل الشعرية ما سعت الفلسفة إلى تحقيقه تحليليًا في تحليل الدازاين - أي كشف معنى الوجود. وهذا يمثل قطيعة جذرية مع النظريات الجمالية التقليدية، عبر تأكيده أن قيمة الفن الأساسية لا تكمن في خصائصه الشكلية أو مضمونه التمثيلي أو قوته الوجدانية، بل في قدرته على "تأثيث العالم" (welten) - أي فتح "الفسحة" (Lichtung) التي يظهر فيها الوجود ويُلتقى. وعليه، فإن الالتقاء الأصيل مع الفن عند هايدغر يتطلب تجاوز كل من التذوق الجمالي والتحليل التاريخي، لصالح الاعتراف بالوظيفة الأنطولوجية للفن كحدث للحقيقة (aletheia) يحضر فيه الوجود.

في رسالته إلى وليام ريتشاردسون، يتحدث هايدغر صراحةً عن "المنعطف" (die Kehre) في فكره، يشير إلى محاضرات عام 1937/38 حول جوهر الحقيقة، ولا سيما علاقة الانكشاف (Aletheia) بالإبداع (poiesis)، ويقول:

"ان حقيقة أن ما نسميه - بلا اكتراث - 'الحقيقة'، قد سماه اليونانيون Aletheia - سواء في اللغة الشعرية أو غير الفلسفية – ليس (نتيجة) ابتكارهم أو نزواتهم (الخاصة). بل هو أثمن ما جادت به لغتهم، التي تحقّق فيها ما-يحضر-بذاته، انكشافا وحجبا. إن هذا التفكير المتشعّب لا يتطلب، بكل تأكيد، لغة جديدة، بل علاقة متحوّلة مع الكينونة (Wesen) للغة القديمة ذاتها" [5].

يستعيد هايدغر المفهوم اليوناني للحقيقة بوصفه نقيضًا للتصور الحديث القائم على مطابقة الحكم للواقع. فبينما تُفهم "الحقيقة" في الفكر الغربي الحديث من منظور نظري صرف، يُعيد هايدغر تسليط الضوء على اللفظة اليونانية الأصلية Aletheia ( ἀλήθεια ) التي تعني في جوهرها اللّا-كتمان أو الانكشاف. ويُشدّد هايدغر على أن هذا الفهم للحقيقة ليس نتاج "اختراع" أو "مزاج" يوناني، بل هو من أخصّ خصائص لغتهم، التي كانت تحمل في بنيتها إمكانًا أصليًا لانكشاف الكائن بما هو كذلك. فاللغة اليونانية، بحسب هايدغر، لم تكن أداة محايدة تُستخدم للتعبير عن أفكار، بل كانت فضاءً ينكشف فيه الوجود نفسه، وتتكشّف فيه العلاقة بين الإنسان والكائن كحدث انكشاف واحتجاب في آنٍ معًا. ومن هنا، فإن ما أو "ما يحضر بذاته" — وهو ما يُشير إليه هايدغر بتعبير "that-which-comes-to-presence" — لا ينكشف انكشافًا كاملاً، بل يظل مصحوبًا بدرجات من الاحتجاب. فـالانكشاف والاحتجاب ليسا نقيضين، بل هما معًا يشكّلان نسيج الحقيقة في معناها الأصلي. ولذلك، لا يدعو هايدغر إلى صياغة لغة جديدة، بل إلى تحوّل في علاقتنا بالكينونة (Wesen) الكامنة في اللغة القديمة. أي أن المطلوب ليس استحداث مصطلحات جديدة، بل استعادة الارتباط الوجودي بالكلمة الأصل، ذلك الارتباط الذي يجعل من اللغة حدثًا أنطولوجيًا، لا أداة تعبيرية فقط.

يُشير هايدغر في كتاباته خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين إلى منعطف مزدوج في مسار تفكيره: منعطف إلى البدايات اليونانية، ومنعطف إلى الشعر الحديث المتمثّل في هولدرلين. ففي العودة إلى اليونان، يسعى هايدغر إلى استعادة الفهم الأصلي للحقيقة بوصفها وحدة اللوغوس والفيزيسphysis (انبثاق الكينونة)، وهو الفهم الذي ميّز بدايات الفكر الغربي قبل أن تطغى عليه التأويلات الميتافيزيقية. وفي المقابل، تتجه حركته الثانية نحو الشعر المعاصر، تحديدًا في أعمال هولدرلين، ويرى إمكانية استعادة الحقيقة الأصلية للكينونة بلغة شعرية تنبثق من تجربة وجودية عميقة. غير أن هذا المنعطف المزدوج — من الماضي إلى الحاضر، ومن الفلسفة إلى الشعر — لا يُفهم كمجرد حركة مزدوجة الاتجاه، بل كـمنعطف شعري موحّد في جوهره. ذلك أن اللغة الشعرية، سواء عند اليونان أو عند هولدرلين، هي التي مكّنت من قول الكينونة بوصفها فيزيس؛ أي كحضور منفتح ومتحجّب في آن، سابق على كل تصنيف مفهومي أو تمثيل ميتافيزيقي.

ويُشير هايدغر إلى أن اليونان لم يتوصّلوا إلى مفهوم "الفيزيس" عبر تحليل منطقي أو نظرية عقلية، بل عبر تجربة شعرية-تفكّرية للكينونة، عبّر عنها لاحقًا بمصطلحات فلسفية. وبالمثل، فإن هولدرلين، في قصيدته "كما في يوم عيد"، يستدعي لفظ "الطبيعة" بوصفه يحمل في جوهره صدى الحقيقة المستترة للكلمة اليونانية الأصلية: الفيزيس. إن هذا التحوّل الشعري نحو الحقيقة، في الحالتين، لا يهدف إلى مجرد إعادة إنتاج الماضي، بل يُمهّد الطريق نحو بداية جديدة للفكر، تكون متجاوزة لنهاية الميتافيزيقا التي بلغها العصر الحديث.

يُبرز التحليل الفلسفي لعلاقة مارتن هايدغر بالشاعر فريدريش هولدرلين منعطفاً حاسماً في تطور فلسفته خلال ثلاثينيات القرن العشرين، اذ انه انتقل من التركيز الأنطولوجي المبكر في "الوجود والزمن" إلى مقاربة أكثر شاعرية ولغوية لسؤال الوجود. فبعد إدراكه لأزمة اللغة الميتافيزيقية في التعبير عن الوجود، وجد هايدغر في شعر هولدرلين سبيلاً لاستعادة العلاقة الأصيلة بين الوجود واللغة، والتي يصبح الشعر فيها فضاءً للقول الأصيل الذي يسمح للوجود بالظهور والتجلي، متحولاً من كونه زينة ثقافية إلى قوة تأسيسية قادرة على تسمية الوجود وكشف جوهر المقدس. لقد مكّن هولدرلين هايدغر من تطوير مفهوم "التفكير الشعري" كنمط فكري يتجاوز الإطار المفاهيمي الميتافيزيقي نحو علاقة أكثر أصالة مع الوجود، وهو ما ارتبط بمفهوم "البدء الثاني" الذي يمثل قطيعة مع التقليد الميتافيزيقي الغربي. وهكذا يصبح هولدرلين شاهداً على نهاية عصر الميتافيزيقا ونذيراً ببدء جديد.

 

[1] Martin Heidegger, Hölderlins Hymne "Andenken" (Frankfurt am Main: Vittorio Klostermann, 1982, Gesamtausgabe, Vol. 52), pp. 2,5.

[2] Heidegger, Hölderlins Hymnen "Germanien" und "Der Rhein" p. 6.

[3] Heidegger, "The Origin of the Work of Art," in Poetry Language, Thought, trans. Albert Hofstadter (New York: Harper & Row, 1971), p. 7.

[4] Heidegger, Poetry, Language, Thought, p. 86.

[5] Heidegger, "Preface" to William J. Richardson, Heidegger: Through Phenomenology to Thought (The Hague: Martinus Nijhoff, 1963), p. xxii


مشاهدات 639
الكاتب عادل الثامري
أضيف 2025/04/14 - 3:46 PM
آخر تحديث 2025/04/19 - 11:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 562 الشهر 19219 الكلي 10899866
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير