شلالات الموصل يباس

نوفل الراوي

تنتشر على الخارطة السياحية لمحافظة نينوى العديد من المواقع التي بإمكانها أن تكون مصدر جذب للسياح و كذلك للزوار المحليين اذا ما جرى انتقاء تلك المناطق و أعيدت الأنظار في إمكانية تأهيلها بمنظور عصري يوافق النشاط السياحي الذي نجده يتعاظم في أماكن أخرى محاذية ومجاورة لمحافظة نينوى ..

هذا اذا ما أردنا إنشاء مواقع جديدة تضاف إلى المواقع السابقة ؛ لكن كيف سيكون الحال مع مواقع موجودة اصلا من منتصف القرن الماضي ..

وكانت تحظى باهتمام رسمي ورعاية حكومية مميزة بحيث يمكننا أن نطلق عليها مواقع سياحية بفخر ..هذه المرة سنتكلم عن شلالات الموصل .. هذا الاسم المهم في التأريخ السياحي في نينوى الذي لم نحسن التعامل معه !!.. أن شلالات الموصل ..تعجز عن إطلاق حتى نداء استغاثة .. لانها ( خلاص) قد أخذت جرعتها الكافية من الإهمال بحيث جفت عيون مياهها و تحولت المساحات الخضراء إلى مكب للنفايات ، أو الى مجرد رمال تلهو بها الريح ، أما أشجارها الباسقات لم يبق منها سوى اليباس والعطش وما زالت الأيادي العابثة تمتد نحوها و تقتطع حطبها..يدرك اهالي الموصل جيدا أن الإهمال أصاب هذا المرفق ابتداء من مطلع التسعينات من القرن الماضي ، إذ بسبب ظروف الحصار الذي عاشته البلاد جعل الحكومة آنذاك غير قادرة على إدارة ملف مثل الملف السياحي لتبدأ مرحلة الرجوع إلى الوراء ومن ثم ترك هذا الموقع كاملا من دون رعاية وادى ذلك إلى إقدام الكثير على اقتطاع ما شاؤا من الأشجار بحجة تأمين المحروقات البديلة عن وسائل الطهي المعروفة .. كذلك شهدت  الشلالات نكبة ثانية يوم احتل الدواعش ارض نينوى كاملة ؛ إذ عاثوا بها أهمالا و تجاوزا على ذلك المنشأ الجميل الذي ينبض زهوا وجمالا..

وعلى الرغم من تحويل ملف السياحة إلى وزارة الثقافة والسياحة والاثار الا اننا لم نلمس اي جهدا وزاريا يبذل من أجل إعادة الحياة لشلالات الموصل على الرغم من توفر كل المناخات التي من شأنها إعادة الحياة لهذا المرفق الذي طاله الاهمال والتجاوز .. ولو أن الوزارة المعنية بادرت بتوجيه دعوتها للمستثمرين الخارجيين لكنا الآن أمام منشأ سياحي يسر الناظرين هذا في حال لم تبادر الوزارة بأعمال التأهيل مباشرة .