المرأة العراقية سيدة العطاء
زهراء الظالمي
المرأةُ العراقيّةُ هي سيّدةُ المجتمعِ الأولى، هي البذرةُ المقدّسةُ التي بيدِها أُخضِّرَ كلُّ طينِ هذه الأرضِ، والتي بيدَيْها رَسَمتْ أوّلَ حَرفٍ للبشريّةِ. هي الأمُّ التي تُباركُ لنا خطواتِنا لكي نسيرَ لنجاحاتِنا بكل همة، هي المرأةُ المعطاءةُ التي طالما وَجَّهَتْنا كي نصلَ إلى القمّةِ، وهي المعلّمةُ التي ارتسمَتْ تفاصيلُها في أذهانِنا، هي أوّلُ من قوَّمَنا، وأَسْدَلَ ظفائرَنا، ورتَّب أفكارَنا، وأوّلُ من علَّمَنا كيف ننهضُ بعدَ كلِّ هزيمةٍ.
يحتفي العالمُ بالمرأةِ في تاريخٍ معيّنٍ من العام، وهو الثامنُ من آذار، وأنا أقولُ: يومٌ واحدٌ لا يكفي لكي نحتفلَ بالمرأةِ العراقيّةِ، إذْ هي تختلفُ عن كلِّ النساءِ، هي الصبورةُ، المكافحةُ، التي تقومُ بكلِّ الأدوارِ، هي الثقافةُ، والتاريخُ، والعراقةُ، والمجدُ، هي (شبعاد) في عرشها وهي سيمفونية العشق البابلي وحضارة تعمقت حتى وصلت الى كل العالم هي اليد الخفية التي تصارع الايام لكي تثبت ان لا شيء مستحيل هي (أُميمة الجبارة) في شجاعتها وبسالتها التي لم ترتجف يدها من زناد البندقية والتي لم تتخلَّ عن الدفاع عن ارضها وهي أمُّ المتنبي، والجواهريِّ، وأمُّ الشهداءِ. لا يسعُني أن أكتبَ عنها، لأنَّ كلَّ الصفحاتِ لا تكفي، ويَخجَلُ القلمُ أمامَها.**