أسرار الصندوق في ضريح القانوني
عامر محسن الغريري
ارتقى شيخ جامع مشهور في بغداد منبره بعد ان تخطى مئات المصلين ليسقي اسماعنا ويجلي عن صدورنا صدأ الايمان ويضع الجميع امام المسؤولية في احاديث الافتاء وترك هذا الخطاب لاهله بعدا عن عواقبه التي لا تسعد في الدنيا ولا تسر في الآخرة طاف كلام الخطيب على اسماع الحاضرين مع ذكرى تحرير لمدن وطعم الانتصار واشكال الفتاوى الداعشية التي لاكتها الألسن فعم الخراب وشاخ السواد..
وقال الشيخ مبينا عظمة الافتاء معرجا على سيرة السلطان العثماني سليمان القانوني المولود سنة 1495 والراحل 1566 والمتميز بفتوحات الاسلامية في شمال افريقيا والقاضي على دوله المجر والمشيد جامع السليمانية ومتصدر الحملة العمرانية لترميم سور القدس وكيف ذهب به الحال مرة حيث راحه يستفتي في النمل الذي تسلق الشجر وهل في قتله نفع او ضرر؟فجاء الجواب من شيخ الاسلام مشجعا مشترطا عدالة القتل وقد عرف عن القانوني انه لم ينفذ امرا إلا بفتوى من شيخ الاسلام او من الهيئة العليا للعلماء في الدولة العثمانية وبعد ان رحل عن الدنيا اثناء حصار مدينة سيكتور في الخامس من ايلول 1566 وجد وصية بان يدفن معه صندوق في القبر فاتخذ العلماء موقفا بفتح الصندوق والاطلاع على ما فيه وقد اخذتهم الدهشة واصابهم الذهول عندما وجدوه مليئا بفتواهم فقال عالم كبير يبكي بشدة لقد انقذت نفسك يا سليمان فاي ارض تقلنا واي سماء تظلنا ان كنا مخطئين في صندوق الفتاوى هكذا يخشى المؤمن ويرتجف من الافتاء ترى كم من فتاوى سمعنا بغير علم فقلنا ما اجرئ المفتين على نار وقودها الناس والحجارة وما اصعب حال من هجر وشرد ويتم ورمل بفتاوى رتبتها الظروف رحم الله القانوني صاحب المجد والسلطان والملقب بشهاده الغرب بالعظيم.