من التاريخ إلى الجغرافية
حسين الصدر
-1-
يشتط بعض الباعة في رفع أسعار بضائعهم فيقع الكثيرون في ضيق من هذا الارتفاع الفاحش .
-2-
ان الاستغلال مذموم ومكروه أيّا كان شكله وأيا كان مصدره .
-3 –
انّ اهل البصرة شكوا الى ابراهيم بن أدهم – احد اعلام الزهاد في عصره – غلاء اللحم ،
والتمسوا منه أنْ يدعو لهم فقال :
« اني لأعجب مِنْ أمركم ،
تشكون مِنْ غلاء اللحم وبامكانكم أنْ تُرخصوه ،
فقالوا :
كيف ؟
قال :
اتركوه وازهدوا فيه فانه يرخص ،
ثم أنشد يقول :
واذا غلا شيءٌ عليّ تركتُه
فيكون أرخصَ ما يكون اذا غلا
فأخذ الناس بقوله ،
وتركوا شراء اللحم ،
فبقي مكدسا في حوانيت القصابين فاضطروا الى ترخيصه وعاد الناس الى شرائه .
-4-
ومع ارتفاع أسعار الدولار في العراق ارتفعت الأسعار بشكل جنوني ، واستغل الكثير من الباعة هذا الصعود للمبالغة برفع أسعار بضائعهم .
وهنا لابُدَّ مِنْ التمييز بين المواد الغذائية الضرورية وبين غيرها مِنَ الحاجات ومتى ما أعرض الناس عن شراء الحاجات غير الضرورية يضطر الباعة الى خفض أسعارها .
-5-
واذا كان الجشع والطمع مذمومَيْن فاننا نأمل أنْ يتحَلى الباعةُ بروح الانصاف وترك الاعتساف في تسعيراتهم لمبيعاتهم، رفقا بأهلهم واخوانهم ، وليس ذلك بالأمر العسير .
ليكن البيعُ سَمْحاً كما يُوصي بذلك الاسلام .