ما هي الحكمة ؟
حسين الصدر
قال تعالى :
« ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر الاّ أولوا الألباب «
البقرة /269
وروي عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قوله :
« ما أنعم الله على عبد بنعمةٍ أعظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة «
والسؤال الآن :
ما هي الحكمة وما هي معانيها ؟
الحكمة تعني المصلحة،
ومن هنا يقال الحكمة في هذا الأمر كذا اي المصلحة
والحكمة تعني الموعظة ،
ومن هنا يقال :
الحكمة ضالة المؤمن .
والحكمة تعني العلم والفهم
قال تعالى :
( ولقد آتينا لقمان الحكمة )
لقمان /12
والحكمة تعني النبوة
قال تعالى :
( وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب )
ص / 20
وتطلق الحكمة على الفلسفة
والى جانب هذه المعاني المعروفة هناك مَنْ قال :
الحكمة : هي علم الفقه .
وقال آخر :
الحكمة هي جميع العلوم الدينية .
وقال ثالث :
الحكمة هي طاعة الله فقط .
والخلاصة
انّ الحكمة لن يتعدى معناها السداد والصواب ، وأنْ تضع الشيء في موضعه في الأعمال والأقوال .
فالحكيم :
هو الذي يُحكم الأمر ، ويأتي به وفق مقتضيات العقل والواقع، وليس انطلاقا من الهوى والميول والرغبات الشخصية والعاطفية .
ثم انّ الحكيم لا يؤخر الامر عن زمانه ، ولا يُقدم عليه قبل أوانه، ولا يبتعد به عن حدوده وعنوانه .
وعلى هذا :
فان الحكمة ليست مختصةً بالرسل والانبياء والاولياء، كما انّها ليست وقفا على الفلاسفة والعلماء .
انها متاحة لِكُلَ مَنْ أتقَن عَمَلَه وأَحْكَمَه
ومن أتقن عمله وأحكمه فهو حكيم فيه، سواء كان عاملاً أو فلاحا أو موظفا أو باحثا او خطيبا ....
شرط الحكمة المهم :
تحقيق الغرض المطلوب شرعا وعقلا .
والسؤال الخطير الذي يطرح نفسه :
أين هي الحكمة في قرارات السلطويين الذين أغرقوا البلاد والعباد بالفساد ؟