وماذا عن الإعجاب بالنفس ؟
حسين الصدر
-1-
الاعجاب بالنفس ظاهرة معروفة منذ قديم الأزمنة فهناك من يرى أنه وحيد زمانه ، والفريد في عبقريته وألمعيته ، وبالتالي يشمخ بأنفه ، وينظر الى باقي الناس على أنهم دونه ..!!
-2-
وهذا مسلك وخيم العواقب يحرم صاحبه من التخلص من عيوبه حيث يجعله الاعجاب بنفسه معتقداً بسلامته من جميع العيوب .
وهذا أكبر الأوهام .
-3 –
أندري ماذا قال ولي الدين يكن عن كتابه ؟
قال :
كتابي سِرْ في الأرض واسلك فجاجَها
وخلِّ عباد الله تتلوكَ ما تتلو
فما بِكَ مِنْ عيبٍ فأخشى ظهورَهُ
ومابكَ مِنْ جهلٍ فَيُزري بكَ الجَهلُ
ان القرآن الكريم وحده - وباعتباره كتاب الله - هو الكتاب المترُه عن العيوب، أما كتبنا فهي لا تخلو من أخطاء ولا يصح النفي المطلق لما ورد فيها من أخطاء .
وهذا الزمخشري صاحب تفسير الكشاف – وهو عالم مرموق المكانة يبادرنا مادحا تفسيره ويقول :
انّ التفاسير في الدنيا بلا عَدَدٍ
وليس فيها لعمري – مِثْلُ كشّافي
انْ كنتَ تبغي الهدى فالزم قراءَتَهُ
فالجهل كالداءِ والكشّافُ كالشافي
أرأيت كيف فضّل تفسيره على سائر التفاسير ؟
وهذا اللون من الاعجاب بالنفس وبنتاجها العملي لا تتلقاهُ النفوس بالقبول .
ويرتد بالتالي على صاحبه المفتون بنفسه .
-4 –
وهل نُسيت ما قاله أبو العلاء المعري عن نفسه ؟
قال :
واني وانْ كنتُ الأخيرَ زمانُه
لآتٍ بما لا تستطِعْه الأوائلُ
قأقحمه طفل حين تحداه قائلاً :
هل تستطيع أنْ تزيد الحروف حرفاً واحداً ؟
وأما ما قاله المتنبي عن نفسه فحدّث ولا حرج ألم يقل :
انا الذي نظر الاعمى الى أدبي
وأسمعتْ كلماتي مَنْ بِهِ صَمّمُ ؟
-5-
ويرى كثير من السلطويين العراقيين أنهم فاقوا كبار الساسة العظماء الذين عرفهم العالم، ولكنهم في الحقيقة لا يحسنون الاّ فن اقتناص المغانم والمكاسب والامتيازات .