مستقبل التعليم الجامعي الأهلي.. سبل النهوض والتطوّر
ثابت نعمان
تتسابق الجامعات والكليات الاهلية (الخاصة) في دول العالم ، الى دعم وضمان جودة مخرجاتها وتناغمها مع متطلبات واحتياجات سوق العمل .. وقيادة السوق في بعض الأحيان .
ويسعى الكثير منها ، الى تحقيق التفوق وبناء سمعة أكاديمية مرموقة تتيح لها فرصة التميز وتجعلها مثار اهتمام الطلبة و عوائلهم وزيادة رغبتهم في نيل أحد المقاعد الدراسية فيها .
أما في العراق ، فبرغم السنوات الطويلة التي مرت منذ تأسيس الكليات الأهلية أواخر ثمانينات القرن الماضي .. إلا أن مؤشرات جودة التعليم الجامعي الأهلي ، لاتزال محدودة ، مقارنة بحجم المنافع المتحققة من الاستثمار في هذا المجال .
ولعل أبرز مايمكن تأشيره ..
1- التحول التدريجي من اعتماد الكفاءات والأساتذة ذوي المراتب العلمية المتقدمة ، الى فتح أبواب التدريس أمام الخريجين وحملة الشهادات العليا(الجدد) ، لأسباب مرتبطة بانخفاض مستوى الرواتب والأجور التي تمنح اليهم (دون التركيز على عاملي الخبرة والكفاءة ) .
2 - محدودية الاهتمام بتدريب وتطوير التدريسيين والموظفين وإقامة مؤتمرات وندوات ، يتصف الكثير منها بالشكلية .
3 - ونتيجة لتسهيل قبول ذوي المعدلات التي لاتحصل على مقاعدالقبول المركزي أو التعليم الموازي ، فقد وصلنا لمرحلة ، أن الجامعات والكليات الاهلية .. تتسابق لجذب الطلبة ، ليس على أساس سمعتهاالأكاديمية ومناهجها العلمية ، إنما تحاول جذب أكبر عدد من الطلبة من خلال الإعلان عن تخفيض الأجور الدراسية وتقديم تسهيلات القبول لمن لاتتوافر أمامه فرص اكمال دراسته الجامعية .
4 - وبطريقة أو أخرى .. أصبح بعض المستثمرين ، يشغلون المناصب القيادية بأنفسهم ( في حال كونهم من حملة شهادة الدكتوراه ، أو ترشيح واختيار العميد (المطيع) ، ( الصديق والمقرب) أو (الموصى به من قبل شخصيات متنفذة ) .
التساؤل المهم .. ؟
كيف يمكن أن نتوقع حصول حالة التطور العلمي المنشود ومواكبة الحداثة في العلم والتكنلوجيا ؟
إن النظرة الحكيمة ، التي تهدف الى تطوير سمعة الجامعة والكلية الأهلية ، وجعلها منافس حقيقي وداعم للتعليم الحكومي ( الذي يعاني هو الآخر من مشاكل ،
لامجال لذكرها ) ، يضع أهداف المساهمة في بناء المجتمع الى جانب هدف الارباح الاستثمارية .. تتطلب العمل على استقطاب الكفاءات العلمية من ذوي السمعة و المراتب العلمية المتقدمة ، لدعم المواقع القيادية واختصاصات الجامعة وكلياتها وأقسامها ، فالخبرة أساس للتحول نحو تحقيق الرصانة والبناء العلمي السليم ..
ويعد هذا الأمر مهما» جدا» ( لذوي الرؤية الفاحصة) بما سيتيح امكانية تعزيز فرص استقطاب الطلبة من داخل وخارج العراق ، الراغبين بالحصول على شهادات علمية من جامعات مرموقة على وفق معايير المنافسة الحقيقية .
وبذلك نكون قد وضعنا التعليم الجامعي الأهلي على المسار الصحيح دون التضحية بأهداف الربحية المشروعة ، الى جانب تحقيق لمسات فاعلة في تطوير التعليم والسمعة الوطنية .