قال شارل ديغول، الرئيس الفرنسي ابان الكفاح الفرنسي ضد النازية ، في ملخص رده على اتهامات هتلر له ، على انه لا يمثل فرنسا كلها. حيث رد ديغول بحكمة غدت سفرا خالدا في سجل الوطنية المعاصرة إذ قال: لو لم اكن فرنسا كلها لما وقفت امامك .
تسبب الاحالة الى المجهول صراعا طبقيا، قد لا ينتهي الا بانتهاء وموت وفناء كل الطبقات المتصارعة ، ضمن محيط الاختلاف والابداع، ففي العراق اليوم هناك بحث محموم عن الهوية ، الهوية العراقية ، جذورها تمثلاتها العربية ، سماتها الدينية، والاشد غورا في الصميم عمق وقدرة التاريخ العراقي الذي يقف امامه الشعب العراقي مذهولا ، فقد اصبح التاريخ العراقي عبئا على الساسة والقادة ، وهو احالة تعجيزية تجعل من العراق مختبرا لتجليات الماضي وتحولات اليوم ،
فحين تقف مطربة عراقية لا تفقه ولا تتذكر نشيد بلادها فنحن امام انهيار فكري ووطني ، وحين يكرم العراقي ضيوفه بمشاعر الاسترضاء والتوسل ، يشعرنا الحال بفداحة غياب الهوية وعدم العثور على ما يجانس التحولات الفكرية ، وضمن واقع سياسي شاذ وهجين هو محل تذمر وعذابات من مختلف الشرائح الاجتماعية في العراق، احس كثيرون بان التربية الوطنية تغيب عن مشهد المقاول وتحضر في نعش المقاتل ، فلم يذهب الشهداء الى الموت للدفاع عن العراق وهم يجيدون بلاغة الموت والتضحيات ؟
لكن فنانة مدللة لا تستحي ان تصف بلدها بالردا غير ابهة بالمعنى ولا حتى باللغة ولا لشعب يفتح انظار كل يوم على مهازل وكوارث وفواجع تحولت الى مسلسل كوني لا نهاية له ولا انقضاء من يحتاج الى الفيتامينات الوطنية فهي متوفرة في شوارع الفقراء والكادحين من الفاو حتى زاخو، ومن لا يريد حبا للعراق فلا يسئ للعراق، وكما قال عبد الرزاق عبد الواحد : هنيئا لمن يحبك يا عراق
ونحن نقول هنيئا لمن يحبك حقا يا عراق.