الشارع غير المهذب
عبد الكاظم محمد حسون
عندما تسير في الشارع او تريد أن تنجز مهمة معينه او تأدي عملا ما ... لا تجد ان هذا الشارع الذي تسلكه يحمل صفات انسانية ..شارع يحس ويشعر بك كإنسان بل تجد نفسك بعض الأحيان انك غريب عليه يحاول ان ينال منك بشكل او اخر ولا تجد من يحميك او ينصفك... ربما انك تسير مسترخي وإذ بصدمة تأتيك بضرب كتف او صدر من شخص ضخم البنية يدفعك بعيدا عن مسار سيرك من شدة الضربة دون أن يشعر ذلك الشخص بما اقترف من ذنب ربما غير مقصود و لا يتقدم لك ليطبطب على ظهرك مع كلمات الاعتذار والتأسف..الا انه .. ومن الغرابه تجده يتغاضى عنك ويذهب في طريقه دون أن يشعر بذنب اتجاهك ...او انك تصعد باص المصلحة او سيارات الاجرة الجماعية وانت تبحث عن مقعد فارغ فتجد شخص يجلس قبلك باسطا فخذيه على المقعد المخصص لشخصين فتجده قد تجاوز على المقعد المجاور دون اهتمام أن هذا المقعد المتجاوز على نصفه هو من حصة شخص آخر..وتأتي وتجلس وهو لا يحرك ساكن بجمع اجزائه على مقعده المخصص له ويترك لك المقعد كاملا وإنما انت من تحاول جمع اجزائك لتحصر نفسك بنصف مقعد . او انك تسير في الأسواق وتجد كثير من اصحاب العربات او الحمالين لا يكترثوا بشيء وهم يحصرونك جانبا وهذا جيد ان لم يحاولوا إصابتك بحافة العربة المدببة كالرمح والباشطة كالسكين وان اعترضت تجد نفسك انك انت المذنب اتجاه اتهامات الشخص المخطيء حيث يحاول ان يرمي كل تعبه وتعاسته عليك وكأنك انت من اوصلته إلى هذه المرحلة والبعض تجده على حافة خلق خناقه غير متعادلة معاك لطول لسانه وقوة جسدة وهنا لا أقول الكل بل هنالك من يتصف بحسن الأخلاق وجمال السلوك اما بعض الباعة المتجولين لا يتحمل أن تمسك بضاعته وتعاينها وكذلك تجده لا يقبل الاخذ والرد بالسعر فما تجد منه لا الصوت العالي ومسك البضاعة من يديك والقاءها جانبا ام المسألة الاخرى المهمة تجدها وانت تقود سيارتك فتجد بعضهم مستعجل يحاول تجاوزك في مواقف صعبة وان سرت في طريق لا يستوعب سيرتين تجده يسرع للسير مما يجبرك للرجوع إلى الخلف ليكمل مسيره دون أن يبالي وخشمه مرفوع عاليا على اساس انه حقق نصرا ، وفي حالة كونك تنتظر جانبا وتسمح له بالسير والعبور والمفروض هو من يحاول تجده عندما يمر من جانبك دون حتى شكرا او بالأحرى حتى سلام او ابتسامه وانما يعتبر ما قمت به هو واجب بينما هو بالاصل واجبه لانك انتظرت عبوره ليدل على حسن الأخلاق وحسن التعامل .