حاصر الأمريكان وذيولهم العرب والأوربيون سورية وشنوا عليها حرب إبادة جماعية شاملة وجلبوا إليها كل وحوش وحثالة الأرض المفترسة ، والحجة الكذبة كانت تخليص الشام من حكم الفرد والحزب الواحد ونشر الديمقراطية ، ثم قالوا لها لماذا ارتميت يا دمشق بأحضان الروس والإيرانيين ؟!
نفس حرب الإبادة هذه كانت قد حدثت بشكل أقسى وألعن وبنفس الأدوات والأكاذيب والشعارات في عملية تدمير وإفساد العراق وقتل أهله وزرعه وحجره وهوائه .
سورية المحاصرة والمنكوبة الآن لا تبحث عن فتات معونة يقدمها لها الغزاة الأمريكان الأوغاد ، بل هي تريد جزءأ قليلاً من حقها السليب في ينابيع نفطها الضخمة ، حيث احتلتها قوات المرتزقة والكاوبوي المتوحش ، وتجني منها حتى اللحظة القائمة مئات ملايين الدولارات الدسمة من خلال استخراج النفط السوري وبيعه وتهريبه عن طريق الشريك التركي وأيضاً كردستان العراق ، عبر اسطول شاحنات بري هو الأضخم في المنطقة ، وفي أكبر عملية سرقة معلنة ومسكوت عنها حتى الآن !!
دكاكين الأمم المتحدة وصندوق النهب الدولي والفك الإعلامي الدعائي المفترس المتمثل بفضائيات عربية نفطية قذرة ومرتزقة وفاقدة لكل ذرة مهنية وشرف ، يشاركون مشاركة فاعلة في تصنيع هذه المأساة الإنسانية الكبرى وتبريرها وتلميع وجه الكاوبوي القبيح وتضليل الناس في ظل درجة من الأمية الشعبية المروعة وفحيح طائفي مسموم .
الغرب يشترط دخول النجدة للمنكوبين عن طريق المعابر والأرض السورية التي تحتلها قطعان القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبرعاية المحتل التركي حتماً !!
أما الغزاة واللقطاء الصهاينة بفلسطين العربية السليبة ، فما زالوا ومنذ بدء المصيبة السورية قبل اثنتي عشرة سنة ، يقصفون ويدمرون كل شيء في الشام المنكوب لكنهم لا يضربون فلول القاعدة وداعش والنصرة وباقي المقطمين المقملين ولو من باب ” نيران صديقة ” !!
أخيراً هل بمقدور حاكم عربي شقيق واحد أن يملأ طائرته الضخمة بالدواء والغذاء واللباس ويحط بها بمطار دمشق الدولي ، أم أنه يخشى على مؤخرته من ركلة أمريكانية نجلاء لا تثنى ولا تصد ولا ترد وفق التعبير المجازي الجميل من المعلق عصام الشوالي ؟
تخيل نفسك وأنت تنصت كسير الظهر والقلب ، لصوت بكاء أطفالك الذين يستنجدون بك من تحت ركام بناء دمره الزلزال ، عندها فقط سيكون حزنك على الآخرين حزناً إنسانياً جميلاً خالصاً غير خاضع لقياس ديني طائفي أعور أو عنصري مريض .