الرسالة الفريدة
حسين الصدر
-1-
اعتاد المظلومون أنْ يرفعوا شكاواهم الى الرؤساء يلتمسون منهم التدخل لرفع الظلامات .
فهذا يخاطب الملك او رئيس الجمهورية ، وذاك يخاطب رئيس الوزراء وآخر يخاطب الوزير المختص وهكذا .
-2-
لقد عثرت على رسالة فريدة بعثها الخليفة العباسي ( القائم بأمر الله ابو جعفر) حين حَبَسَهُ البساسيري وأنفذها الى لِتُعّلق في الكعبة المعظمة.
ومعنى ذلك : انه بعث رسالته الى الله يشكو اليه حاله ويلتمس عَوْنَهُ للخروج من محنته .
ومن هنا استحقت هذه الرسالة أنْ نُطلق عليها وصف الرسالة الفريدة .
-3-
والآن :
نورد لك الرسالة كاملة غير منقوصة لتقف بنفسك على ماجاء فيها :
كتب يقول :
" الى الله العظيم من المسكين عَبْدِه .
اللهم انّك العالم بالسرائر ، المطلع على الضمائر ،
اللهم انك غنيّ بعلمك واطلاعك على خلقك عن اعلامي ،
هذا عبدٌ قد كفر نِعَمَكَ وما شكرها ،
وألغى العواقب وما ذَكَرها ،
أطغاه حلمُك حتى تعدّى علينا بغيا ، وأساء الينا عتواً وعدّواً .
اللهم قَلَّ الناصرُ ،
واعتز الظالم ، وأنت المطلع العالِم ، المُنْصِف الحاكم،
بك نعتز عليه ، واليك نهرب من بين يديه ،
فقد تعزز علينا بالمخلوقين ونحن نعتزُ بك ،
وقد حاكمناه اليك ،
وتوكلنا في انصافنا منه عليك ،
ورفعنا ظلامتك هذه الى حَرَمِكَ ،
ووثقنا في كشفها بكرمك ، فاحكم بيننا بالحق ، وأنت خير الحاكمين "
-3-
والرسالة جديرة بالتأمل حيث تضمنت صوراً رائعة للعبد المكروب الذي يعتز بالله ويأمل أنْ يكون الحاكم بَيْنَهُ وبين مَنْ ظَلَمَهُ .
والله خير الحاكمين .
Husseinalsadr2011@yahoo.com