النسخة الفريدة
حسين الصدر
-1-
تبلغ الحماقة ببعض ذوي الخيلاء والتكبر والغطرسة الى حدّ الايمان بأنهم بلغوا الغاية ، وأدركوا النهاية ، فليس لهم ثمة مِنْ شَبيهٍ أو مثيل .
-2-
يقولون هذا وهم يعلمون أنَّ العصمة ليست الاّ للانبياء والأوصياء – صلوات الله وسلامه عليهم – دون سواهم .
وقد منحوا العصمة لكي لا يُتَهَمَوُا بالكذب على الله وهم يُبلغون الناس أحكامه .
-3-
ولا يخلو زمان ولا مكان من المتغطرسين المتكبرين عبر امتداد الأجيال،
ومن اولئك المتكبرين الذين ورد ذكرهم في التاريخ :
( عبيد الله بن ظبيان ) حيث خطب خطبة أوجز فيها فناداهُ الناس من أعراض المسجد :
كثّر الله أمثالَكَ ، فقال :
لقد كلفتم ربكم شططاً ..!!
وفي رواية : قيل له :
كثرّ الله في العشيرة أمثالَك ، فأجاب بذلك الجواب العجيب
ومنهم :
معبد بن زرارة
كان ذات يوم جالساً على الطريق ، فسأله سائل قائلا :
يا عبدَ الله :
أين الطريق الى مكان سمّاه له ؟
فقال :
لِمْثلْي يقال يا عبد الله !!
أقول :
اذا كان المشهورون بالتكبر قد ذكر لنا التاريخ بعض قضاياهم ،
فان المتكبرين في العراق الجديد – قد ضربوا الأرقام القياسية في التكبر، حيث لم يَروْا في مواطنيهم – الذين لابُدَّ أنْ يخدموهم – ما يدعوهم الى العناية بهم واستفراغ الوسع في انجاز ما ينفعهم ، لا سيما توفير الخدمات الضرورية .
وهنا تكمن الطامة .