الكلمة الطيبة دواء
عادل الذهبي
الكلمة الطيبة دواء رباني لامتصاص الغضب والشحناء والبغضاء والكراهية من قلوب الآخرين ، فتفعل في الإنسان مالا تفعله الأدوية القوية ، فهي حياة خالدة لا تفنى بموت قائلها .....
الكلمة الطيبة هي حياة القلب، وهي روح العمل الصالح، فإذا رسخت في قلب المؤمن وانصبغ بها وواطأ قلبُه لسانَه، وانقادت جميعُ أركانه وجوارحه، فهي دليله إلى العمل الصالح والعمل المخلص ، فلا ريب أن هذه الكلمة تؤتي العمل المتقبَّل والمرضي لله سبحانه وتعالى ، فهي درب النجاة دوماً....
الكلمة الطيبة تؤلف قلوب الناس جميعًا من كل طبقة وصنف، وفي كل مكان وزمان، وهي طريق الجنة وطريق الخير والحق ، فالكلمة الطيبة تخلق المحبة والمودة والرحمة بين الناس ، وتقتل البغضاء والحقد والكراهية ، لنجعل من ألسنتنا ناطقة بالكلمة الطيبة والكلام الحق والخير ، ولنبني علاقات يسودها الوئام والتقدير والاحترام ......
الكلمة الطيبة هداية الله وفضله لعباده ، وهي رسالة المرسلين ، وسمة المومنين ، فالكلمة الطيبة كالشجرة المثمرة التي تثمر الثمر النافع ، وتهدي إلى العمل الصالح النافع ، عكس الكلمة الخبيثة التي شبهت بالشجرة الخبيثة التي تقتل العمل الصالح ، وتأخذ بالإنسان إلى أمور لا تحمد عقباها ...
ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم هو المثل الأعلى لأمته لم يكن فظا غليظا، بل كان سهلًا سمحا ، يدعو الناس إلى التسامح والعفو والمودة والألفة، لينًا، دائم البشر، يواجه الناس بابتسامة حلوة، ويبادرهم بالسلام والتحية والمصافحة وحسن المحادثة، علمنا أدب التخاطب وعفة اللسان ، فهو قدوتنا إلى التسامح والعفو والمودة والخير .....
فكم من كلمة طيبة كتب الله بها الرضوان ، تدفع عن مسلم أذى، أو تنصر مظلوما، أو تفرج كربه ، أو تعلم جاهلًا، أو تذكر غافلًا، أو تهدي ضالًا، أو ترأب صدعًا أو تطفئ فتنة ! وكم من مشاكل حلت ، وكم من صِلات قويت ، وكم من خصومات زالت بكلمة طيبة ، فديننا الإسلامي دعانا إلى الأمر بالمعروف ، والقول الكريم ، والقول اللين ، والقول السديد ، والقول الميسور ، والقول الحسن ، فالكلمة الطيبة نعمة من نعم الله علينا ..
فالبر شيء هين وجه طليق وكلام لين، فلنرطب ألسنتنا بالكلمة الطيبة التي تزيل الجفاء، وتذهب البغضاء والشحناء، والكراهية والحقد ، وتدخل إلى النفوس السرور والهناء والمحبة والمودّة والوئام ، فالكلمة الطيبة ترفع صاحبها أعلى الدرجات ، وتعتقه من النار ....