شمعة الإدارة في نفق الإزدواجية لقاح كورونا مثالاً
لبنان هاتف الشامي
تناقش العلوم الادارية الكثير من أساليب تمكين المنظومة الإدارية من انجاز واجباتها في ترتيب تصاعدي يبدأ من منظومة العمل البسيطة وتنتهي عند إدارة الدولة .
ولعل أبرز سمات هذه الأساليب تتمثل في الانسجام ما بين الأهداف والاستراتيجيات وطرق التنفيذ بلا تعارض او تضارب او تداخل وابسط مثال على ذلك ما يدرس في ادارة الشركات والمصانع وصولا الى ادارة الوزارة القطاعية كالصناعة والزراعة .. فهناك وزارة للتخطيط مهمتها وضع السياسات العامة للدولة في مشاريع التنمية المستدامة من خلال جمع أدوار ومواقف ما يطرح في خطة كل وزارة ..وهكذا يتم وضع الموازنة العامة للدولة في أول خطواتها من خلال ما يطلق عليه الموازنة التخمينية..وتجمع كل ما يتطلب لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية التنموية مقابل الموازنة التشغيلية .
ما يمكن مقارنته اليوم بين فن الادارة و علمه لإنجاز البرنامج الحكومي مقابل تشريع قانون الموازنة العامة من جهة ..وبين ضرورات التعامل مع استيراد اللقاح لمجابهة جائحة كورونا المفترض تسريع خطواته من جهة اخرى.
من خلال متابعة القنوات الإخبارية والتصريحات الرسمية ..فإن دراسة هذا الحال وما فيه من اثام التداخل والازدواجية التي تقتل عقلية التخطيط الصحيح اولا وثانيا تجعل التداخل بين أعمال اللجان المتخصصة في مجلس النواب مثل خلية الازمة الصحية البرلمانية وبين خلية الازمة الصحية الحكومية ..تجعل المراقب الاكاديمي أمام تساؤلات مثيرة عن حسن النيات لجميع الأطراف او تنافس السلطات التشريعية والتنفيذية وتداخل الصلاحيات بما يجعل الجميع في النهاية بلا تخطيط ثابت وبلا منهج عمل لإدارة الازمة الصحية .
ما نريد تثبيته في هذه الكلمات القصيرة .. لابد من الالتزام بمنظومة الادارة وفق ما يتفق عليه فقه الإدارة كعلم أكاديمي تطبيقي وليس على وفق التنافس في مفاسد المحاصصة حتى على حساب صحة فقراء العراق الذين ينتظرون وصول اللقاح لمواجهة الموجة الثانية من وباء كورونا .
نقول قولنا هذا وننتظر مع المنتظرين لعل وعسى ان تصل هذه الكلمات إلى من يعنيهم الامر ..ام ان الادارة المنفلتة ..باتت سيدة الموقف؟..لعل وعسى تبقى لدينا بارقة امل ان نشعل شمعة بدلا من ان نلعن الظلام .