الحبُّ من طرفٍ واحد
حسين الصدر
-1-
رحم الله الصافي النجفي الذي قال :
أُحبكَ لكنْ ما أراكَ تُحِبُني
فكيفَ ادّعْوّا انَّ القلوبَ شواهِدُ ؟
وقد صوّر لنا الحب من طرف واحد أروع تصوير .
-2-
من أوضح مصاديق الحب من طرف واحد هو حب الآباء لأبنائهم وإعراض الأبناء عن محبة ابيهم إعراضا يملأ قلبه أَلَمَا وحزنا .
استمعتُ الى أحد الآباء وهو يشكو من جفاء أبنائه ويقول :
لقد حظروا على رقم هاتفه الشخصي وحالوا بينه وبين الاستماع الى أصواتهم بعد ان حرموه رؤيتهم ..!!
الى هذا المدى السحيق من انعدام المروءة ينحدر بعض الابناء ممن لا يملكون ذرةً من الدين او الخلق او الانسانية ...
-3-
ومن مصاديق الحب من طرفٍ واحدٍ هو حب أحد الزوجين للاخر دون ان يحظى منه ، بالحب اللازم مقابل ذلك الحب، وكيف يتسنى لمِثْلِ هذين الزوجين أنْ يعيشا بوئام وسعادة ؟!
-4-
ومن مصاديق هذا الحب ما شَهِدَتْهُ بعضُ الدورات الانتخابية النيابية في (العراق الجديد) حيث بالغ الناخبون بحب مرشحيهم وأخلصوا له الود وحثوا الناس على انتخابه ، وكان يمطرهم بالوعود المعسولة، حتى اذا فاز ، نسيهم وابتعد عنهم ، ولم يعد يهمه ما يهمهم من قريب أو بعيد
والسؤال الآن :
من هو المخطئ ؟
هل هو الناخب ؟
أم المنتخَب ؟
والجواب :
انهما مخطئان معا :
أخطأ الناخِبُ حيث منحَ حَبَّه لمن لا يستحق الحبّ .
وأخطأ المنتخبَ حين تنّكر لأهله ولمن أوصَلَهُ الى موقِعِه النيابي الذي جعله يتشدق بانه الممثل الشرعي للمواطنين ....
-5-
انّ الحل ليس في مقاطعة الانتخابات النيابية وعدم المشاركة فيها ، كما وقع في انتخابات عام 2018 وانما هو بالاختبار الصائب الدقيق لمن يحمل المؤهلات المطلوبة ليكون الممثل الوطني الغيور للمواطنين العراقيين .
-6-
واذا كانت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات ليست مستقلة في الواقع، بفعل تدخلات الكتل السياسية والاحزاب في ايصال أصحابهم المنحازين اليهم الى المواقع المهمة فيها ، فان هناك العديد من الدول في العالم ليس فيها ما يسمى بمفوضية الانتخــــابات، فلماذا لا تُعتمــــد هذه الصيغة في انتخابتنا حفاظاً على الانتخابات من التزوير وحـــفاظا على الثروة الوطـــنية من الاهـــدار والتبذير ؟!