الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الافتراق‭ ‬والتلاقي‭ ‬بين‭ ‬جبهتين

بواسطة azzaman

الافتراق‭ ‬والتلاقي‭ ‬بين‭ ‬جبهتين

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

في‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬منذ‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬وساطات‭ ‬وتصريحات‭ ‬حول‭ ‬الهدنة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تقبل‭ ‬بها،‭ ‬وانّ‭ ‬الذي‭ ‬أغراها‭ ‬للقبول‭ ‬الجزئي‭ ‬بها‭ ‬لأيام‭ ‬معدودة‭ ‬هو‭ ‬تبادل‭ ‬الاسرى‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بوساطة‭ ‬مصرية‭ ‬وقطرية‭ ‬وأمريكية‭. ‬واستمرت‭ ‬مفاوضات‭ ‬خاصة‭ ‬بالهدنة‭ ‬المزعومة‭ ‬شهورا‭ ‬حتى‭ ‬كاشف‭ ‬الوسطاء‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬الطريق‭ ‬مسدود‭ ‬ولا‭ ‬امل‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬مسار‭ ‬يفضي‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتبادل‭ ‬الاسرى‭ ‬مجددا‭ ‬بعد‭ ‬احباطات‭ ‬متتالية‭. ‬ثم‭ ‬توقف‭ ‬كل‭ ‬شي‭ ‬الا‭ ‬القصف‭ ‬على‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬حيث‭ ‬تعظم‭ ‬مأساة‭ ‬المدنيين‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مريع،‭ ‬فبعد‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬يودي‭ ‬القصف‭ ‬في‭ ‬نهار‭ ‬واحد‭ ‬بحياة‭ ‬ثلاثة‭ ‬وسبعين‭ ‬فلسطينيا‭ ‬وجميعهم‭ ‬مدنيون‭ ‬بينهم‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭. ‬هنا‭ ‬المسألة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ “‬تنظيم‭” ‬معاد‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬المسألة‭ ‬تعني‭ ‬ببساطة‭ ‬وضع‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬أمام‭ ‬خيارين‭ ‬التهجير‭ ‬للأبد‭ ‬أو‭ ‬الإبادة‭. ‬ويبدو‭ ‬ان‭ ‬إسرائيل‭ ‬تنتهز‭ ‬فرصة‭ ‬الفراغ‭ ‬الأمريكي‭ ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬السباق‭ ‬الانتخابي،‭ ‬لتقوم‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬لها‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الوضع‭ ‬السكاني‭ ‬لأهالي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬الذي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬ضوئه‭ ‬الحرب‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭.‬

أمّا‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬وساطات‭ ‬دولية‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬أصلا،‭ ‬ولا‭ ‬تلتفت‭ ‬الإدارة‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الانتخابي‭ ‬العصيب‭ ‬الى‭ ‬محاولات‭ ‬جدية‭ ‬لإيقاف‭ ‬الحرب،‭ ‬فالأمر‭ ‬رهن‭ ‬دعوات‭ ‬عامة‭ ‬كتلك‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬القمة‭ ‬الاوربية‭ ‬الخليجية‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬أو‭ ‬التصريحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المتحفظة‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭. ‬ويبدو‭ ‬ان‭ ‬الجدار‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬وعدمه‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬هو‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬الدولي‭ ‬1701،‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬ملزم‭ ‬التنفيذ‭ ‬الى‭ ‬ساحة‭ ‬للجدال‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتهادات‭ ‬وتعددية‭ ‬الروى‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬المشهد‭ ‬يقول‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬هي‭ ‬الحرب‭ ‬والحرب‭ ‬والحرب،‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬تنجز‮»‬‭ ‬إسرائيل‭ ‬ما‭ ‬قررته‭ ‬او‭ ‬يوقفها‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار1701‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يبت‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬نهائيا‭ ‬بوضع‭ ‬موافقته‭ ‬عليه‭ ‬قولا‭ ‬واحدا‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تعقد‭ ‬الموقف‭ ‬الميداني‭ ‬والسياسي‭ ‬اثر‭ ‬مقتل‭ ‬قيادته‭ ‬السياسية‭ ‬واتساع‭ ‬الدمار‭ ‬اليومي‭.‬

اللافت‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬الأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬تتغير‭ ‬تبعا‭ ‬لمسار‭ ‬نيران‭ ‬الجبهات،‭ ‬وبما‭ ‬ان‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يتعثر‭ ‬بأذياله‭ ‬في‭  ‬بر‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية،‭ ‬فإن‭ ‬رهان‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬يتغير‭ ‬ايضاً،‭ ‬غير‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬يضطر‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بعد‭ ‬إتمام‭ ‬الضربة‭ ‬الموعودة‭ ‬على‭ ‬ايران‭ ‬وانتظار‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬يدفع‭ ‬بقواته‭ ‬الأساسية‭ ‬لاحتلال‭ ‬الجنوب‭ ‬اللبناني‭.‬

 

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 76
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/10/21 - 2:50 PM
آخر تحديث 2024/10/21 - 9:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 389 الشهر 8775 الكلي 10038498
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير