الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(كلام الناس) يستقصي واقع سكنة الفوّار وهويتهم الضائعة

بواسطة azzaman

غجر الديوانية يعيشون خلف قضبان المجتمع القاسي

(كلام الناس) يستقصي واقع سكنة الفوّار وهويتهم الضائعة

الديوانية - سعدون الجابري

فريق برنامج (كلام الناس) من قناة (الشرقية) حط الرحال في محافظة القادسية، منطقة الفوار سابقاً وحالياً منطقة الزهور التي تبعد عن مركز مدينة الديوانية بـ 18 كم ، ليستطلع في حلقة إستقصائية عن حياة ومصير الغجر (الكاولية)، حيث هذه المنطقة التي يعيشون فيها معزولة تماماً عن باقي المجتمع، هذا الحي تسكنه مئات العوائل الغجرية، توجهنا لهذا المكان بعد أن وصلتنا مناشدات إنسانية عدة من مجتمع الغجر. وعن هذا الإستطلاع بين معد و مقدم البرنامج علي الخالدي لـ(الزمان) قائلاً: (بعد أن تلقينا عدة مناشدات إنسانية من سكان (الفوار) و هم مجتمع الغجر وهم عراقيين، هؤلاء معزولين عن بقية البشر تماماً والمنطقة الساكنين فيها، هي منطقة محاطة بنهر صغير (بزل) وبجانب ساتر ترابي يصعب أجتيازه).

وأوضح الخالدي: (في الفترةالأخيرة منحت  البطاقة الوطنية من قبل وزارة الداخلية لهم، لكن للأسف هذه البطاقات التي تسلموها كتب فيها عبارة غجري). موضحا (هذه العبارة حرمتهم و تحرمهم مدى الحياة من الحقوق في المجتمع، وهي غير مرحب فيها من قبل هذه الشريحة ، كونهم لا يحق لهم العمل في القطاع العام أو القطاع الخاص، لا توجد لديهم أي خدمات من الحكومة المحلية في (معتقلهم) هذا أي موقع سكنهم، عدا الكهرباء والماء التي وصلتهم عن طريق منظمات أجنبية تعمل بالعراق، وحتى تأسيس مدرسة إبتدائية فقط و هي كرفانية، و منطقتهم فيها بوابة واحدة لدخول الأشخاص المعرفين فقط).

من جانبه بين لنا الباحث في التأريخ غالب الكعبي من مدينة الديوانية : (بارك الله بجهودكم لتعريف الناس بشريحة الغجر وهم عراقيين طبعاً، وكلمة الغجر كلمة عالمية و ليس محلية، والكاولية كلمة محلية يتداولها عموم الناس بالعراق، والغجر خرجوا من أواسط آسيا ومن الأندلس ودخولهم كان عن طريق بحر العرب، وكان دخولهم للعراق قبل أربعة قرون وتوجد إحصائية للغجر بالعراق عام 2005 عن  عددهم الذي وصل إلى أكثر من 50 الف غجري). مشيرا (الغجر هنا في منطقة الفوار سابقاً و حالياً سميت بالزهور، قدموا من الجزيرة العربية وتوزعوا في بغداد/ الكمالية وأبو غريب وديالى والناصرية/ الفجر والبصرة/ طريق صفوان وكذلك في الموصل، وللغجر بالعراق لغة خاصة لا أحد يعرفها عداهم، يتحدثون فيها فيما بينهم فقط فضلاً عن لغتنا العربية يتحدثون فيها. والغجري هو إنسان عراقي يعيش في البلاد لكن المجتمع العراقي قاسي معهم كونهم غجر، مع العلم في عام 1964 كانت للغجر مدرسة أسمها (الإصلاح) شيدت هنا في منطقة الفوار، لكن بعد عام 2003 سميت مدرسة الزهور).

غناء ورقص

وأوضح مواطن غجري لنا: قبل عام 2003 كان الغجر يتواجدون في محافظات عدة يمارسون الغناء والرقص، وبعد زوال النظام السابق عام 2003 بقينا في الفوار نحن و لا نعرف مصير الغجر الآخرين بالعراق، ونمارس الطقوس الدينية للمسلمين، وجميعنا نصوم ونصلي وهناك ثلاث حسينيات للصلاة).

من جهته بين لنا رجل الدين علي علي خان من مدينة الديوانية (الغجر هم عراقيين ولهم وضع خاص في الأمم المتحدة، ولهم تواجد في دول عدة من العالم ، لكنهم هنا لا يملكون جنسية معترف فيها وليس لديهم عمل، حياتهم أصبحت صعبة للغاية والعراق من وطن الغجر في حكم صدام، والآن هم لو بداخل سجن أفضل لهم من العيش في صحراء منطقة (الفوار) لا أحد يعيش بقربهم و بعيدين عن الديوانية). وأكد خان (إنسانياً لابد من وضع برنامج حكومي لدمجهم بالمجتمع العراقي، الآن يعملون في منطقتهم فقط لا أحد يرحب بهم في المجتمع العراقي، علينا تغيير نظرة المجتمع على هذه الشريحة كونهم مسلمين وعراقيين). مضيفاً: كما تعرفون أن الدين ليس له قومية علينا تقديم كافة الحقوق والواجبات للغجر كونهم بشر عراقيين، والشريعة الإسلامية تقول هؤلاء ناس واجبنا أن نتكفل بمعيشتهم وتعليمهم وتثقيفهم وتقديم الخدمة لهم، والغجري في الدين ليس له أمة و الدين ليس قومية، والغجري عراقي تطبق عليه القوانين العراقية نفسها التي تطبق علينا، ومقاطعتهم وحجزهم في مكان شبة معتقل يعد جريمة).

ومجموعة من الشباب شكو معانتهم لنا قائلين (معاناتنا كثيرة لكن نحن نهوى لعبة كرة القدم وشكلنا فريق محلي في منطقتنا، وعندما نشارك فرق رياضية أخرى في الديوانية أو الأقضية والنواحي، وعندما يعرفون نحن من شريحة الغجر يرفضوننا ولا يقبلون أن نلعب كرة القدم معهم).

واللقاء الآخر كان مع سيدة صاحبة محل صغير وبسيط قالت (من هذا المحل الصغير نسترزق منه أنا وعائلتي والحمد لله ، نحن لا نملك شئ بالحياة و نظرة المجتمع علينا السيئة لم تتغير).

و قالت لنا سيدة كبيرة السن: حياتنا ومعيشتنا أصبحت صعبة لأبعد الحدود، بعض الأحيان نذهب لمركز مدينة الديوانية أو في الأحياء السكنية (نستجدي) للعيش، لكن  حين يعرفون اننا غجر بعد أن يطلبون الجنسية أو البطاقة الموحدة و يقرأون فيها كلمة (غجر) ينتقمون منا و يطردونا من الأسواق أو من الأحياء السكنية، وهذا حالنا وجريمتنا كوننا غجر لا عيش لنا في بلدنا العراق، زوجي توفى في الكورنا وبقيت أعيل العائلة أنا ولا أحد يمد يد العون لنا من الحكومة والناس الميسورين.

و قال مقدم البرنامج: فئة الغجر كانوا يحملون الجنسية فيها لقب وهي أفضل من البطاقة الموحدة، كون مكتوب فيها مكان اللقب (غجري). وهذه مشكلة ومعاناة لهم في العيش والعمل والدراسة المتوسطة، أحدهم قال لنا (أختي كانت في الصف الأول متوسط في أحدى مدارس المحافظة وهذه السنة حاولنا نسجلها في الصف الثاني متوسط، لكن عندما شاهدوا البطاقة الموحدة مذكور فيها (غجرية) تم طردها من المدرسة و حرمانها من مواصلة الدراسة، وكذلك عند سفرنا وتنقلنا للمحافظات المقدسة وعند دخولنا للفنادق ويعرفون أننا غجر لا يسمحون لنا بالمبيت بالفندق). مطالباً: (الجهات المختصة في الحكومة الاتحادية الى حذف كلمة (غجري) من البطاقات الموحدة، لتسهيل أمورنا بالعمل و الدراسة والرياضة والسفر).

وأوضح الخالدي (هم يعيشون بعيدين عن مركز مدينة الديوانية في صحراء وبيوتهم طينية وشوارعهم ترابية، وفي موسم الأمطار والعواصف حياتهم تكون في خطر، من أنهيار بعض البيوت عليهم وشوارعهم تصبح طينية ويصعب المشي عليها). مبيناً: (انهم ناس طيبين و فقراء يريدون العيش بهذه الحياة الصعبة، وحذف كلمة (غجري) من بطاقاتهم الموحدة التي أصبحت نقمه عليهم ودمجهم بالمجتمع العراقي. وأخيراً أقول (الغجر هوية ضائعة وإنتماء لا يعترف به).

فريق البرنامج ضم: الأعداد والتقديم: علي الخالدي، مخرج منفذ ومدير تصوير: عمر الجابري، التصوير: حسين الخفاجي وحسين عصام، درون: عبود رحيمة، م. إضاءة: مصطفى الموسوي، المتابعة الصحفية: سعدون الجابري، مونتاج: عمر مظفر وأدريس الكعبي.

 


مشاهدات 123
أضيف 2024/10/18 - 11:19 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 3:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 279 الشهر 7813 الكلي 10037536
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير