الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإصغاء‭ ‬للأردن‭ ‬ومصر أو‭ ‬الرهان‭ ‬الانتخابي؟

بواسطة azzaman

الإصغاء‭ ‬للأردن‭ ‬ومصر أو‭ ‬الرهان‭ ‬الانتخابي؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

كل‭ ‬الاحداث‭ ‬الكبرى‭ ‬باتت‭ ‬مُعلقة‭ ‬بموعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الامريكية،‭ ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يتوقع‭ ‬اية‭ ‬نتيجة‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬او‭ ‬لبنان‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وبات‭ ‬الأطراف‭ ‬وبينها‭ ‬دول‭ ‬وزعامات‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموعد‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي‭ “‬المقدس‭” ‬وتربط‭ ‬مصير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬به‭ .‬

غير‭ ‬انّ‭ ‬التغييرات‭ ‬الجوهرية‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬ان‭ ‬تحدث‭ ‬بمجيء‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬عاد‭ ‬ترامب‭ ‬نفسه‭. ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحكمها‭ ‬تحالفات‭ ‬كبرى‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬كل‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭ ‬مرة،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬كدورة‭ ‬انتخابية‭. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬لكلب‭ ‬إدارة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لمسات‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬التسليح،‭ ‬والتجارة،‭ ‬وسباق‭ ‬الفضاء،‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬

الذي‭ ‬يهم‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬المنتظر‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬لإيقاف‭ ‬حربين‭ ‬كبيرتين،‭ ‬الاوى‭ ‬تجاوز‭ ‬عمرها‭ ‬سنة‭ ‬ولا‭ ‬أمل‭ ‬لجميع‭ ‬الوساطات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها،‭ ‬والحرب‭ ‬الثانية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬مراحلها‭ ‬الأولى،‭ ‬وتتعثر‭ ‬الوساطات‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تبدأ‭ ‬واولى‭ ‬عثراتها‭   ‬المطالبات‭ ‬الدولية‭ ‬بتنفيذ‭ ‬كامل‭ ‬لقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الامن‭ ‬1701،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬ببساطة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الفقرة‭ ‬الأهم‭ ‬،‭ ‬انهاء‭ ‬الدور‭ ‬العسكري‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬وعودته‭ ‬الى‭ ‬مصاطب‭ ‬السياسة‭ ‬مع‭ ‬أقرانه‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬اللبنانية‭ ‬التي‭ ‬سلّمت‭ ‬سلاحها‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الاهلية‭ ‬اللبنانية‭. ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬يوجد‭ ‬منطق‭ ‬آخر‭ ‬مضاد‭ ‬تماماً‭ ‬ولا‭ ‬تراجع‭ ‬فيه‭ ‬وسط‭ ‬حرب‭ ‬ضروس‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬المنطق‭ ‬تقوده‭ ‬ايران‭ ‬بوصفها‭ ‬قائدة‭ ‬المحور‭ ‬ذي‭ ‬‮«‬الساحات‭ ‬الموحدة‮»‬‭ ‬وجنودها‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬هم‭ ‬عناصر‭ ‬حزب‭ ‬الله‭. ‬لذلك‭ ‬سواء‭ ‬جاء‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬او‭ ‬استمر‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬بوجه‭ ‬جديد،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬سوف‭ ‬ترتد‭ ‬الى‭ ‬المربع‭ ‬الأول‭ ‬دائما،‭ ‬وهو‭ ‬مربع‭ ‬المحور‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬ايقاد‭ ‬الشرارة‭ ‬هنا‭ ‬او‭ ‬هناك،‭ ‬وخارج‭ ‬اية‭ ‬توقيتات‭ ‬متوقعة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭.‬

التعنت‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الامريكية،‭ ‬وستدرك‭ ‬إسرائيل‭ ‬يوماً‭ ‬انّ‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬قبل‭ ‬مجيء‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬جديد،‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭. ‬وان‭ ‬رهاناها‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد،‭ ‬ليس‭ ‬خاصا‭ ‬بها‭ ‬فزعماء‭ ‬المنطقة‭ ‬يراهنون‭ ‬نفس‭ ‬الرهان‭ ‬ولهم‭ ‬مصالح‭ ‬كبيرة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وان‭ ‬اصغاءها‭ ‬لصوت‭ ‬الأردن‭ ‬او‭ ‬مصر‭ ‬فرصة‭ ‬متاحة‭ ‬امامها‭ ‬وتضيعها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭. ‬

‭ ‬

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com

 

‭          ‬


مشاهدات 49
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/10/18 - 11:14 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 12:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 341 الشهر 7875 الكلي 10037598
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير