الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سحب الكبريت السامة تهدّد بكارثة صحية والبيئة تكتفي بتوجيه نصائح

بواسطة azzaman

الحكومة توعز بإجراءات وخبراء يقترحون زراعة 11 مليار شجرة

سحب الكبريت السامة تهدّد بكارثة صحية والبيئة تكتفي بتوجيه نصائح

 

بغداد - ندى شوكت

 

تتعرض أجواء بغداد حاليا، لتهديد جدي يتمثل في انتشار سحب الكبريت السامة، ما يضع الملايين في خطر كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة، وسط عجز وزارة البيئة عن اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة هذه المشكلة التي اكتفت بإصدار بيان يتضمن نصائح عامة بعد ردود أفعال الشارع بشأن دور الجهات المعنية في حماية صحتهم وسلامتهم، فيما اقترح خبراء، زراعة 11 مليار شجرة كإجراء طموح للتخفيف من آثار التلوث واستعادة الصفاء البيئي الذي تفتقده العاصمة منذ سنوات. وعزت الاكاديمية في جامعة الكرخ للعلوم اماني التميمي في بيان تلقته (الزمان) أمس (ظهور الملوثات بشكل واضح بالوقت الحالي لانخفاض درجة الحرارة وله علاقة بارتفاع او انخفاض الطبقة القريبة من سطح الأرض التي لها علاقة مباشرة بسلوكياتنا اليومية، فضلاً عن زيادة تركيز الملوثات وعدم تشتتها في الطبقات العليا)، وأضافت إن (الطمر الذي وصفته باللاصحي يفتقر لكل المعايير ودخان المصافي والمولدات والمركبات كلها مخالفه للمعايير الصحية)، وأشارت الى ان (هذه الملوثات تكون نواة لتكوين قطيرات المطر او عند توفر الظروف المناسبة تتكون الأمطار الحامضية التي تكون أخطر على البيئة والتربة والزرع والهواء وحتى على الابنية). من جانبه، أكد الخبير البيئي أحمد عسكر في تصريح أمس إن (الاف الاطنان من القمامة والنفايات تحرق في اماكن غير نظامية مثل معسكر الرشيد وغيره). بدوره، كشف المتبنىء الجوّي صادق عطية، عن وجود اتفاق بين تجار وأصحاب الأراضي الكبيرة لحرق مواد النحاس والصفر وقابلوات الكهرباء. وكتب عطية في صفحته على فيسبوك أمس أن (الدخان الصادر عن مواقع الحرق والطمر هو عبارة عن كورة خاصة بالحرق يستخدمها تجار مواد الصفر والنحاس وقابلوات الكهرباء)، ولفت الى ان (مواقع التلوث تقع في نهاية منطقة العبيدي وشريط سدة ديالى وشطيط، ونفس الدخان جهة العماري والباوية ومعمل الثرمستون، ونفس الدخان جهة الدورة وجسر ديالى والسيدية، فضلا عن مواقع طمر البلديات)، وتابع ان (هناك اتفاقا بين تجار السكراب والمواد المعاد تدويرها وبعض أصحاب الاراضي الكبيرة على استغلال الليل لانعدام الرقابة الامنية والبيئة فيه)، مؤكدا ان (هذا التلوث يسبب الأمراض الجلدية والتحسس والربو وحالات الاختناق، وكذلك الامراض السرطانية مستقبلا، فمن المسؤول عن متابعتها؟). وانتشرت خلال الأسبوعين الماضيين، رائحة كبريت في أجواء مناطق بغداد، بسبب وجود معامل الطابوق المنتشرة في مناطق عشوائية من العاصمة ومدن الفرات الأوسط والجنوب، التي تستخدم الوسائل البدائية الضارة للبيئة في صناعاتها. في غضون ذلك، قدّم رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، تفسيراً لرائحة الكبريت التي تنتشر في الأجواء خلال الأيام الأخيرة. وقال الغراوي في بيان امس إن (العراق يعاني من تحولات مناخية وزيادة معدلات الاحتباس الحراري وتدهور واقعه المائي والبيئي على وجه الخصوص)، مشددًا على (الحكومة إطلاق مبادرة بناء المدن النباتية بدلاً من المدن الإسمنتية، وتعزيز الغطاء النباتي من خلال زراعة 15 مليار شجرة معمرة خلال 10 سنوات، وإنشاء معامل لتدوير النفايات في كافة المحافظات، واعتماد اليوم الأول من كل عام يوماً وطنياً لنقاوة الهواء). كما اقترح خبير ثان، زراعة 11 مليار شجرة مختلفة الحجم. وقال الخبير أمس إنه (بحسب اخر الحسابات لخفض درجة حرارة الاجواء العراقية بمقدار درجتين بسبب الاحتباس الحراري وملايين الاطنان من الغازات الحبيسة السامة ، فأننا نحتاج إلى زراعة 11مليار شجرة مختلفة  الحجم، وبمعدل 5 سنوات قد نكون حققنا المطلوب من أجل عراق أخضر عامر بالحياة). وتصدرت بغداد، مدن العالم بأعلى نسب التلوث، متفوقة على لاهور والقاهرة ودلهي، تزامنا مع شكاوى المواطنين من تفاقم رائحة الكبريت في الأجواء. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة البيئة لؤي المختار في بيان أمس ان (هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن تغيرات في جودة الهواء المحيط بسبب الاحتراق غير التام للوقود عالي المحتوى الكبريتي لعدد من الانشطة وحرق النفايات في المطامر غير النظامية)، مشددا على (اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة للحفاظ على الصحة العامة، ولاسيما للاشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية وتنفسية، كما نوصي بتقليل الخروج في الهواء الطلق خلال هذه الأوقات)، مشيرا الى ان (الوزارة تقوم حاليًا بدراسة وتحليل هذه البيانات لتحديد مصدر الروائح والغازات المتطايرة بدقة، والعمل بشكل عاجل بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة لمعالجة الوضع بشكل فعال وحاسم في اقرب وقت ممكن). في تطور، وجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة لحل مشكلة انبعاث رائحة الكبريت في بغداد والمحافظات. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (السوداني، وجه بتشكيل لجنة متخصصة برئاسة مستشار وزارة البيئة، وعضوية كل من مستشار وزارة النفط وممثلين عن وزارة الكهرباء والوكيل الفني لأمانة بغداد ومدير عام دائرة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الوسطى، لدراسة حالة التلوث وتكرار انبعاث رائحة الكبريت المنتشرة في بغداد والمحافظات المجاورة وبيان أسبابها ومعالجتها).


مشاهدات 268
أضيف 2024/10/12 - 5:49 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 6:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 338 الشهر 7872 الكلي 10037595
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير