الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى تنتهي محرقة الأطفال ؟

بواسطة azzaman

متى تنتهي محرقة الأطفال ؟

جاسم مراد

 

المنظمات الدولية تؤكد بأن الطرف الأول المستهدف في القتل هم أطفال غزة ، ومنظمة اليونسيف تقول ( إن 100طفل فلسطيني يقتلون يومياً في مدينة غزة بالحرب ) والمنظمة البريطانية باسم انقذوا الأطفال تشير في تقاريرها بأن (21) الف طفل في غزة في عداد المفقودين ، والتقارير الغزاوية الحكومية وكذلك تقارير الأطباء والعاملين في البنى التحتية تؤكد ايضاً بأن ثلث الذين قتلوا من مجموع ( 40) الف شهيد و ( 987) الف جريح ثلثهم من الأطفال والنساء ، وهنا نسأل الا يكفي هذا العدد في اشباع رغبة إسرائيل في وقف الحرب ، ثم الا يكفي دول العالم والأمم المتحدة لتعمل بجدية لوقف الحرب ومحاسبة هؤلاء القتلة.

( 11) شهراً من الحرب الدموية الجارية في مدينة غزة محدودة المساحة ولم يستطيع الجيش الإسرائيلي تحقيق أهدافه ، ولم يتمكن رئيس الوزراء نتن ياهو من تنفيذ خطته ، وهي الحرب الأولى في تاريخ إسرائيل تستمر هذه المدة الطويلة والأولى التي لا يرغب المشاركة فيها جنود الاحتياط والتي اصابت بالخلل العقلي والنفسي اكثر من ( 30) الف جندي وضابط عدا الالاف الذين قتلوا في غزة وفي شمال فلسطين على ايدي المقاومة اللبنانية  ، إنها بحق مثلما وصفها قادة حماس في غزة ، إنها المعركة التي ستغوص في رمالها قوات الاحتلال ، وعلى وفق هذه المعطيات فكلما خسرت إسرائيل جنودها تذهب الى قتل الأطفال والنساء .

أمام هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه أطفال غزة ، وهو الوضع الأول في تاريخ الحروب ، حيث تدفع الطفولة ثمن دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان ونقصد بها الولايات المتحدة الامريكية وعنصرية الكيان الصهيوني التي اثبت بممارساته من انه كيان عنصري فاشي على غير ما يدعي الغربيون من انه نظام

( ديمقراطي ) .

في ضوء مجريات حرب غزة والقتل اليومي للمواطنين الأبرياء بالسلاح الغربي ، هل من الممكن أن يجري الغرب مراجعة لهذه الحرب وينتصر للطفولة الغزاوية التي تذبح يومياً في  بالسلاح الإسرائيلي الأمريكي الأوروبي . ثمة قلق من إمكانية انتصار الغرب لصالح الأطفال والنساء . المجزرة الأخيرة التي راح ضحيتها تأتي قبل خمسة أيام من إعادة بدء المفاوضات في ضوء بيان الرئيس الأمريكي ، وهذا تأكيد على إن الكيان الصهيوني ليس بوارد وقف الحرب في غزه وهو الذي يعلم جيداً بأن مدرسة التابعين في حي الدرج بخان يونس فيها الاف النازحين حيث حددت سلطات الاحتلال بأن هذا المأوى أمن ، وعند صلات الفجر في الساعة الرابعة تماماً كان المئات من المواطنين والشيوخ والنساء يكبرون باسم الله ، وفي تلك اللحظات القت الطائرات الحربية الإسرائيلية عددا من القنابل الامريكية التي تزن كل قنبلة ( 2000) رطل على رؤوس المصلين وراح ضحية هذا الهجوم الفاشي النازي اكثر من ( 100) مواطن جلهم من الشيوخ والأطفال والنساء . هذه هي إسرائيل التي يدافع عنها الغرب ، وهذا هو الوحش الإسرائيلي الذي يمارس في السجون ابشع الجرائم ضد المعتقلين الفلسطينيين بما فيها الاعتداءات الجنسية التي صورها الجنود الإسرائيليين انفسهم تعبيرا عن عدم احترامهم للإنسانية والقوانين الدولية . إن الادانات اللفظية ليست هي السبيل لوقف مجازر إسرائيل في غزة والضفة الغربية ، وإنما لابد من ممارسة بعض اشكال التصدي لهذا الكيان ، وهو نفسه الكيان الصهيوني الذي يرفض قرارات المحكمة الدولية ومجلس الامن وغيرها من القرارات وذلك بسبب الدعم الأمريكي ومساندة بعض الدول الغربية بشكل سافر لكل ممارسات إسرائيل الاجرامية ، وهنا لابد من التأكيد على وفق الحقائق الماثلة إن دعوات الغرب لحقوق الانسان والطفولة والنساء هو هراء فيما يتعلق الأمر بإسرائيل لكنه يحتاج الى حشد الجيوش وغزو الأوطان وصناعة الأكاذيب عندما يعني الامر بمنطقة الشرق الأوسط والعربية ودول أمريكا اللاتينية والافريقية ، إنه منطق القوة ويجب أن يقابله بمنطق حركة التحرر والمقاومة .  

 

 


مشاهدات 239
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2024/08/14 - 3:14 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 12:06 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 339 الشهر 7873 الكلي 10037596
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير