الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السلطة لخدمة الشعب لا لتحقيق المكاسب والمغانم      

بواسطة azzaman

السلطة لخدمة الشعب لا لتحقيق المكاسب والمغانم      

 سامي الزبيدي

 

يترقب الشعب العراقي تشكيل الحكومة الجديدة التي تتصاعد التكهنات حول رئيسها المقبل وسط العديد من الترشيحات والفرضيات التي يتداولها السياسيون والمحللون كل يوم والصراع على أشده بين كتل الإطار ألتنسيقي على منصب رئيس الحكومة ,المهم خلال أيام وربما أسابيع سيعرف العراقيون من هو رئيس الحكومة الجديد ومن هم أعضاء حكومته التواقين للسلطة لا للخدمة , ومن المعروف في كل البلدان الديمقراطية ان السلطة التي تمنح للأحزاب وللسياسيين لإدارة الدولة هي لخدمة الشعب وتحقيق أهدافه وتطلعاتها وتامين العيش الأمن الكريم له وحفظ حقوقه وتحقيق العدالة بتطبيق القانون والحفاظ على سيادة الوطن إلا في العراق  فالسلطة والمناصب الوزارية والمهمة الأخرى تمنح لتحقيق أهداف شخصية وحزبية وفئوية ضيقة على حساب حقوق الشعب ومصالحه وعلى حساب مصالح الوطن,والشعب  في أغلب الدول هو من يختار السلطة لتنظيم أمور الدولة والمجتمع وتوفير الأمن والاستقرار وتحقيق التقدم والازدهار للوطن , لقد ندم الشعب العراقي كثيرا بعد اختيار أحزاب همها السلطة والنفوذ خدعته بشعارات كاذبة ووعود وردية لم يتحقق منها أي  شيء طيلة ثلاثة وعشرين عاما مضت حيث تسلطت فيها هذه الأحزاب والكتل المتنفذة على مقاليد الأمور في البلاد وروجت الى العراق الجديد الذي سيكون مثالاً للأنظمة الديمقراطية في المنطقة لكن وللأسف الشديد لا شيء من هذا حدث بل على العكس فقد تسلطت على العراق أحزاب طائفية أثارت الصراع الطائفي بين مكونات الشعب المتآخية فكانت حربا طائفية راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا الأبرياء ضحايا لعقلية طائفية انتقامية هدفها السلطة والنفوذ والمال الحرام والانتقام فتقاسمت هذه الأحزاب المناصب والمكاسب  في كل الحكومات وفي كل مؤسسات الدولة وفق المحاصصة الحزبية والطائفية ومارست الفساد وسرقة المال العام ونهب ثروات الوطن حتى أصبح قادة هذه الأحزاب والكتل في ليلة وضحاها من أصحاب المليارات من الدولارات والعقارات والشركات واستشرى الفساد في كل وزارات ومؤسسات الدولة واصبحت الوزارات مصدر مالي مهم من مصادر تمويل الأحزاب والكتل التي شكلت لها مكاتب اقتصادية تدير من خلالها عمليات سرقت أموال الشعب وأهملت أحزاب السلطة البناء والأعمار وتقديم ابسط الخدمات للشعب العراقي وتامين ابسط الحقوق له في العيش بحرية وكرامة في وطنه ومن أمواله الكبيرة  فسرقت هذه الأحزاب والكتل وقادتها مئات المليارات من الدولارات كانت تكفي  لبناء بلد يضاهي دول الخليج المتطورة وبسبب الفساد والسرقات وسوء الإدارة انحدرت كل الخدمات الى الحضيض وفي المقدمة منها الصحية والتعليمية والبلدية وخدمة الكهرباء التي أصبحت مشكلة أزلية بعد أن سرقت أحزاب السلطة الفاشلة الأموال الكبيرة التي خصصت لهذا القطاع  ناهيك عن عدم تامين المياه الصالحة للشرب وخدمات المجاري وبناء المدارس والمستشفيات والطرق والبنى التحتية للمدن وتامين مناطق للطمر الصحي أو لتدوير النفايات حتى أصبحت المدن ومنها العاصمة بغداد مصدر للتلوث البيئي كما انتشرت العشوائيات والحواسم في كل محافظات العراق لتشوه المدن وفوق كل هذا فقد غاب القانون والنظام وجير القضاء وخضع لسلطة الأحزاب المتنفذة وكثرت الجرائم بازدياد الميليشيات المسلحة الخارجة عن سيطرت الدولة وعصابات الجريمة المنظمة وازدادت النزاعات العشائرية وعمليات الاغتيالات والخطف للحصول على الفدية وعمليات القتل والتسليب والتهجير والتغييب القسري الطائفي وعمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وبحماية جهات سياسية متنفذة  فانتشرت المخدرات سريعا لتدمر الشباب العراق وأصبح العراق من الدول المستهلكة والمنتجة للمخدرات بعد ان كان العراق خالياً منها , وبعد كل هذا الفساد والفشل فقد عم الخراب والدمار كل مدن العراق خصوصا محافظات الجنوب والفرات الأوسط بعد ان سيطرت أحزاب السلطة الفاسدة على الحكومات المحلية لهذه المحافظات فسرقت كل الأموال المخصصة للبناء والأعمار وتقاسمتها بينها وبقيت هذه المحافظات تعاني من الإهمال وسوء الخدمات في كل النواحي مع تزايد مطرد في نسب البطالة لعدم توفر فرص العمل ولعم وجود مشاريع حقيقة لحل مشكلة البطالة بشكل عام وبطالة خريجو الجامعات الذين وجدوا أنفسهم في الشارع بعد سنين طويلة من الدراسة والمعاناة كما أغلق ساسة الفشل كل المصانع وأصبح العراق سوقا للسلع الإيرانية الرديئة وأهملت الزراعة وتوقف تقديم الدعم للفلاحين ليستورد العراق حتى الخضروات من دول الجوار أما المحافظات الغربية فقد ادخلوا إليها داعش بعد ان انسحبت قواتهم العسكرية التي صرفوا عليها مئات المليارات من الدولارات تاركة أسلحتها والياتها ومعداتها هدية لداعش في مؤامرة قذرة لتدمير هذه المحافظات وبناها التحتية ولقتل أهلها وتهجرهم  فتم تدمير نينوى والانبار وصلاح الدين ومناطق من ديالى تدميراً شبه كامل وباختصار فقد عمت الفوضى كل مدن العراق  بسبب إساءة استخدام السلطة وبسبب الفساد والسرقات الكبرى وسوء الإدارة وانتهاك حقوق الإنسان والبطالة والأمية والمخدرات والسلاح المنفلت وتزايد أعداد الميليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة , وبعد كل هذا الخراب والدمار الذي ألحقته أحزاب الفشل والفساد والسرقات والقتل وبعد الظلم والجور الذي حل بالعراق وشعبه وإساءة هذه الأحزاب للسلطة طيلة السنين الماضية وفشلها في تأمين ابسط الخدمات وتحقيق ابسط الحقوق لهذا الشعب الذي اكتوى بنيران فسادها وسرقاتها وقتلها وكذبها وخداعها وفشلها واستغلالها البشع للسلطة لتحقيق أهداف شخصية وحزبية وطائفية و بعد ان تعرض الشعب  لمآسي وكوارث لا توصف وبعد أن عجز المتسلطون الفاشلون والفاسدون عن حفظ امن العراق وسيادته وفرطوا بأرضه ومياهه الإقليمية وبعد كل هذا الخراب والدمار الذي تسببت به أحزاب السلطة الفاسدة وقادتها واعتراف هؤلاء القادة بفشلهم في إدارة الدولة طيلة السنين العجاف الماضية وبعظمة لسانهم  وعلى الملأ وأمام الفضائيات وقالوا إنهم يجب ان لا يكونوا جزءا من أية عملية سياسية مستقبلا وها هم يتراجعون اليوم عن اعترافاتهم  وعن فشلهم وتناسوا فسادهم  الذي ازكم أنوف كل العراقيين وسرقاتهم الكبرى لأموال الشعب والدولة ولثروات الوطن وما سببوه من ماسي وكوارث  طالت كل العراقيين من مختلف القوميات والطوائف وانتهاكهم الصارخ لحقوق الإنسان وباعتراف منظمات دولية حتى تم تدمير كل شيء في هذا البلد واهم مادمروه روحية ووطنية الإنسان العراقي وتدمير النسيج الاجتماعي للشعب وتدمير الأعراف والقيم الاجتماعية والدينية التي يمتاز بها مجتمعنا وها هم اليوم وبعد أن فشل أغلهم في الانتخابات الأخيرة يلهثون بل ويقاتلون من أجل العودة للسلطة والنفوذ و الحصول على المناصب عبر ما يسمونه حكومة التوافقات السياسية والمحاصصة أي تقاسم المناصب والمغانم من جديد لإكمال مسلسل تسلطهم ونفوذهم وسرقاتهم وفشلهم فالسلطة لخدمة الشعب والوطن لا لتحقيق المكاسب والمغانم .                                                                                   


مشاهدات 56
الكاتب  سامي الزبيدي
أضيف 2025/12/27 - 1:23 AM
آخر تحديث 2025/12/27 - 3:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 148 الشهر 19806 الكلي 13003711
الوقت الآن
السبت 2025/12/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير