الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قضايا المرأة الأكثر حضوراً في منجز الجنابي : الرسم يمنحني حرية الإختيار من دون قيود الكلمات

بواسطة azzaman

قضايا المرأة الأكثر حضوراً في منجز الجنابي : الرسم يمنحني حرية الإختيار من دون قيود الكلمات

 

بغداد - عصام ثاير منصور

في مشهدٍ فني يزداد تنوّعاً وتجدداً، تبرز الفنانة التشكيلية العراقية بان الجنابي التي استطاعت أن تشق طريقها بثبات منذ طفولتها وحتى اليوم. ولدت  الجنابي في بغداد عام 1985، وعلى الرغم من دراستها للغة الإنكليزية في جامعة بغداد، فإن شغفها الأول بقي دائماً للفن، لترسم بفرشاتها مساراً موازياً لعالمها الأكاديمي.

بين الواقعية التي تجسّدها في بورتريهاتها، والتكعيبية التي تعيد من خلالها صياغة الأشياء برؤية شخصية، تمزج بان بين المدرستين بلمسة خاصة تجعل من اللوحة مساحة بوح وقراءة مختلفة للواقع. وتعتمد في معظم أعمالها على الألوان الزيتية على الكانفاس، مخلّفة بصمتها اللونية الواضحة.

تنتمي الفنانة إلى عدد من المؤسسات الفنية المهمة، منها نقابة الفنانين العراقيين وجمعية الفنانين التشكيليين، إلى جانب تجمع تشكيليات عراقيات وأشنونا للفنون وتجمع الفنانين الواقعيين العراقيين. و شاركت في سلسلة واسعة من المعارض داخل العراق وخارجه، من بينها معرض الواقعية الأول، ومعرض القمة العربية في وزارة الثقافة، والمعرض التأسيسي الأول على قاعة أسس، فضلاً عن مشاركاتها في فعاليات كلية الفنون الجميلة والجمعية والنقابة. وفي مسيرتها حصلت على درع الإبداع والتميز وعدد من الشهادات والميداليات.

كان لنا معها هذا الحوار الذي يفتح نوافذ جديدة على تجربتها الفنية:

* ما العوامل التي عززت قناعتكِ بأن الفن هو المجال الأكثر انسجاماً مع ذاتكِ؟

- العوامل تتمثل في أن الرسم هو المنفذ الأعمق للتعبير عن الأفكار والمشاعر المعقّدة؛ فهو يمنحني حرية تامة في اختيار الأسلوب والألوان والأشكال من دون قيود اللغة أو الكلمات، مما يجعل العملية أكثر صدقاً وتلقائية. ومن خلاله أجد متنفساً حقيقياً للعواطف والإحساس، وقدرة على تحقيق توازن نفسي يساعدني على استكشاف أعماقي بوضوح وهدوء.

كما أن الرسم يبقى فناً شخصياً لا يخضع لشرط الزمن أو لإيقاع الأداء، بخلاف الفنون الأدائية مثل الموسيقى والمسرح والرقص، التي تتطلب حضور جمهور أو الالتزام بنص وإيقاع محدد. أما في الرسم، فالعلاقة تكون مباشرة بين الفنان واللوحة، ما يتيح لي حرية كاملة في اختيار الأسلوب والألوان والأشكال، ويجعل التجربة أكثر قرباً وصدقاً من ذاتي.

رسالة فنية

ما الفكرة أو الرسالة الأساسية التي تسعين بها لإيصالها من خلال أعمالكِ؟

- الفكرة التي أسعى إلى إيصالها تتمحور حول التعبير عن الذات وسلاسة التوصيل؛ فهذان هما جوهر رسالتي الفنية. أركز دائماً على إظهار صدق المشاعر والأحاسيس الداخلية في أعمالي، مستخدمةً الألوان والتكوينات بوصفها لغة بصرية مباشرة تساعد على تبسيط الفكرة وإيصالها للمشاهد بوضوح.هدفي هو أن يشعر الجمهور بسهولة فهم ما أعبّر عنه، وأن يرى في لوحاتي انعكاساً لعالمه الداخلي، وكأنه ينظر إلى ذاته بعينيّ.

هل تعكس أعمالكِ جانبًا من تجربتكِ الخاصة؟

- لطالما كان فنّ الرسم بالنسبة لي أكثر من مجرد هواية؛ فهو جزء لا يتجزأ من نسيج حياتي الشخصية، ووسيلتي للتعبير عن الذات والتواصل مع العالم بطريقة خاصة بي. ومن خلاله أحاول أن أعبّر عن دور المرأة ومشاعرها الخاصة وأحلامها في تحقيق ذاتها، باعتباري امرأة أجد نفسي معنية بتمثيل النساء وإيصال ما يدور في دواخلهن من أفكار وطموحات عبر اللوحة.

كيف تتعاملين مع ردود الأفعال النقدية، سواء من المختصين أو الجمهور؟

 -أتعامل مع ردود الأفعال النقدية - سواء صدرت من المختصين أو من الجمهور - بهدوء وتفكير متوازن. فأنا أستمع وأحلل ما يُقال، وأقرأ النقد وأفكّر فيه برويّة، محاوِلةً فهم وجهة نظر الناقد وما إذا كان هناك مجال حقيقي للتحسين. كما أنني أحرص دائماً على الفصل بين العمل والشخص، فأدرك أن النقد موجّه إلى اللوحة أو الأداء الفني وليس إليّ على المستوى الشخصي. وأعمل أيضاً على الاستفادة من النقد البنّاء، فأستثمر التعليقات التي تحمل حلولاً أو توجيهات تساعدني على تطوير مهاراتي وتعزيز تجربتي الفنية في المستقبل.

ما أبرز التحديات التي تواجه الفنانة التشكيلية المعاصرة في بيئتنا الثقافية؟

- التحديات التي تواجه التشكيلية المعاصرة في البيئة الثقافية العراقية تتمثل في نقص الدعم الحكومي والمجتمعي للحركة الفنية، مما يقلل من فرص العرض والاقتناء ويجعل الفن في بعض الأحيان عملاً نخبوياً بعيداً عن كونه مصدر رزق مستدام.كما تواجه الفنانة تحديات تتعلق بتحديد الذائقة الفنية للجمهور، وصعوبة التوفيق بين التراث الفني العراقي العريق ومتطلبات ومعطيات الفن المعاصر، فضلاً عن محاولة التعبير عن الهوية ضمن هذه المعطيات. إضافة إلى ذلك، يؤثر الظروف الاجتماعية والسياسية أحياناً على مضمون العمل الفني وطبيعة موضوعاته.

ما الموضوعات التي تشعرين بأنها الأكثر حضوراً في منجزكِ الفني؟

- الموضوعات الأكثر حضوراً في منجزي الفني هي قضايا المرأة، بما في ذلك دورها، طموحها، أفكارها ومشاعرها، فهي المحور الأساسي والأكثر تأثيراً في أعمالي، خصوصاً ضمن أسلوبي التكعيبي. أحاول من خلال هذا الأسلوب تجسيد تعدد الأدوار والمشاعر بدلاً من الاقتصار على بورتريه واحد، حيث يمكن للعمل التكعيبي أن يجمع أشكالاً متزامنة للمرأة مثل الأم، المهنية، الحالمة والمفكرة في مساحة واحدة، ما يعكس الأعباء والطموحات المتعددة التي تتحملها.ومن خلال التحرر من المنظور التقليدي وكسر الشكل الكلاسيكي والمثالي للمرأة الذي فرضته الفنون التقليدية، أستخدم الأشكال الهندسية ليعكس ذلك طموح المرأة للتحرر من القوالب النمطية المجتمعية، بما يمنح أعمالي قوة بصرية ورسالة اجتماعية واضحة في الوقت نفسه.

* ما المشاركات الفنية التي كان لها أثر كبير عليكِ؟

- المشاركات الفنية التي كان لها أثر كبير عليّ تشمل مجموعة واسعة من الفعاليات داخل العراق وخارجه، حيث شاركت في معرض الواقعية الأول في دائرة الفنون، ومعرض القمة العربية في وزارة الثقافة، إضافة إلى مشاركتي في جائزة الإبداع في وزارة الثقافة.كما كانت لي مشاركات مميزة في معرض رؤى تكوينية، حيث حصلت على درع الإبداع والتميز، وفي احتفالية اليوم الوطني العراقي في دائرة السياحة والآثار، بالإضافة إلى معرض أمارجي للفنون وحفل الافتتاح التأسيسي الأول لقاعة أسس للفنون.ولم تقتصر مشاركاتي على ذلك، بل شملت أيضاً فعاليات وزارة التربية والتعليم العالي، وجمعية الفنانين التشكيليين، ونقابة الفنانين العراقيين، إلى جانب العديد من الفعاليات الأخرى التي ساهمت في صقل تجربتي الفنية وتعزيز حضوري في الساحة التشكيلية.

* ما النصيحة التي توجهينها للفنانات الشابات في بداية طريقهنّ؟

- النصيحة تتمحور حول عدة محاور أساسية:أولاً، ممارسة الرسم بانتظام، فالالتزام بالعمل اليومي يطور المهارات الفنية ويصقل النظرة الفنية.ثانياً، لا تخافن من التجريب؛ على كل فنانة تجربة خامات وتقنيات وأساليب مختلفة لاكتشاف أسلوبها الفني الفريد. وابحثن عن الإلهام والتعلم المستمر؛ زُورن المعارض الفنية، اقرأن عن تاريخ الفن، وتواصَلن مع فنانين آخرين لتوسيع مدارككن وتجاربكن.وأخيراً، انخرطن في المجتمع الفني، وشاركن في ورش عمل ومعارض جماعية، وتواصَلن مع نقاد ومهتمين، فذلك يساعد على بناء أسلوبكن الخاص وتعزيز حضوركن في الساحة الفنية.

 


مشاهدات 82
أضيف 2025/12/25 - 1:07 AM
آخر تحديث 2025/12/25 - 2:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 118 الشهر 18398 الكلي 13002303
الوقت الآن
الخميس 2025/12/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير