لونا .. هل ملكت النفوذ الصامت ؟

حسن الحيدري

يبدو ان لونا الشبل لم تكن مجرد اعلامية موهوبة بل واحدة من اهم الشخصيات المؤثرة داخل دائرة الرئاسة السورية والبيت الفخم حيث عملت الشبل كمستشارة سياسية ومديرة للمكتب الإعلامي للرئيس الاسد قربها من مكتبه أهلها للاطلاع على ملفات حساسة وصياغة الرسائل الرسمية ما منحها نفوذا صامتا بعيدا عن الأضواء. علاقتها  كانت تحمل الصورة المهنية وفاعليتها تكمن في التاثير غير المباشر على كيفية صياغة الرسائل وتقديمها وليس في اتخاذ القرار النهائي كما تعكس تجربتها وجود نساء في مواقع حساسة داخل دوائر الحكم المغلقة يمارسن تأثيرا مهما لكن من دون ظهور عام وخلف الكواليس . اعلن عن  وفاتها إثر حادث سير اواخر 2024  قيل انه قضاء وقدر ومؤخرا تم  تداول بعض التسريبات لمقاطع من اجتماعات غير رسمية واخرى بالهواتف الشخصية لترتيب الجلوس واماكن التصوير التي تروج كعفوية احيانا لظهور  سيادته  بدور المتواضع حيث كشفت لغة مختلفة عن الخطاب الرسمي المعتاد ابرزها ماجلب انتباهنا هو عبارة ( زبط بنطلونك ) في لقاء تلفزيوني هام حضره عشرات الصحفيين ما أعاد تسليط الضوء على طبيعة عملها ونمط التواصل اليومي داخل القصر التي مْلأت ثلاجاته باللحوم والاسماك كما نشرت في  فديوات المقتحمين وهم ينادون (يالله عم بنئول وينو اللحم والجاج ) وغير ما كنا  نشاهد في مسابقات ( زناخة) التي يقدمها  بسام الاشوح والتي كانت تغمرهم الفرحة بشراء حزمة ( الليفة) والذهاب مبكرا للبيت . في المجتمعات التي ترى السلطة عادة بصيغة ذكورية يفسر حضور امراة قريبة من الرئيس احيانا بهذا الكم من التفاهم على أنه نفوذ غير معتاد في بلد تشهد فيه العسكرتارية والبدلات والبساطيل اعلى الهرم ناهيك عن طلبات التنقلات والترفيعات وختيارات الصوابين من المتهرئين شخصيا لحمامات سيادته  لمحاولة الظفر بالعمل في المكانات ذات الدخل المربح رغم عدم وجود دلائل حتى اللحظة، الا ان  قصة لونا الشبل تبقا  مثالا على الدور الرمادي والمهم للنساء داخل دوائر السلطة المغلقة وعلى كيفية تحول النفوذ الصامت الى مادة للتاويل لمن يملك هذه ( الميانة ) كونه يعمل حسب التصورات الشعبية  بعيدا عن الاضواء العامة..وبصفة طبيعة جدا .