مطر الشتاء وإنفلونزا التكهنات
احمد جواد الشريفي
مع بداية موسم الأمطار لا تنزل المياه وحدها من السماء… بل تهطل معها موجة من التكهنات الشعبية التي تجعل من كل زكام “إنذاراً” ومن كل عطسة “فايروساً جديداً”. وكأنّ انخفاض الحرارة يطلق العنان لخيال الناس أكثر مما يطلقه للطبيعة.
الطقس له مساره العلمي، والفيروسات لها دورة مختلفة، لكن القلق الاجتماعي يخلط الاثنين في سلة واحدة كل عام. ومع أول موجة برد، ترتفع التحليلات العشوائية: “الإنفلونزا هالسنة قوية”، “المرض منتشر”، “المطر يجيب فايروس”. وفي الحقيقة، المطر لا يجلب الفيروسات… الازدحام وقلة التهوية هما المشكلة الحقيقية.
الإنفلونزا تظهر في الشتاء لأنها موسم اختلاط، لا لأن المطر يحمل شيئاً معه. لكن الروايات الشعبية أقوى من الحقائق أحياناً، خصوصاً في ظل منصات التواصل التي تتكاثر فيها الشائعة أسرع من تكاثر الفايروس نفسه.
موسم المطر يجب أن يكون موسم خير، لا موسم خوف. ودور الإعلام هنا أن يفكّك التهويل ويوصل المعلومة كما هي:
المرض له أسبابه، والطقس له مساره، وما بينهما ضاعت الحقيقة في زحمة الكلام