قحط أسماء
جمال السوداني
الفقرات هنا ندرجها أمام الدولة .. و هي تعبر عن حقائق نعيشها ، و إن أفضل جهة تقوم بدراستها هي المؤسسة الرسمية (المجمع العلمي العراقي) .. هذه الحقائق هي :
حينما بنوا أهلي بيتنا عام 1959 في (حي القاهرة) إحدى محلات قضاء الأعظمية ، كنت أفهم بأن لا توجد قاهرة قبلنا إلا في مصر .. و مضت السنين ، و إذا بي أعلم بنشوء قاهرة ثانية في العمارة ، و قاهرة ثالثة في الموصل . و هذا خطأ لا يحدث إلا في العراق . والخطأ الثاني ، حيث تجد في كل محافظة : دور أو حي الضباط ، و دور أو حي المعلمين ، و دور أو حي الشهداء ، و دور أو حي الصناعة ، و دور أو حي الأرامل . وكذلك تتكرر نفس أسماء الشوارع و المدارس ، و المستوصفات ، و المستشفيات، والقاعات الحكومية ، في عدة محافظات ، و كأننا في قحط من المفردات المليونية . وهناك ظاهرة أخرى ، و هي إطلاق تسميات غير فصيحة على مئات المناطق ، وهذا لا يليق ببلد التاريخ و الحضارة . فأساس اللغة العربية بحدود ال800 ألف مصطلح ، وبالتصريفات فتصل لعشرات الملايين .. و مثل ذلكم الكثير ، ف(مطيبيجة) و (چلات) و(بسماية) .. هي مفردات غير قاموسية ، نعم إنها تعني شيئا لدى ساكنيها ، و يعرفوا لماذا سميت بهكذا تسمية ، لكن ينبغي الحد منها ، و تبديلها بشكل رسمي .
ومن إبتكارات العراقيين تسميات تطلق على سيارات بعينها ، فهذا (العنچة) وهذه (دوج أم عليوي) ، و تلك (ليلى علوي) ، و هذه (دگ النجف) ، و تلك (بعيرة) .
ومن بين البدع في إطلاق التسميات لدى العراقيين ، ما يطلقون على أنواع محددة من الموبايلات .. فهذا الموبايل (أياد علاوي - الدب) ، و هذا (طابوگة) ، و ذلك (دمعة) ، و هذا (صرصور) . وكذلك يطلق على الأسواق ، مثل (سوق الحرامية) ، و (سوق العورة) ، و (سوق چمالة) ، و (سوق الوگفة) ، (و سوق مريدي) . و حينما أطلق على مقهى (گهوة المعقدين) .. فكان لى بعض الأدباء رأي ببعض الأدباء الذين يكثرون بتواجدهم فيها . ووجدت مقهى في منطقة الكسرة ، تسمى (گهوة المنافقين).
و إن أبشع تسمية دفعتني لكتابة هذه الفقرات ، تسمية (المخيسة) لمنطقة في ديالى .. فأين الزمخشري ، و أين إبن منظور ؟