ظاهرة ملكات الجمال

علي صبار الحلو

لماذا أغلب نساء المجتمع العراقي في الوقت الحاضر، يبحثن عن الجمال الشكلي ظاهرة ملكات الجمال

بدلاً من الجمال الروحي الذي تتمكن من خلاله المرآة بناء مجتمع أكثر وعياً من المجتمع العراقي الحالي، الذي أخذ يفقد هويته الثقافية في ضل توافد الثقافات الغربية عليه، والحرية الجامحة التي جعلته ينسلخ من مجتمعه المحافظ، ويترك جميع الأعراف التي تربى عليها مسبقاً، وأخذت تلك الظاهرة تنتشر بين جموع النساء اللواتي أنفتحن على الثقافة الغربية الزائفة، بدلاً من الأنفتاح على التقدم العلمي لدى الغرب.

    أن السبب الذي جعل المرآة العراقية تهتم بمساحيق الجمال المزيف، والبحث عن الجمال الشكلي، هو عدم أهتمام الدولة والمجتمع في بناء جيل واعِ من النساء، وأن عدم الأهتمام هذا لم يأتي من فراغ بل تعود جذوره الى عصر ما قبل الأسلام، حين كان المجتمع العربي يعتبر النساء مخلوقات من الدرجة الثانية، وهذا هو الخطأ الجسيم الذي نعاني منه في عالمنا اليوم، فلو مكنا المرآة في المجتمع اليوم تمكيناً صالحاً، لتمكنا في وقتنا الحاضر من بناء مجتمع واعِ يحذوا حذوا المجتمعات التي سبقته في مضمار التقدم العلمي والثقافي.

    لذا يجب على جميع المعنيين بقيادة العراق التنبه الى ضرورة الحفاظ على الهوية العراقية، التي عرف بها المجتمع العراقي منذ ألاف السنين، وبالأخص هوية المرآة العراقية المحافظة التي كانت في العصور السابقة تهتم بعفتها أكثر من جمالها، وهذا لا يعني بأننا نجردها من حريتها الشخصية، ولكن الى جانب الحفاظ على هويتها التي أعتاد المجتمع العراقي عليها، ومن حقها الجمع بين الجمال والعفة، ولكن بطريقة حضارية أكثر وعياً، لا بطريقة غربية وافده تجعلها تتعرض للنقد داخل مجتمعها، وبرأيي القاصر أنه في حال عملت الدولة العراقية والمجتمع من تمكين المرآة العراقية تمكيناً صالحاً، والسماح لها بممارسة دورها في الحياة اليومية، سوف ينتج لنا أجيالاً أكثر وعياً وحباً واتصالاً في الأرض التي ينتمون أليها، وأما في حال بقيت الذكورية هي من تسيطر على المجتمع، وعدم فسح المجال للعنصر النسوي، سوف تبقى الهوية العراقية مشتتةً، مما يجعل ذلك  النساء ينصرفن الى البحث عن ضالتهن بمساحيق الجمال، وأهتمامهن بها أكثر من أطفالهن.