الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هوامش للتاريخ .. علي الربيعي

بواسطة azzaman

هوامش للتاريخ .. علي الربيعي

نبذة عامة عن حياتي في رسالة شخصية

صالح جواد الطعمة

 

مما لا يخفى عليك أني قضيت معظم سنوات حياتي بعيداً عن العراق في المغترب الأمريكي: طالب علم في جامعة هارفرد (1953-1957) وملحقاً ثقافياً في سفارة العراق بواشنطن (1960-1963) وأكاديمياً في جامعة هارفرد (1963- 1964) وجامعة إنديانا منذ 1964.

ولهذا لا أدّعي (ولا يمكن أن ينسب أحد إليَّ) أكثر من دور هامشي أو ثانوي في الحياة السياسية أو العلمية أو الاجتماعية داخل العراق. غير أن هذه الحقيقة لم تحل دون متابعتي الاهتمام بما يخص العراق والوطن العربي لسببين (1) تخصصي وعملي في مجال اللغة والأدب و(2) ومواصلتي الكتابة والنشر حول قضايا تخص العراق والعالم العربي باللغتين العربية والانكليزية كما تدل على ذلك سيرتي.

ولعل أهم ما يعنيك في مشروعك عني هو ما يتصل بسنوات دراستي في الثانوية في كربلاء أو المرحلة الأولى من حياتي وسأوجز أهم المعالم فيهما (الدراسة) و(المرحلة الأولى).

-1-

لقد نشأت – كما تعلم – في بيت محافظ معروف بتوجهه الديني وتاريخه الطويل في خدمة الروضة الحسينية وكان من الطبيعي أن أتلقى أول الأمر تربية دينية تقليدية في أحد الكتاتيب في الصحن الحسيني، غير أني تجاوزتها تدريجياً بعد التحاقي بالمدارس الحكومية (الابتدائية: 1937 – 1943) والثانوية: (1943 – 1948) وبدأت أعيد النظر في ما كان سائداً في كربلاء والعراق عامة من التقاليد ومظاهر التخلف خاصة في أعقاب الحرب العالمية الثانية (1945 – 1948) ووقعت تحت تأثير بعض الأفكار اليسارية (التقدمية) التي برزت في العراق بعد ظهور الأحزاب المجازة: الحزب الوطني الديمقراطي – حزب الشعب – حزب الاتحاد الوطني – حزب الأحرار وحزب الاستقلال. وشعرت بأن أفكار الحزب الوطني الديمقراطي أقرب إلى توجهي الشخصي بالرغم من أنني لم أنتمِ إليه كعضو كما لم أنتمِ إلى أي حزب آخر (حتى اليوم).

-2-

من الممكن القول بأني اعتمدت الفكر الليبرالي في تكوين توجهي السياسي لاقتناعي بأنه لا مفرّ من الالتزام بما يدعو إليه من مبادئ أو قيم إذا أردنا التخلص من التخلف المهيمن على مجتمعنا وضمان تقدمه واستمراره [أقصد تقدم المجتمع]. واذكر في مقدمة المبادئ التي يدعو إليها: الحرية السياسية والفكرية – إشاعة المعرفة والعلم – تحرير المرأة – رفض الاستبداد الاجتماعي أو السياسي، والطائفية، والقبلية، والتعصب القومي. وقد حاولت أن أهتدي بها في كتاباتي المنشورة منذ 1947 وإن كانت لم تسلم في بعضها من الحماس المفرط والمبالغة في التهجم على التقاليد أو الأوضاع السائدة (انظر مثلاً «إلى الأستاذ الطنطاوي» الرسالة 1947 و»ماذا نريد من هذه الذكرى؟» البيان 1946/1947).

-3-

لقد واجهت كغيري من أبناء جيلي أو زملاء الدراسة *مشاكل متنوعة أو انتقادات نتيجة مشاركتنا في مظاهرات سياسية معادية لسياسة الحكومة أو متضامنة مع الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاستعمار أو التقسيم، وأقصد بتنوعها ما اتخذت من إجراءات حكومية أو مدرسية ضد المتظاهرين بالإضافة إلى معارضة والدي المرحوم لنشاطي السياسي، وقلق المرحومة والدتي بصفة خاصة على مستقبلي

غير أني عانيت شخصياً مشاكل أو مضايقات أخرى بسبب ما كنت أقوم به من أنشطة ثقافية أو أدبية في جوهرها كشروعي المبكر وأنا في الصف الثالث أو الرابع بنشر كتاباتي التي تتعارض مع العادات والقيم الموروثة، أو التي تخالف موقف بعض زملائي اليساريين* كما يتجلى في إقدامي على نشر مقال تحت عنوان «آن للشعب العربي أن يتكلم» - وقد نشر كما أتذكر في جريدة النضال الموصلية، متضمناً استنكاري لقرار تقسيم فلسطين ودعم الاتحاد السوفياتي له.

وأذكر كذلك قيامي بتحرير صحيفة جدارية لقيت إقبالاً واسعاً من الطلاب وتعرضت في الوقت نفسه لاتهامات باطلة.

أضف إلى ذلك كله مشاركاتي في مباريات خطابية أو إلقاء بعض الخطب في مناسبات دينية وغير دينية أذكر منها الكلمة التي ألقيتها أمام الملك عبد الله (الأول) بمناسبة زيارته لمدينة كربلاء عام 1947 (وكنت آنذاك في الصف الرابع الثانوي) وقد ألمحت فيها – بعد الترحيب به – إلى قضايا سياسية تمس كفاح الشعوب العربية ضد الاستعمار ومطالبها وكان من نتائجها أني دعيت إلى مقابلة متصرف كربلاء طاهر القيسي الذي أثنى على إلقائي قبل أن يعرب عن عدم ارتياحه لإقحامي السياسة في كلمتي كما أن مدير المعارف عبد الوهاب الركابي ومدير الثانوية حسن موسى أعربا عن هذا الموقف المزدوج: الثناء وعدم الارتياح.

-4-

الانتقال إلى العمارة

كان للمشاكل أو المضايقات التي عانيتها خاصة في السنة الرابعة دور كبير في قرار الانتقال إلى مدينة أخرى لإكمال الصف الخامس إذ رأت المرحومة أمي (وكانت أشد الحرص على متابعة دراستي والقلق على مستقبلي) أنه ليس من الحكمة أن أبقى في كربلاء أواجه تلك المشاكل وأمثالها واقترحت أن أقضي السنة الأخيرة في الكاظمية حيث يسكن خالي السيد سعيد زروق أو العمارة حيث تعيش خالتي وزوجها وتم الاتفاق بعد التشاور مع العائلتين المذكورتين أن أنتقل إلى العمارة وهكذا شاءت الظروف أن أقضي معظم السنة الدراسية 1947-1948 في ثانوية العمارة وأن أعود في نهايتها إلى كربلاء قبل بدء امتحانات البكالوريا للصف الخامس.

ملاحظة أخيرة مهمة

لابد لي أن أشير إلى وجه آخر من نشاطي خلال الدراسة الثانوية في كربلاء والعمارة ألا وهو التواصل المنتظم بالمراسلات مع عدد غير قليل من الأدباء والمفكرين ومحرري المجلات في العراق ومصر ولبنان والكويت واليمن والسعودية وقد تجمعت لدي رسائل مهمة أسهمت إسهاماً إيجابياً في توسعة أفقي الثقافي وتطويره وفي إعداد المقالات التي بدأت بنشرها في عام 1945 أو 1946 لما كانت تحتويه من معلومات قيمة حول ثقافة الأدباء وآرائهم، غير أن معظمها ضاع أو اختفى بعد انتقالي إلى المغترب ولم يبق لدي إلا رسائل محدودة أذكر منها رسالة نازك الملائكة الغنية بما تذكر من معلومات حول ثقافتها وآرائها، وقد تلقيتها قبل أن تنشر عاشقة الليل1947.

29/7/2013

حول اساتذتي وزملائي في دار المعلمين العالية

استاذنا الفاضل السلام عليكم

أشكركم جدا على معلومات غاية في الاهمية وموجزة ايضا

أستاذي،، لقد كتب يوسف الصائغ مقالا بعنوان على نار هادئه ذكر فيها زملاءه وأساتذته،، وأنت منهم؟ السؤال هل هذه الأسماء فعلا هم أساتذتكم وزملائكم؟؟

علي الربيعي

أساتذتي في العالية (1948-1952)

د. محمد مهدي البصير، مدام البصير (الفرنسية) د. مصطفى جواد، الأستاذ كمال إبراهيم، الأستاذ طه باقر، د. خالد الهاشمي، د. عبد الرزاق محي الدين، د. سليم النعيمي، د. عبد العزيز البسام، د. محمد الهاشمي، د. نوري جعفر، د. احمد عبد الستار الجواري، د. جابر عمر، د. جميل سعيد وأحمد حقي الحلي وكنت اعرف الفنان جواد سليم المشرف على المرسم وكان قد رسم لوحة غلاف ظلال الغيوم.

أما زملائي في العالية فهم كثيرون بينهم شاذل طاقة، لميعة عباس عمارة، عبد الرزاق عبدالواحد، سعدي يوسف، زكي الجابر، سليم غاوي، كاظم نعمة التميمي، خضر عباس الفضل، أمان حسين، كاظم الشمرتي، باقر الخليلي، خليل اسماعيل العاني، فارس العاني، ابراهيم يوسف المنصور، والفنانان نزيهة رشيد وعدنان أحمد راسم.

أما بدر شاكر السياب فقد كنت أعرفه بعد تخرجه. انظر مقالي رسالة السياب المنشورة في الاديب كما كنت أعرف آخرين (خارج العالية) مقبولة الحلي، بلند الحيدري، محمود البريكان، رشدي العامل، حسين مردان، اكرم الوتري الخ.

 


مشاهدات 140
الكاتب صالح جواد الطعمة
أضيف 2025/12/13 - 12:50 AM
آخر تحديث 2025/12/13 - 9:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 722 الشهر 9765 الكلي 12793670
الوقت الآن
السبت 2025/12/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير