علي جودة في ذكرى رحيله الثانية
بابــل - كاظـم بهَــيّــة
تتيح لنا الذكرى الثالثة لرحيل الفنان علي جودة، ان نستذكره لكونه كان واحدا من المطربين الجيدين الذين اكدوا حضورهم وجدارتهم في مسيرة الاغنية العراقية، سواء على صعيد الغناء اوالالحان لبعض أغانيه . من البداية نقول ان علي جودة احد التلامذة النابهين في مدرسة الغناء السومري الجميل .وهو واحد من الذين خرج من معطف مدينة فن الغناء والموسيقى والشعر واللحن الا وهي (الناصرية ) المدينة التي انجبت حضيري ابو عزيز و خضير حسن ناصرية و داخل حسن وناصر حكيم وجبار ونيسة وحسين نعمة وستار جبار وطالب القره غولي وسرور ماجد وعلي جودة الذي نحن بصدده هو الشاهد الاكثر فعالية على استمرارية تلك المدرسة في الاداء وذلك لحلاوة صوته وامتدادا لتلك الاصوات ، اما بخصوص تلك الاصوات فأنها حسبما يقول هذا يأتي من خلال وعي المطرب لعصره فالأجيال التي سبقت اعطت ما تمنت ، ولا يظن ان احدا لا يعجب بطرب تلك الاجيال ، لقد كانت رائعة في كل شيء ، وينبغي ان نكون امتداد لها ، وهذا ما اكده في احدى حواراته السابقة .
بدأ علي جودة مسيرته الفنية في سبعينيات القرن الماضي متأثرًا بفناني مدينته وعذوبة ريفها. و سطع نجمه في منتصف عام 1985 ، من خلال برنامج ( اصوات شابة ) ،بعد ان خاض اختبار مع ثلة من المتقدمين للإذاعة والتلفزيون وهم كل من حسن بريسم ،احمد نعمة ، وحيد علي، حسن بريسم، كاظم الساهر، فريدة محمد علي ، رياض كريم، كريم محمد، سعد عبد الحسين ، على أيدي اللجنة المؤلفة من الفنانين ياسين الراوي، وأحمد الخليل، ومحمد نوشي». حيث قدم امامهم اغنيته الشهيرة ( لعيونك الحلوات ) كلمات جبار الغزي ولحنها الفنان الراحل جمال فاضل وكانت بداية الانطلاقة له ، بعدها حقق شهرة واسعة خاصة في التسعينيات، من خلال اغاني عدة أبرزها «خليني وحدي وروح» و»لو تصاحب خوش صاحب « و»حتى انت « كلمات جبار صدام والحان كريم هميم و «زعلان خلي» كلمات محمد المحاويلي وألحان كريم هميم و « كيف أسامح «كلمات جبار صدام ، و»امس و اليوم» و» وين انه « و»خليني وحدي» و»اموت عليك « كلمات فاطمة الليثي و» شطالعة « و»غربة « و « لاتسأل « والقائمة تطول .
وجودة من مواليد الناصرية عام 1961م ويعد واحدًا من أشهر المطربين الذين حافظوا على رونق الأغنية العراقية وكان فنانا اكاديميا مثقفا موسيقيا ،لكونه خريج معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى، . وافاه الاجل في 5 كانون الاول (ديسمبر) 2023 ، عن عمر ناهز 62 عامًا في بغداد، بعد صراع مع مرض الكبد الفايروسي.