المجتمع العراقي والتواصل الإجتماعي
حامد الزيادي
نزاعات وصراعات وخلافات تقوض السلم المجتمعي وأمراض نفسية فتاكة تهدد النسيج الاجتماعي ممكن أن تستوطن وتستفحل وتؤدي للقطيعة والوقيعة وممكن تجنبها وتحييدها عندما يلجأ المجتمع باستمرار لطاقة عاطفية أنسانية تتحكم بمشاعره وأحاسيسه تزيح الكراهية والحقد والانانية التي تستفحل بالنفس البشرية عندما لا تجد ما يكبحها ويعيد ضبطها بالاتجاه الأخلاقي السليم ، وهي وسيلة علاج ناجحة لتجاوز الخلافات والقطيعة ونشر روح المسامحة والمصالحة بالتركيز على تعزيز العلاقات الاجتماعية المتمثلة بالتواصل الاجتماعي الالكتروني والميداني عبر الزيارات المتواصلة بين الأفراد في المسرات والملمات والمناسبات بتفقد الاحوال بين الاقارب والاحباب، ولو دققنا النظر بالمزايا والمحاسن سنرى الأثر النفسي والمادي على قوة الأواصر ومدى نفعها الذي يحجم الضرر ويقلص الاذى ،وما نراه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عامة والعراقية خاصة يبين دور العادات والتقاليد الصالحة المتوارثة التي تأسست لتحصين المجتمع وزيادة تماسكه عندما يلتزم بهذا الجانب من العلاقات عبر مظاهر مختلفة من التصاهر والتعاون والتقارب التي تخلق بيئة صالحة للتعايش والوئام المجتمعي المنشود، وطبيعة العلاقة بالعمل والسكن والسفر والقربى تفرض عليه بناء طرق متعددة من التعامل والتفاهم الودي ضمن الإطار العام يجب أن يسوده الاحترام المتبادل والحفاظ على الحقوق المدنية والدينية ، ومن يدقق النظر ملياً بالاثار النفسية والمادية في ترسيخ القيم والعادات الهوروثة من قبيل حضور مجالس العزاء والفرح والتكريم وكذلك تفقد الاحوال الصحية والمعيشية والاجتماعية سيجدها الدعامة الأساسية لصيانة المجتمع من الخلافات والنزاعات والصراعات، فكم هو جميل وكبير ان تتصافح الأيدي وتتصالح النفوس بالعناق في المناسبات ويستذكر واحدنا الاخر بعد طول فراق ويحصل كذلك التعارف والحديث عن الماضي والحاضر ويحصل الاستذكار والتذكير مما جعل أثر هذا التواصل في الأعياد والمناسبات الاجتماعية عامل قوة يجلي معه كل أشكال الضغينة والبغضاء والغل ويبني أسس نفسية عميقة قادرة على تجاوز الخلافات والاختلافات التي تقسم المجتمع وتفرط بعوامله الغنية بالحب والود والوئام، وقد أثبتت التجارب قوة الشخصية تعتمد على مقدار التواصل والروابط فكلما توسعت العلاقات بين الأفراد امتدت للمساهمة في تأسيس نخب مجتمعية قادرة على فض النزاعات واحباط الاشكالات واحتواء التازيم وتضييق الخناق عليها حتى أصبح المجتمع الصالح يقاس بقوة الواجهات الاجتماعية الموثوقة ، فلا مجال للانقطاع أو التهاون بهذا الأمر وتعويد الأبناء على السير بنهج الآباء والاجداد ويعتبره واجب اجتماعي متبادل حتى يعرف الجيل الحالي ان هذا السلوك مهم وضروري ولو منافع كبيرة حيث أن التواجد في المناسبات الاجتماعية يساعد في ضبط سلوك الفرد وتعزيز قوة الشخصية والأبتعاد عن العزلة والأنغلاق والتردد بشرط حسن النية وطلب الأجر وعدم المتاجرة بالعلاقات الاجتماعية وتسخيرها لغيايات دنيئة وبهذا ممكن أن نعالج الكثير من الأمراض الاجتماعية الشائعة من قبيل الغيبة والبهتان والنميمة والحسد وسوء الظن فالتقارب والتحابب يقلص المسافات وينقي الإجواء ويصفي القلوب ويشجع على الإيثار والانتصار على النفس الامارة.