الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أين إختفت مقاهي الأدباء في بغداد؟

بواسطة azzaman

أين إختفت مقاهي الأدباء في بغداد؟

مهند الياس

 

ظاهرة المقاهي الادبية قي بغداد بالذات ، لم تظهر بشكلهاالخاص و المستقل الا في بداية  الخمسينيات ، حيث  كان الادباء والمثقفون قبل هذه الفترة يشاركون المجالس  التي تعقد في المضايف والدواو ين لهذه العشيرة اوتلك القبيلة

تيارات ادبية

فتلقى القصائد وتطرح الاراء وكثيرا ما يتحفظ  هؤلاء الادباء والشعراء في توضيح مواقفهم وافكارهم وسبب ذلك  كون  تقاليدالعشيرة لا تقبل الجديد وما يحمله هذا الجديد من بدع

وظلالة  لا تنسجم مع التقاليد المتوارثة لديهم .

 وبعد فترة  الخمسينيات ، وبعد ان نضجت التيارات الادبية والثفافية  بشكل ملحو ظ ووصول بعض الترجمات لاهم اعمال المثقفين والادباء فب العالم

 و ظهور  التيارات السياسية والفكرية قي العراق اصبحت للمقهى ضرورة  لها اهميتها في  تجمع المثقفين والاحاطة بمختلف انشطتهم الثقافية والادبية .

وانتشرت  المقاهي الادبية وخاصة في المناطق   المهمة فمثلا في  منطقة الميدان و مرورا  بالحيدرخانة  اصبحت مقاهي عديدة يتجمع فيها المثقفون مثل مقهى     البلدية   والبرلمان و  حسن عجمي والزهاوي والشابندر وفي شارع الرشيد البرازيلية  والمعقدين في الباب الشرقي                                                                                                 

و في شارع الخيام مقهى السمر  ،   

 وعند  التسعينات لم يعد لهذه المقاهي ذلك الاثر كما كانت عليه ، اذ غلب عليها الخفوت وذلك لامرين .... الاول ان الحصار الذي نال من المثقفين الشيء الكثير ، فباع  الاديب كتبه

ومقتنياته الثقافية  حتى يسد حاجة ظروفه المعيشية الصعبة ، ومنهم من عمل في اشغال

ومهن لا تحقق طموحه ، اما الامر الثاني ، اذ خرج الاديب والشاعرهاربا خارج الحدود   ليجد ضالته

فبقيت المقاهي  مكبلة بصمت الذكريات .

وعندما جاء الاحتلال في العام 2003،  انشغل الناس كل الناس بالاحتلال وبالفوضى التي  رافقت الاحتلال  جراء احراق  للمرافق والمؤسسات الثقافية  الحكوميةالعامة  وما رافق، هذه الفوضى من قتل وتهجير ومطاردات .

ساحة ثقافية

حيث اختفت المعالم الثقافية تماما  .

وبالرغم من مرور  لاكثر من عشرين عاما على   تشتت غبارالعواصف المريرة ـ الا ان الساحة  الثقافية في بغداد  بالذات لا تزال تعاني   من اثارالاحتلال و ما مر بها من  ويلات .

لقد اصبحت مقاهي الادباء اليوم ، منعدمة تماما

فاذا كانت  مقهى قيصرية حنش في المتنبي تفتح يوم الجمعة فقط للادباء والمثقفين ، فانها  لم  تعوض عن بقية المقاهي والتي انتشرت   بكثرة كثيرة لا يرتادها غير الشباب الذي جاء بعد الاحتلال الامريكي وهو لا يعرف من مباديء الحياة غير ( لباس البرمودة  وسراويل الجنس النصف ممزقة والمهلهلة )

وتصفيفات الشعر المقززة  وتدخين  الاراكيل

اما الاديب والمثقف فقد انحشر في زوايا يجلس  فيها  وحيدا ، يجد فيها راحته بعيدا عن اللغو الفارغ  فقد ساعده على انعزاله ووحدته الانترنيت ومواقعه الثقافية الكثيرة ليأخذ حريته المطلقة في اللقاءات والنشر والنشاطات الاخرى .

ولكن تبقى المقهى ، هي المنتجع الثقافي الذي  ليس له بديل، في تجمع المثقفين  والادباء .. فهل من عودة لها ...؟

 

 

 

 

 


مشاهدات 188
الكاتب مهند الياس
أضيف 2025/08/02 - 12:42 AM
آخر تحديث 2025/08/02 - 5:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 531 الشهر 1266 الكلي 11276352
الوقت الآن
السبت 2025/8/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير