دوخة بالعمق (كوميديا على باب الله)
بقلم: شوقي كريم حسن - مواطن يرفض الطائفية
لنكفّ عن جلد الذات، ولننظر إلى النصف المليان من كأس الحكومة، حتى لو الكأس مشروخ وما بيه غير تراب!
تعالوا نحكي عن المنجزات الوطنية الكبرى، اللي صارت تحف أثرية ما نلكاها إلا بالذاكرة أو بالمنامات.
الكهرباء؟
آه يا كهرباء…
بركة الانقطاع، مو بس وفّرت علينا أجور التشغيل، لكن هم سوّت بيوتنا كهوف رومانسية.
الواحد صار يشوف وجهه بنور الشمعة، ويحس بدفء العائلة وهو يتقاتل على مروحة وحدة تشتغل على الشحن!
الدواء؟
نعم نعم، الأسعار نار، لكن هذا تمرين على الصبر… وعلى القناعة.
من قال إن العافية بالدوا؟ العافية بالإيمان… وبالواسطة طبعًا!
والماء؟
مو مهم، لأن الحكومة قررت تخلينا نرجع للبدائية.
نحفر الآبار، نستعمل المطر، ونستمتع بمغامرة كل يوم ندوّر بيه على (تنك ماء)!
وإذا مريت على دائرة حكومية وأنت مسموط من الحر، لا تزعل من عبارة:
“تعال بعد أسبوع”
لأنها أكثر تطورًا من “تعال باجر”، واللي صار عندها دلال وتقاعدت!
أما عن النصب والاحتيال،
فهي منجزات المجتمع المدني!
الناس صارت تبتكر طرق إبداعية لتعيش، حتى لو على حساب الطيبين.
يا خوي، بلد المواهب!
لكن المفاجأة…
والحدث الأهم اللي يستحق دخول موسوعة جنس للطرائف،
هو ظهور معامل تقطير العَرَق المنزلي!
بعد ما الحكومة منعت بيعه علنًا، العراقي قال: “العافية بالرأس، مو بالترخيص”،
وصار كل بيت عنده مختبر سري ما يفرّق عن مسلسلات نيتفلكس، بس الطعم… عراق أصلي!
البلد بخير،
نضحك حتى لا ننتحر،
ونسخر لأن الحجر نفسه إذا سمع قصتنا…
راح يضحك ويبچي بنفس الوقت.
فلا تيأس، ذب حيلك، وابتسم…
لأن الضحك صار سلاح فقراء الوطن!