دوسة بالعمق!!
(كوميديا على باب الله)
بقلم: (مواطن مشكوك بأصالته الطائفية)!!
شوقي كريم حسن
في البلاد التي يعلّق فيها المواطن خرزة زرقا على بطاقة الناخب، ويرتدي طاقية الإخفاء يوم الأنتخابات،
في هذا الوطن العجيب، تكتشف أن الديمقراطية مشروطة بخلفيتك الطائفية، لا خلفيتك الفكرية، وأن “الأخوّة الوطنية” شعار مطبوع خلف كارت التموينية، لا أكثر!
سُنّي يرشّح نفسه في مدينة شيعية؟ لا يا حبيبي، ممنوع!!
شيعي يرشّح نفسه في مدينة سنية؟ ليش هو نازل أحتلال؟
الكرسي يا سادة صار مثل غرفة النوم: “ما يدخلها غريب!”
ويا ويلك لو فكرت تقول “أنا عراقي وبس”!
راح تطلعلك لجان من “حماة الهوية النقية”،يفتشون عن أسم أمك وجدك الرابع،ويركضون خلفك بمكبر صوت:
“هذا مو منّا.. هذا مُندس.. هذا رافضي/بصراوي/بغدادي/من الانبار/
شرگاوي/ كردي/ تكريتي/
يا جماعة، بالله عليكم:متى صار صندوق الاقتراع فحص DNA؟
هو البرلمان ولا قاعة عشاء عشائري؟
***المرشح الخارق للطائفة
تخيلوا ويانا مرشح أسمه “علي عمر الراوي الموسوي العلواني النجفي”أبوه شيعي، أمه سنية، وهو من أصول صابئية،، وجده كان يحلف بسيد دخيل الناصرية،،لان جده عاش
مدلل ويه عشاير بني زيد،،!!
هذا المرشح وين يرشّح نفسه؟!!
لو نزل بالموصل، قالوا عنه “مشتبه به شيعياً،،،معقوله بالناصرية وبقه
سني،، !!
لو نزل في العمارة، قالوا “أصله مو منّا
.. ابوه كردي وجان معلم،،حتى ما رضه
يذب جرش ويه عشايرنه!!
لو نزل بالفلوجة، شتموه لأنه يسلم بإيديه الثنين.. أهو هذا اجابه ما محتاجين شراگوه نهار كله بس دك ولطم..'و
لو نزل بالكاظمية، اتهموه بأنه يسمي أولاده “عمر..وعثمان”!يعني يترشح وين بالسماء السابعة؟!!
**الصوت الوطني مطلوب.. بس خلي يسكت!!.
“نريد ناس وطنية تمثل العراق كله!”
هكذا يقولون في التلفزيون الرسمي،
ثم يلتفت أحدهم ليهمس:
“بس مو تجيبلي واحد من هناك، احنا عدنا ناسنا!!
آه يا صديقي، صارت الوطنية “ماركة مزورة..!!
تُكتب على ورقة الحملات الانتخابية،
لكنها لا تُصرف في مراكز الفرز،
لأن هناك، كل صوت لازم يلبس دشداشة طائفية،ويشمّ العطر المناسب للجهة السياسية،ولا مانع من بعض التحاميل الوطنية!
**: الوطن مو دفتر عشيرة!
دعوني أختم بـ”دوسة بالعمق”، كما طلبتم:إذا لم نستطع ترشيح إنسان من طائفة في منطقة أخرى،
فلا نسمي ما يحدث ديمقراطية، بل “صفنة قومجيّة على طريقة البقال!”
وإذا بقينا نختار النواب حسب اسم جدّه وحجم مسبحته،فاعذروني…هذا وطن مهدد بالتصحّر البشري، لا السياسي فقط!وفي نهاية الأمر، الوطن ما يسكن القبور الطائفية،بل يسكن أصوات العقلاء، ولو كانوا من المريخ!!.
وخلي نبطل چذب واحنه نصيح
(هذا الوطن من بيعه أخوان سنه وشيعه)!!