الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصة كتاب.. هكذا عرفتهم لجعفر الخليلي

بواسطة azzaman

قصة كتاب.. هكذا عرفتهم لجعفر الخليلي

صلاح عبد الرزاق

 

 

سيرة الكاتب

ولد جعفر أسد الخليلي عام 1904 في النجف الأشرف ونشأ بها. والنجف مدينة العلم والعلماء والشعراء والأدباء والمجالي الأدبية الشهيرة. وهي تضم مختلف الثقافات القادمة مع طلاب العلم والزوار الذين يتدفقون لزيارة المرقد العلوي والعتبات المقدسة في الكوفة. وأما والده فهو الشيخ أسد الخليلي من رجال الفضل والأدب والطب القديم ، وكان من أساتذة علم المنطق المعروفين. وقد أنجب الشيخ أسد ابنان (عباس وجعفر) وثلاثة بنات أكبر منهما ، وكان جعفر أصغر منهم جميعاً.

في أول عهده بالقراءة قرأ جعفر كتباً أخرى غير القرآن الكريم وهي المقدمات العلمية في المدرسة كألفية ابن مالك و (قطر الندى وبل الصدى) و (مغني اللبيب)  وحاشية الملا عبد الله في المنطق، منها أنوار الربيع ، وكليلة ودمنة ، وألف ليلة وليلة ، وگلستان سعدي (شاعر فارسي) ، وديوان حافظ بالفارسية ، والديكامرون لبوكاشيو الإيطالي باللغة الفارسية أيضاً. وأخرى مثل المستطرف ، وأعلام الناس ، و(الأغاني) لابي الفرج الاصفهاني. وقد نشر فيما بعد قصصاً من الديكاميرون مترجمة بقلم محمد الخليلي ثم بقلم السيدة ماهرة النقشبندي.  ومن الشعراء الذين قرأ لهم كان : بشار بن برد ، والمعري ، وأبا نؤاس ، والخيام

دخل جعفر وأخوه عباس (المدرسة العلوية) التي تأسست في النجف الأشرف التي كان من مؤسسيها على النمط العصري عم أبيه الزعيم الروحاني الحاج المرزا حسين الخليلي (1815- 1908). وقد كان المرجع الأعلى في عصره ، وقد تضمنت فتواه بوجوب إنفاق بعض الحقوق الشرعية على هذه المدرسة. وكانت أول مدرسة عصرية تنشأ في النجف حيث تدرّس فيها اللغات الفرنسية والإنكليزية والتركية والفارسية إلى جانب العربية.

بعد إكماله الإعدادية ، دخل بعدها الخليلي في دورة تربويَّة ليكون معلّماً. كانت البداية مديراً في ابتدائية ، ثمّ مدرساً في الثانوية ، لكنه لم يألف حياة الوظيفة ، فاستقال من التعليم ليدخل معترك الصحافة . أصدر جريدة (الفجر الصادق) عام 1930 في النجف وكانت أسبوعية. وبعدها أصدر في العام 1934 جريدة (الراعي) وهي أسبوعية ادبية دامت سنة واحدة ، ومنعت وسحب امتيازها عام 1935. ولكنه الصحفي الصّلب العنيد الذي لا تثنيه المفازات فعاد ليصدر جريدة (الهاتف) في النجف منذ عام 1935 ، ثمّ انتقل بها لبغداد عام 1948 ، لتصبح صحيفة يومية سياسية.

إن جريدة (الهاتف) لم تكن جريدة فحسب ، بل كانت منتدى ثقافياً وفكرياً ارتاده نخبة من ادباء العراق والعرب ، لكنْ ما لبثت حكومة نوري السعيد (1888- 1958) أنْ سحبت امتيازها بمرسوم خاص عام 1954؛ وكان عمرها أكثر من عشرين عاماً.لقد كتب الخليلي مقدمات لكثير من الكتب منها (معجم أدباء الأطباء) للشيخ محمد الخليلي، وديوان (جواهر وصور) للسيد عباس شبر (1905- 1972) ، وديوان (الأنواء) للسيد مير علي أبو طبيخ (1890- 1942) ، وديوان (أشعة ملونة) للسيد أحمد الصافي النجفي (1897- 1977). وكتاب (نهاية حب) للسيد عبد الله نيازي ، ومقدمة لديوان (العواطف) للسيد محمد صالح بحر العلوم (1909- 1992)، ومقدمة لمجموعة الشاعر المحامي أنور شاؤول (1904- 1984). ومقدمة لكتاب (الإمام علي) لسليمان كتاني (1912- 2004) وغيرهم.في العام 1972 كتب المستشرق جون توماس أطروحته للدكتوراه (جعفر الخليلي والقصة العراقية الحديثة) بجامعة ميشيغان ، وهذا يدلّ على مكانة الرجل ودوره الكبير في السرد العراقي الحديث.

وفاته

توفي عام 1985 عن واحد وثمانين عاماً في الإمارات العربية المتحدة في دبي ودفن فيها.أغمض عينيه للمرة الأخيرة لتنتهي حياته الجسديَّة، لكنَّ روحه المبثوثة في أعماله خالدة وستبقى شاهدة على عمق وأصالة ما ترك من تراث.

كتاب هكذا عرفتهم

في عام 1963 أصدر جعفر الخليلي الجزء الأول من كتابه الشهير (هكذا عرفتهم) ، ثم صدرت الأجزاء الأخرى تباعاً. تناول الخليلي (60) شخصية في مختلف الجوانب الأدبية والعلمية والسياسية.

 تضمن الكتاب تعريفاً بأعلام في الدين والسياسة والأدب ممن أتيحت له معرفتهم عن قرب ، حيث كتب سيرتهم ومواقفهم وتأثيرهم في الحياة العامة. وكان ينشر كل مقال على حدة في جريدته (الهاتف). وكان الخليلي يهمل ذكر تاريخ مولد ومكان ولادة وتاريخ وفاة الشخصية التي يكتب عنها.

غالبية هؤلاء لعبت أدوراً مهمة في حياة العراق السياسية والثقافية والدينية، وبعضهم لم يكن عراقياً ولا مسلماً ، لكن الخليلي خصص له مساحة من موسوعته لأدواره المهمة، كالسيد محسن الأمين العاملي اللبناني (1865- 1952)، ومير علي أبو طبيخ (1890- 1942) والسيد رضا الهندي (1873- 1943) من الهند، والسيد أبو الحسن الأصفهاني (1861- 1946) من ايران ، و بشارة الخوري (1885- 1968) الملقب بالأخطل الصغير وهو شاعر لبناني مسيحي.

لون جديد من الأدب

في مقدمة كتاب (هكذا عرفتهم) يتحدث الخليلي عن ريادته لهذا الفن من الأدب :

هذا عرضٌ موجزٌ لجانب من حياة بعض الأشخاص الذين كان لهم ذات يوم بعض الشأن في الحياة العامة والخاصة ، أو هو في الواقع عرض موجز لبعض ما احتفظت به الذاكرة عن بعض من عرض لي في طريق الحياة ، وكيفية تعرفي بهم ، وماهية هذا التعرف ولونه . وهو لون من الأدب والتأريخ المبتكر ، وليس من الغرور ولا التشدق أن أقول أنه لون قائم بنفسه ، وأنني لم أجاري في عرضه واحداً من قبل. ولم يسبق لي أن قرأت عرضاً على هذا النسق يجمع بين الأدب والتاريخ ، ويربط بين النواحي الخاصة والعامة ، جمعاً وربطاً لا تكاد تتبين أو لا تكاد تعزل ما يخصك منه وما يهمك ، وما يخص أصحابه وما يهمهم وما يخص الناس ويعنيهم. والواقع أني لم أحس بأني بدأت أكتب شيئاً جديداً مبتكراً يحسن أن تُكتب به التراجم وتوضع على نمطه الأحاديث ، حتى نبهني إلى ذلك عدد من الأدباء . حتى صار يسألني الكثير حين يتوفى الله شخصاً من معارفي عما إذا كنت سأكتب عنه كلمة من هذا القبيل؟ والذي زادني يقيناً بأن الذي كتبته كان نوعاً جديدا: هو أن بعض الذين تلذذوا به لم يكن لهم بأي وجه أي اتصال أو معرفة سابقة بمن تحدثت عنهم ، وقال لي هذا البعض - ان حقاً أم باطلاً - إن هذا العرض على رغم كونه يخص جماعة عاشوا في جهة معينة، وفي محيط خاص ، وعلى رغم أنه جانب من تاريخ معرفتي أنا بحفنة من الرجال . لقد قال لي هذا البعض : أن ذلك لا يقلل من شأنه كأدب جديد ، لذلك أي قارئ عربي في أي بقعة من البقاع أن يقرأه سواء عرف المحدٍّث أو المحدَّث عنه أن لم يعرفهما سوف يلتذ به.

 وسواء صح هذا الذي قيل أم لم يصح ، فقد وجدتني أؤمن بعض الإيمان بصحته، وأتقدم لجميع ما تناثر منه هنا وهناك في هذا الكتاب على اعتباره عرضاً موجزاً غير كامل لبعض من عرفت من الأشخاص الذين صادفتهم في حياتي . أقول عرضاً غير كامل لأنه ما من شخص - ممن ذكرته -  إلا وكان الذي أعرفه عنه أكثر مما ذكرته .... وقد وقد اضطررت ، بل و اضطرني ما تبانى عليه الناس واصطلحوا عليه بأن (ليس كل ما يعرف يقال) ، أجل اضطرني هذا إلى أن أقتصد في القول الذي حسبته مستساغا ، وأوردت بعض ما عرفت عن بعض من عرفته . فإن صح أنني قد جئت بشيء جديد من الأدب في سياق الترجمة وكيفية العرض فضلاً عما تضمن الكتاب من الوقائع التاريخية والأدب الذي قد ينطبق عليه قول الصحفي اللبناني حبيب جاماتي (1887-1968) وهو (تاريخ ما أهمله التاريخ) - أقول إن صح هذا، فهو المقصود، وإلا فلست بأول من ظن أنه فاعل شيئا بينما هو لم يقدم شيئا ولم يؤخر).

من هم الذين عرفهم الخليلي

يعرض الخليلي في كتابه هذا معلومات دقيقة ، ويناقش أحداثاً ووقائع سياسية واجتماعية وأدبية بأسلوب أدبي رشيق ، سهل العبارة ، عميق المعنى ، لا يستغني عن الباحث والكاتب والمؤرخ . والكتاب يستحق أن يكون مادة لأطروحة تسلط الضوء على شخصية الخليلي التي تتسم بالموسوعية والثقافة واللغة الصحفية والأدبية الأنيقة. وتتناول الشخصيات التي تحدث عنها ، وتأثيرها السياسي والثقافي والأدبي والاجتماعي ، وتنوعها الديني والمذهبي و فئاتها المهنية والتربوية والدينية والأكاديمية والقانونية والسياسي. كما تكشف عن الأحداث والوقائع التي انفرد بها الخليلي في قضايا سياسية واجتماعية من خلال علاقاته مع هذه الشخصيات.

يتألف الكتاب من ستة أجزاء ، كل جزء يضم عدداً من الشخصيات :

 تضمن الجزء الأول:

1 -السيد مير علي أبو طبيخ (1890-1942) مؤرخ واديب وشاعر شيعي نجفي من أصل هندي.

2 - السيد رضا الهندي (1873-1943) رجل دين شيعي وشاعر وأديب نجفي من أصل هندي.

3 - الشيخ جواد الشبيبي (1867- 1943) رجل دين شيعي وشاعر وكاتب نجفي من أصل بغدادي.

4 - الشيخ محمد حسن حيدر (1866- 1916) رجل دين شيعي وشاعر نجفي.

5 - السيد أبو الحسن الأصفهاني (1866- 1946) مرجع شيعي نجفي من أصل إيراني.

6 -الشيخ محسن شرارة (1901- 1946) رجل دين شيعي وشاعر نجفي من أصل لبناني.

7 - عبد المحسن القصاب (1916-1947) محامي وصحفي وكاتب قصص من الناصرية.

8 - الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء ( 1893- 1947) رجل دين شيعي ولغوي وشاعر نجفي.

9 - الحاج عبد المحسن شلاش (1882-1948) سياسي ورجل أعمال ووزير نجفي.

10 - سعد صالح جريو (1894- 1949) وزير وسياسي وشاعر ومدرس ومحامي نجفي.

11- السيد محسن الأمين (1865-1952) رجل دين شيعي ولغوي وكاتب وسياسي لبناني.

12- الامام محمد الحسين آل كاشف الغطاء (1877- 1954) رجل دين شيعي وشاعر وسياسي نجفي.

13 - الشيخ عبد الحسين الحلي (1883-1956) رجل دين شيعي وشاعر نجفي أصله من الحلة.

14 - الشيخ قاسم محي الدين (1899- 1957) رجل دين شيعي وشاعر وكاتب نجفي.

15 - الشيخ محمد كاظم الشيخ راضي ، رجل دين شيعي وشاعر نجفي.

16 - السيد علي بحر العلوم ، رجل دين شيعي نجفي.

17 - عبد الستار القرغولي (1906- 1961) مدرس وشاعر وكاتب بغدادي

18 - عبد الله القصاب ( ؟ - 1962) وزير وسياسي ومحام وأمين بغداد أصله من مدينة راوة

19 - إسكندر حريق ، مدرس لبناني مسيحي عمل في ثانوية النجف ، كاتب قصص

20 - الشيخ عبد الكريم الجزائري (1872- 1962) رجل دين شيعي وشاعر نجفي.

21 - الشيخ محمد جواد الجزائري (1977- 1959) ثائر وشاعر وكاتب وفيلسوف نجفي

الجزء الثاني:

22 -الشيخ محمد رضا المظفر (1904- 1964) رجل دين شيعي وكاتب وأكاديمي وإصلاحي من النجف .

23 - الشيخ علي الشرقي (1892- 1964) فقيه شيعي وشاعر وقاضي وسياسي من النجف.

23 - أمين خالص (1897- ) حقوقي ومتصرف لواء الحلة ثلاث مرات.

24 - الشيخ محمد رضا الشبيبي (1889-1965) زعيم وطني ونائب وشاعر ومفكر من النجف.

25 - الشيخ محمد علي اليعقوبي (1895- 1965) كاتب وشاعر وأديب من الحلة .

26 - نظير زيتون (1896-1967) أديب برازيلي من أصل سوري.

27 - السيد هبة الدين الشهرستاني (1884-1967) فقيه شيعي إصلاحي وقاضي ووزير معارف .

28 - محمد صادق الخليلي (1900- 1967) طبيب وأديب ومؤرخ للأدباء الأطباء من النجف

29 - بشارة الخوري (1885- 1968) شاعر لبناني يعرف بالأخطل الصغير

الجزء الثالث:

30 - السيد محمود حسين الحبوبي (1906- 1969) شاعر وأديب من النجف.

31 - توفيق الفكيكي (1903- 1969) محامي وكاتب وأديب من بغداد.

32 - الدكتور مصطفى جواد (1904- 1969) لغوي ومؤرخ تركماني من بغداد.

33 - الشيخ كاظم الدجيلي (1884- 1970) كاتب وشاعر وصحفي ودبلوماسي من الدجيل محافظة صلاح الدين.

34- الدكتور عبد اللطيف حمزة (1907- 1971) أكاديمي وصحفي وكاتب من مصر

35- السيد حسين الحسيني ، فقيه شيعي  لبناني ومفتي بيروت الجعفري سابقا

36- الدكتور إسماعيل ناجي ( ؟ )

37- الشيخ نسيب مكارم (1889- 1971) خطاط لبناني من طائفة الدروز

38- السيد حسين زازان ، أديب وكاتب من السنة

39- قادر جاووش ، من ديالى

40- السيد علوان جاسم الرفيعي من رموز السادة في النجف

41- عباس الچبان

42- حسين قسام (1898- 1960) شاعر ساخر من النجف

الجزء الرابع:

43- يوسف يعقوب مسكوني (1903- 1971) مدرس وباحث ومؤرخ وصحفي مسيحي من الموصل

44- سعد عمر الحاج علوان (1915- 1971) ، حقوقي ووزير ونائب من كربلاء

45- السيد عباس شبر ( 1903- 1971) ، رجل دين شيعي وقاضي وخطيب وشاعر وكاتب من البصرة .

46- عباس الخليلي (1896- 1972 ) دبلوماسي وسياسي وشاعر من النجف 

الجزء الخامس 

47- عبد الهادي الجلبي (1897- 1988) سياسي ووزير ونائب من بغداد.

48- جعفر حمندي (1894- 1952) حقوقي وسياسي وقاضي ومتصرف ووزير من بغداد.

49- حليم دموس (1888- 1957 ) شاعر لبناني مسيحي ومترجم وكاتب .

50- سامي الكيالي (1898- 1972) أديب سوري وباحث وكاتب وشاعر ومترجم.

51- عبد المنعم العكام (1900- 1974) شاعر ومدرس من النجف .

52- محمد علي الطاهر (1896-1974) كاتب فلسطيني وشاعر وصحفي.

53- عبد القادر عياش (1911- 1974) باحث سوري ومؤرخ وأديب وصحفي ومحامي وقاضي.

54- صبيحة الشيخ داود الراوي (1912- 1975) حقوقية ومحامية وقاضية من بغداد.

الجزء السادس

55- عبد الحسين الأزري (1880- 1954) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي من بغداد

56- جورج كعدي (1910-1975) شاعر لبناني مسيحي .

57- فؤاد عباس الكروي (1913- 1976) كاتب وشاعر وناقد وأديب من ديالى

58- الياس فرحات (1893-1976) شاعر لبناني برازيلي شاعر وصحفي وأديب

59- الدكتور سليمان داود

60- احمد الصافي النجفي (1897- 1977) شاعر ومدرس وصحفي وسياسي ثائر من النجف.


مشاهدات 103
أضيف 2025/07/25 - 11:47 PM
آخر تحديث 2025/07/26 - 11:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 465 الشهر 17319 الكلي 11170931
الوقت الآن
السبت 2025/7/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير