إستشهاد ستة فلسطينيين في غارات إسرائيلية على شمال غزة
□ غزة (الاراضي الفلسطينية), (أ ف ب) - أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت امس الجمعة عن استشهاد ستة أشخاص على الأقل شمال القطاع، بينهم خمسة في مدرسة تؤوي نازحين.
وقال الجهاز في بيان "خمسة شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في جباليا النزلة، شمال غزة".
وفي غارة منفصلة على مدينة غزة، أفاد الجهاز بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة آخرين.
اطلاق طائرات
وفي وسط غزة، أعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات الجمعة أنه استقبل عددا من الجرحى الذين أصيبوا عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مدنيين قرب نقطة لتوزيع مساعدات.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي الذي كثّف أخيرا عملياته في قطاع غزة مع دخول الحرب شهرها الثاني والعشرين.
ونظرا إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تستطيع وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى والجرحى التي يحصيها جهاز الدفاع المدني وجهات أخرى.
وقال فلسطيني، تحدث لوكالة فرانس برس من جنوب غزة، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن القوات الإسرائيلية تواصل هجماتها مخلفة دمارا هائلا، مع تمركز دبابات إسرائيلية قرب مدينة خان يونس.
وأضاف شاهد العيان "ما زال الوضع في المنطقة بالغ الصعوبة مع إطلاق كثيف للنيران وشن غارات جوية متقطعة وقصف مدفعي وعمليات تجريف وتدمير مستمرة لمخيمات النازحين والأراضي الزراعية جنوب وغرب وشمال منطقة المسلخ" الواقعة الى الجنوب من خان يونس.
الى ذلك اعرب تُعرب اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة وجباليا، والتي أفادت التقارير بأنها أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين خلال الساعات الـ 36 الماضية.
ويأتي تصاعد الأعمال العدائية في الوقت الذي يُكافح فيه نظام الرعاية الصحية المدمّر أصلاً في غزة لاستيعاب التزايد المُستمر في الحالات الحرجة. جميع المستشفيات العامة تقريباً في غزة أُغلقت أو تضررت بشدة جراء أشهر من الأعمال العدائية والقيود المفروضة على دخول الأدوية والمعدات الضرورية. وأما المرافق الطبية القليلة التي لا تزال تعمل - بما في ذلك مستشفى الصليب الأحمر الميداني - فهي مُثقلة بما يفوق قدرتها، وتُعاني من نقصٍ خطير في الإمدادات الأساسية والوقود، وحتى أكياس الجثامين، ما يقوّض بشدة قدرتها على علاج الجرحى وضمان تعامل كريم مع الجثامين.
وتُؤدي أوامر الإخلاء واسعة النطاق إلى عمليات نزوح متكررة، وتدفع السكان إلى مساحة آخذة بالتقلص. وتُسهم أوامر الإخلاء في تشتيت شمل العائلات، ولا تُتيح للمدنيين سوى القليل من الوقت لجمع ما تبقى لهم من ممتلكات، وتُواصل إثارة الذعر في صفوف المدنيين.
كما أنها تؤثر على قدرة المرضى والطواقم الطبية على الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، وتُضعف بشدة قدرتها على العمل كما يجب، وتُثقل كاهل مرافق الرعاية الصحية المُستنزفة أصلاً والواقعة خارج مناطق الإخلاء. كما تُعيق عمليات النزوح المتكررة والمستمرة قدرة المستجيبين الأوائل على الوصول إلى المحتاجين.
وجددت اللجنة الدولية في بيان تلقته (الزمان) أمس دعوتها العاجلة لحماية الطواقم والمرافق الطبية في غزة. يجب احترامهم وحمايتهم، فهم شريان حياة للجرحى والمرضى. ويجب اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لدعم عملهم، وضمان سلامتهم، وعدم حرمانهم من الموارد الحيوية.وإن الطريقة التي يجري بها تنفيذ عمليات الإخلاء مهمة، إذ يجب اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان تمتع المدنيين بظروف ملائمة من حيث المأوى والنظافة والصحة والسلامة والتغذية، وضمان عدم تشتت شمل العائلات.
ويحمي القانون الدولي الإنساني جميع المدنيين، سواء غادروا أماكنهم أو بقوا فيها، علماً بأن العديد من سكان غزة يعانون حالياً من إصابات أو أمراض أو إعاقات، وغالباً ما يكونون غير قادرين على الامتثال لأوامر الإخلاء. ويجب الحرص الدائم على تجنيبهم آثار الأعمال العدائية. ويجب أن يتمتعوا بإمكانية الوصول المستمر إلى الرعاية الطبية الملائمة وغيرها من الخدمات الأساسية.