الـله بالخير رياضة
كرتنا ضاعت بين الصدق والكذب
اكرام زين العابدين
ما هذا الزمان الذي نعيشه ، بتنا لا نعرف الصادق من الكاذب ، النظيف من الفاسد ، اختلطت علينا الامور وضاعت مقاييس كل شيء ، لان الكل اصبح ينادي بالوطن والوطنية وانه احرص من الآخرين على المصلحة العليا للبلد ، وفي ظل هذه الفوضى تبقى رياضتنا وكرتنا هي الخاسر الاكبر بهذا الصراع.
كنا متوهمين بان بصيص الأمل مازال موجودا بالوسط الرياضي ، وان العاملين فيها قادرين على احداث تغييرات ايجابية ، لانك عندما تسمع احاديثهم الجانية في المجالس تشعر بانهم صادقين ويعملون طوال اليوم من اجل الوصول الى اهدافهم المرسومة وهي تطوير الرياضة. ان الكم الهائل من الامور المخفية والتي تم كشفها خلال الايام الماضية من خلال المسؤولين الذين تم استضافتهم بالبرامج الرياضية ، اعطت انطباعاً على ان الصراع الخفي لكل الاطراف التي تريد ان تنال من الآخرين بمختلف الطرق القانونية وغيرها وتفرض سطوتها على القرار الرياضي. وظهرت الصورة المظلمة للعاملين بالمنظومة الكروية بانهم لا يختلفون عن العاملين بالسياسة بعد ان رفضوا التوصل الى حلول ترضي جميع الاطراف ، وأصروا على عدم حضور الاجتماعات ، وان اهدافهم اصبحت واضحة وهي الاطاحة بزملائهم الذين يقودون الكرة العراقية .
واصبح واضحاً ان الاموال التي خصصت لتطوير الرياضة لم تصرف في مكانها الصحيح ، بل تم التصرف بها بشكل عشوائي ، مما يدل على قصر نظر وعدم شعور بالمسؤولية، وظهرت قوائم كبيرة في الاعلام بانها ديون بذمة الاتحاد بالرغم من الاموال التي حصلوا عليها منذ عام 2023 ولحد الان كانت كبيرة جداً ، ومنها مبالغ المكافآت المالية ، وغيرها من العقود التي تم توقيها لرعاية الاتحاد والمنتخبات الوطنية. صدعوا رؤسنا بالاحتراف والاستثمار واموال الرعاية والنقل التلفازي وغيرها من المكتسبات التي وعدوا بها لتطوير الرياضة والاندية ، وقعوا عقود مع اللاليغا الاسبانية لتنظيم الدوري العراقي ، ونسوا ان الاتحاد الاسباني لكرة القدم يختلف عن رابطة الدوري الاسباني (اللاليغا) وان هذا لم يحصل بالعراق . وكان من الممكن ان تستفيد انديتنا اكثر من تجارب الآخرين لو تم العمل وفق جدول زمني بدلاً من التحول المباشر لدوري المحترفين ، لان اغلب انديتنا مازالت تعمل وفق مبدأ الهواية وبعيدة عن الاحتراف الحقيقي ، لانها لا تملك البنى التحتية والملاعب الخاصة للوصول الى الاحتراف والاعتماد على مواردها الخاصة ، علما ان اغلب انديتنا تعتاش على الدعم الحكومي والاستقطاع المالي من رواتب المنتسبين والموظفين ، ومتى ما توقفت هذه الاستقطاعات فان الاندية توقف نشاطاتها وتعلن افلاسها .
اما منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي يعيش بوضع غير مستقر ويحتاج الى عمل كبير ووقوف الحظ الى جانبه من اجل خطف احدى بطاقتي التاهل عن المجموعة الاسيوية الثانية لمونديال 2026 ، او القبول باللعب في الملحق الآسيوي مع منتخبات عربية وآسيوية صعبة. الجميع كان سعيداً عندما حصل الاتحاد العراقي على مكافآت الفوز بخليجي 25 وان شهر العسل كان طويلاً ، لكن الصدمة بدأت تظهر بعد الخروج من كأس آسيا امام الاردن ، ومن ثم عدم حسم مباريات الكويت والاردن بالتصفيات المونديالية ، وبعدها الخروج المبكر من خليجي 26 بالكويت ، واخيراً التعادل مع الكويت وخسارة مباراة فلسطين التي كانت مؤلمة وهي (القشة التي قصمت ظهر البعير) ، وجعلتنا نضرب اخماس في اسداس ووصلنا الى محطة المدرب الاسترالي ارنولد الذي وضعنا كل ثقتنا به ونأمل ان يقود مركب اسود الرافدين الى بر الامان ويصل بهم الى سواحل امريكا.