قمر أحمر على خشبة الرشيد.. مشهد مفتوح على وجع عراقي لم يهدأ أبداً

بغداد - ياسين ياس

عرضت على خشبة مسرح الرشيد يومي الاربعاء والخميس الماضيين مسرحية قمر احمر بحضور عدد من الفنانين العراقيين ومحبي المسرح. المسرحية من اعداد جميل الرجه وإخراج علي عادل السعيدي و تمثيل همسة هادي والسينوغرافيا للفنان عصام جواد والصوت حسين جميل وفي أدارة الإنتاج الفنان سهيل البياتي، والمسرحية من انتاج نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح. وتدور الاحداث عن مدينة آمنة تتعرض لعمل تفجيري وتنقل صورة مؤلمة عن معاناة شعب بشكل يومي مع التركيز على مشاعر الأبرياء في مواجهة الموت والمشاكل والظروف الاجتماعية الصعبة أحداث المسرحية مأخوذة عن رواية (شموع على ارصفة الكرادة) للكاتب جمال حيدر.  وقالت بطلة المسرحية همسة (المسرحية تتناول العديد من الأحداث التي مرت بنا والواقع الذي نعيشه والتمرين على المسرحية استمر ثلاث اشهر كون المسرحية تضم العديد من الأحداث والتحولات مابين شخصية وشخصية اخرى، تعبت كثيرا مابين التمثيل ووالتمرين على الصوت لتضمنها الغناء.والمسرحية تتناول قصة شهداء الكرادة كي لا ننسى في هذه المسرحية بذلت جهود كبيرة). و عن المسرحية تحدث الناقد يوسف حميد  قائلا (تحمل المخرج السعيدي مهام عدة في هذا العرض المسرحي نحن مع مسرح فقير، يخلو من البهرجة والديكورات والعناصر الاخرى ربما هذا الخيار املته الظروف الإنتاجية) واضاف (اما النص المسرحي الذي كتبه جمال حيدر فيرسم هذا العرض صورة لواقع هذا البلد الذي تعصف فيه الحروب والصراعات بعدان غابت شمس الاستقرار ولا نحتاج لوقت لنكتشف كمية الحزن الذي يمزق الداخل وكذلك يرسم تمزقات العالم الخارجي فهو ايضا في حالة ضياع).

تجر بة الاخراج

وقال المخرج  السعيدي مجيبا عن تساؤل (هل اختلفت تجربة الاخراج عن التمثيل؟) بالقول (تجربة الاخراج تختلف كثيرا عن التمثيل فهما يتوحدان بمسالك توصيل المعلومة، وتوصيل الرؤية الاخراجية لخدمة النص بمجموعة من الأدوات للوصول إلى متعة المشاهد.اما التمثيل فهو صناعة اداءية تستطيع من خلالها ان توصل تلك الرسالة الانسانية إلى الجمهورمن خلالها). وعن اعتماده وجوه شابة في اغلب اعماله قال (غايتي هو اكتشاف عناصر شابة والارتقاءبها فكريا وفنيا و ثقافيا وابعادهم عن كل شيء سيءوتقريبهم من الفن بخطابات انسانية ومسرحية). وعن (قمر احمر) قال المخرج وفقا لصفحة دائرة السينما والمسرح في (فيسبوك) (انها تجسد معاناة شعب مستمرة ووجع لا ينتهي، اذ يتحدث العرض عن مدينة امنة تتعرض الى عمل تفجيري ويتم الحديث عنه عبر انسنة الارصفة تؤديها الممثلة همسة هادي تنقل خلالها معاناة المارة   في شوارع المدينة بشكل يومي كذلك الاشارة الى المعاناة اليومية التي تواجه حياتهم كالحب، الكره المشاكل الاجتماعية و الفقد الموجع قمر احمر نقلت الدقائق القليلة الفاصلة بين مشاعر الضحايا وسقوطهم الأخير، واصفة  معاناتهم الإنسانية في مواجهة عارية مع الموت، مواجهة معروفة سلفاً نتائجها، إذ بدأت الأجساد تسقط تباعاً تاركة حلم النجاة يغفو بين جفونها أبرياء دفعهم القدر إلى المكان في تلك الليلة لأجل التسوق للتهيئة لاستقبال العيد. مشهد مفتوح على الوجع العراقي الذي لم يهدأ أبداً لكن رغم الصعوبات والمنغصات   هناك فسحة امل والحياة في النهاية تنتصر).