الذكاء الاصطناعي وليد شؤم يعيث في الارض فسادا

رياض الحسيني

الذكاء الاصطناعي  (Artificial Intelligence) اختصارا  (AI)هوارقى ماتوصل اليه العقل البشري حد اللحظه!

هذا العمليق المتضخم شيئا فشيئا سيصبح عملاقا يوما ما يفوق جميع الكائنات الاسطورية التي سمعنا عنها او تخيلناها نحن واسلافنا العظام. لن يحل محل الانسان في الاعمال والاسواق والتجارة والمال فحسب بل سيحل محل الرجال للنساء والنساء للرجال. كائن من صنع البشر بلا احاسيس او مشاعر بلاعاطفه او حميميه سيحطم البشر ويقطع النسل يعيث في الارض قتلا وتقتيلا، يسفك الدماء ويقطع الارحام ولن يبقي حجرا على حجر.

ربما يرى البعض في هذه القراءة المستقبليه نظرة تشاؤميه ومنظار سوداوي لمستقبل مشرق لوليد وديع يقطع المسافات الضوئية بكبسة زر في دائرة المعارف والمعلوماتيه. كبسة زر لتوليد طاقه واخرى لاجراء عملية كبرى وثالثه لصنع اله لاخذت بدونه اسابيع وربما اشهر لاتمامها. وليد يسهل عمل الانسان ويختصر له الوقت والجهد وان اتهام هذا الامل بماتقدم يعده البعض تحاملا على التقدم البشري وماوصلت اليه خلية ادم وحواء من تطور ونشوء.

المؤسف ياعلية القوم وياسادة وسيدات ان ماتقدم ليس تحاملا وانما حقيقة سترى البشرية اولى بوادرها قريبا وسنشهد اولى تبعاتها خلال العقدين القادمين وأمل ان تبقى هذه المادة في ذاكرة التحذير لنرجع اليها حينها، ان بقينا وبقيتم!

سيحل الذكاء الاصطناعي محل الابتكار والتفكير وسيقتل الابداع ويحل محله الاعتماد على مواد جامدة في ذاكرة العالم الافتراضي! سينتج لنا هذا الذكاء بحوثا للطلبة ويوفر دراسات وتحليلات وقطعا سيكتب لنا ايضا أجمل قصيدة حب تفوق قصائد نزار قباني وسيغنيها بصوت اروع من صوت كاظم الساهر! بالمقابل سيخضع كل شئ الى الحسابات الماديه ولامجال في مخيلته الصناعيه الا الارقام والحسابات التي ستدخل العالم في متاهات الاستغناء عن وظائف هائله كانت حتى وقت قريب بيد الانسان فيزيد الاثرياء ثراءا والفقراء فقرا فتنتعش اسواق المال والاستثمارات من جهة بينما يفتك الفقر والامراض بالابرياء من جهة اخرى. بيد ان ابتكار زوجات شابات وازواج شباب وحيوانات لن يكون بعيد المنال حتى يوفر لنا "الذكاء" ماكينات تصنع جيلا من هياكل ظاهرها بشري وديع جميل لكن حقيقتها معادن جامدة عديمة الشرف، ذكية لكنها تفتقد الرحمة، جميله لكن ليس لها قلوب تعقل، ندمن تواجدها رغم انها بلا مشاعر ودفء!

سيتفنن اصحاب رؤوس الاموال بانشاء مصانع تنتج غذاءا صناعيا وزوجه صناعيه وذرية صناعيه وربما مصانع تنتج شخوصا انقطعت سيرتهم عبر الازمان من عصور غابره فنشهد عودة فراعنه وقياصرة واباطرة حتى يتباهى كل بيت بعدد مالديه من ذرية الذكاء الاصطناعي الذي سيرسخ الطبقيه عبر سلاسل اصيله واخرى هجينه فيتقلص تعداد البشرية شيئا فشيئا عبر حروب الاستحواذ التقليديه على مناطق النفوذ والثروة من جهه وظهور فايروسات جديدة تفتك بالبشر وتقلص النسل الادمي من جهة اخرى حتى يصبح العنصر البشري تحت رحمته عبدا له ليس عنه استغناء او منه مفر وخلاص!

ليس هذا فحسب بل بعد فترة زمنيه من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بكل شئ سيبتكر بذاته حروب فظيعه وياخذ قرارات السلم والحرب بلا مراجعه من بشر فخطأ واحد من هذا الوليد سيشعل حربا نوويه تدمر كوكب الارض برمته ومن يعتقد ان لامجال للخطأ فهو واهم وعليه مراجعة حوادث سيارات السائق الالي رغم حداثة استخدامها ناهيك عن حوادث السرقه والابتزاز عبر فايروسات ترسل الى حاسوب هنا واخرهناك ولنا ان نتخيل حجم كارثة ارسال فايروس صيني متطور لحاسوب في أميركا مسؤول عن اطلاق صاروخ نووي مسؤول عنه احد ابناء "الذكاء الاصطناعي" او معلومه وصلت بالخطأ او بالقصد لروبوت في كوريا الشماليه او في روسيا مسؤول عن اطلاق رؤوس نوويه وقد ترجمها "الذكاء الاصطناعي" على انها تهديد مباشر تستوحب الرد بالمثل. حينها تأتي كبسة الزر الخطأ (القارعه) فتصبح البشرية (كالفراش المبثوث) والجبال الراسيات (كالعهن المنفوش) وقتها يتحقق الوعد الالهي الصادق (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام).