ليتكم مثل الحطيئة
خليل ابراهيم العبيدي
كثيرا ما يظهر السياسيون على شاشات الفضائيات وهم ينتقدون الاوضاع الراهنة ، وكثيرا ما يصاحب نقدهم هجاء الغير ، وحديثنا يخص من هم من المحسوبين على الموالاة او من هم في المعارضة ، والغريب أن الكل ساهم بالعملية السياسية ، في حسناتها وفي هفواتها ، والاغرب أنهم لا ينتقدون أنفسهم ، وحالهم ،، وهذا ،، يذكرني بالشاعر الحطيئة ، وكان شاعرا عربيا يقف في مقدمة الشعراء الذين تزعموا غرضا مهما من أغراض الشعر العربي الرصين ، إلا وهو شعر الهجاء ، وكان الرجل يقف على قارعة الطريق ويهجي الذاهب والغادي كما روي عنه ، وكان حتى الولات وعلية القبائل يخافون شعره ولسانه السليط ، وقف يوما متأملا الطريق ولم يمر احد ليهجيه ، فنظر في بئر قريب منه وانعكست صورة وجهه على الماء ، فرأى قباحة وجهه ( يقال انه كان قبيح الشكل) فهجا نفسه في بيت مشهور هو ....أرى لي وجها قبح الله شكله ...... فقبح من وجه وقبح حامله ، ويقال كان الشطر ، هو أرى اليوم لي وجها فلله خلقه ، فقبح من وجه وقبح حامله ،، نعم ،، ليتكم كالشاعر الخالد ، ونراكم يوما تنتقدون أنفسكم ، وتقبحون افعالكم ، او تذكرون بشئ من السؤ والملامة على ما قمتم به تجاه أنفسكم ومواطنيكم ، وبلدكم الذي صار لا يجني منكم غير النقد والنقد المضاد ، وصار الهجاء سلعة رخيصة ولكنه ليس كهجاء الخطيئة فقد هجا اخيرا نفسه بعد أن هجا الاخرين .