الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إحذروا ثورة المظلومين

بواسطة azzaman

إحذروا ثورة المظلومين

صلاح الربيعي

 

كل يوم يتفاجأ الشعب  بقرارات حكومية فوضوية صادمة لاتراعي أدنى مستويات الإنسانية بين صفوف العراقيين الذي عانوا ولسنوات طويلة  كل أنواع الويلات والظلم وازدراء الحقوق حيث يدخلون بأزمة ويخرجون بأسوأ منها حتى أصبحت أحلامهم كوابيس من القلق والخوف من قادم الأيام وهذا الحال أوصل الشعب إلى أدنى مستويات الإحباط وعدم الثقة بحكومة وعودها  وأقوالها مجرد هواء في شبك ناهيك عن الفساد المستشري في كل مفاصل الحياة الرسمية والشعبية واختلال موازين القيم والأعراف الاجتماعية بحيث أصبح المواطن أو الموظف الحكومي الشريف والنزيه بين المجتمع من الحالات الشاذة وينظرون إليه باستغراب ويحسبونه يغرد بسلوكه الإنساني الوطني النبيل خارج السرب وهو من جانبه يعيش غريبا ومعزولا  لايمكنه مجاراة موجة الفساد العارمة أو الاندماج مع أصحابها وكل هذا بسبب ضعف القانون وغياب المحاسبة مع الضغط الحكومي الهائل على الشعب بقرارات مجحفة أضاعت كرامتهم وحقوقهم دون مسوغ وكأن السلطة جاءت للانتقام من الشعب الذي كان يحلم بالتغيير نحو  الأفضل حتى تأتي الصدمة تلو الأخرى ومنها رفع قيمة  الرسوم المفروضة على كافة المعاملات والتعاملات الحكومية  والإدارية وكان آخرها إصدار قرار فوضوي عشوائي ظالم غير مدروس  يُلزِم المواطن الذي يبيع بيته أو عقاره بأكثر من مبلغ  المائة مليون دينار عليه إيداع بدل البيع في البنوك بحجة تامين السيولة المالية لتلك المصارف ولعدم ثقة الشعب بهذا الإجراء فقد توقفت عمليات بيع وشراء البيوت والأراضي السكنية وتوقفت معها أرزاق الناس سيما الطبقة المتوسطة إذ لم يعد المواطن واثقا فيما لو ودع ماله لدى الحكومة هل يستطيع الحصول عليه مرة أخرى أم لا ؟؟ إضافة إلى مضاعفة الرسوم على صرف الرواتب عبر بطاقات الكي كارد الذكية  ومن خلال تجارب الشعب المرة مع السلطة لسنوات طويلة ثبت بان هذه  الإجراءات والقرارات التعسفية هي ليست لخدمة البلد وانما لخدمة السلطة وأصحابها المعدودين وأحزابهم الفاسدة التي استولت على كل مقدرات الدولة لأكثر من عقدين من الزمن دون رادع أو حساب مما أوصل ذلك إلى خواء الميزانية الحكومية عندما لاتدخل الإيرادات العامة الى خزينة الدولة وانما تذهب للمتنفذين في السلطة وهذه المبالغ الهائلة وصلت إلى مليارات الدولارات ومن مصادر متعددة كالكمارك والمنافذ الحدودية ودوائر المرور والجوازات والجنسية والأحوال المدنية ودوائر الضرائب ورسوم المعاملات في المحاكم وكتاب العدول ورسوم مراجعة المشافي والعيادات الطبية الحكومية التي لاتستحق الخدمة فيها دفع  دينار واحد كون خدماتها بائسة إضافة إلى  رسوم الطيران وغيرها من الأموال المستحصلة الكثيرة التي لايسع الوقت لذكرها وهكذا يزداد الضغط على المواطن دون مراعاة لغلاء المعيشة وتردي الخدمات بحيث لايوجد مواطن في العالم هو الذي يتكفل الصرف على الحكومة ويتحمل تكاليف فسادها  الذي بدأ منذ عام  2003 ولحد الآن وكلما وقع عجز مالي بسبب المفسدين في السلطة تهرع نفس  السلطة إلى تعويض الفساد من جلد الموظفين والمتقاعدين أصحاب الرواتب المتدنية  حتى وصلت الحالة بابتكار طرق شيطانية لايعرفها حتى إبليس لنهب الشعب دون مخافة من الله عز وجل أو وازع من ضمير وإذا ما بقيت الحكومة .

كما هي عليه الآن من فشل وظلم وفساد  فلتنتظر ثورة عارمة  تحرق الأخضر واليابس يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللــــــــــعنة ولهم سوء الدار .

 

 

 

 

 


مشاهدات 225
الكاتب صلاح الربيعي
أضيف 2025/02/19 - 5:16 PM
آخر تحديث 2025/04/14 - 10:25 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 523 الشهر 14360 الكلي 10595007
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/4/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير