الأسماك الصغيرة لم تعد صغيرة
باسل عبد المجيد
كرة القدم لم تعد تعرف كبيرا واخر صغيرا بل تعرف من هو جدير بمداعبتها بلمسات سحرية، لان كرة القدم تطورت كثيرا في العالم في هذا البلد او ذاك اما الفرق المتطورة فايقنت ان تطورها ومكانتها سيكونان كفيلين بتحقيق الفوز والانجاز. والحيتان الكبيرة لم تعد كبيرة حتى وصل الحال بها انها لم تتمكن من ابتلاع الاسماك الصغيرة وفقدان الجماهير، والشعبية التي كانت تتمتع بها.
هذا الحال ينطبق على فرق دوري نجوم العراق واصبحت الاسماك الصغيرة لاتهاب الحيتان الكبيرة. من كان يتوقع مثلا ان تقف فرق كالكرمة الضيف الجديد ذات الجماهيرية الكبيرة والمشرقة في الحضور المستمر والتشجيع المثالي والشجاع القاسم الذي بلعب كرة قدم حلوة وممتعة ويعطي لها لذلك اعطت من النتائج الجيدة التي باتت تحسب الفرق كافه الف حساب للقاسم الشجاع الذي لازال يواصل رحلة ابن بطوطه في الترحال في ملاعب العراق مرة في كربلاء واخرى في النجف ومرة في الكوت فيما ما زالت ادارته وحكومته في بابل البعيدة عنه في ايجاد حل لارضية ملعب الكفل. نوروز المتطور هذا الموسم الثالث له في دوري الاضواء وادارته تعمل بعقلية احترافية عالية ونجحت في اولى مهامها تشييد ملعب ذي مواصفات دولية في مدينة السليمانية يضاف الى ملاعب كردستان العراق كالجواهر والدرر في اربيل ودهوك وزاخو وسجلت جماهير كردستان حضورا رائعا ومشرقا في ملاعبها واصبحت مثار اعجاب وثناء في دول العالم من خلال الاهتمام الكبير من قبل وسائل الاعلام العالمية واصفه هذا المشهد جماهير تعشق الحياة والسلام والمحبة. اما انديتنا الكبيرة في بغداد فلا زالت بلا ملاعب منذ ثلاثة عقود اما فرق المحافظات فالحضور الجماهيري فيها رائع كالنجف والميناء وكربلاء المتقهقر رغم نتائجة المخيبة لكن الجماهير لم تتخل عنها وسائل اعلام مختلفه تساءلت عن اسباب العزوف الجماهيري وكانت الاراء شتى عن هذه الظاهرة وحاول البعض الذهاب الى رأي فشل دوري نجوم العراق ويبدو ان هؤلاء تناسوا الاسباب واولولها النقل التلفزيوني بعد ان فضل اصحاب الدخل المحدود والكادحين البقاء وسط اطفالهم وشرب الشاي بعيدا عن ارتفاع التذاكر واجور النقل. للعلم فان اغلب دوريات المنطقه اصبح النقل التلفزيوني مشفرا لكسب الجماهير وحضورها الى الملاعب، الاسماك الصغيرة لم تعد صغيرة في دورينا وسيأتي اليوم الذي تبلغ فيه الاسماك الحيتان الكبيرة وتخطف درع الدوري ويذهب الى زاخو المتالق ونوروز كما ذهب الى اربيل ودهوك.