روح الروح
سعد جهاد عجاج
نسمع دائما عبارة يطلقها الاباء على ابناءهم كناية عن مدى حبهم وتعلقهم بهم فيقولون فلذة الكبد او قرة العين الا ان الشعب الفلسطيني والغزاوي تحديدا يبهرنا ويفاجئنا بصموده وبسالته وثباته امام العدو وايمانه بقدر الله فيجسد كل ذلك بمنطق يذهلنا ونقف له اجلالا واحتراما. بعد العبارة الاخيرة التي اطلقها اب غزاوي مفجوع بفقد «روح الروح» كما اراد هو ان يصفها، توقفت الاقلام عن الكتابة وتجمدت العقول عن انتاج كلمات تصف ذلك المشهد حين يحمل الوالد روح روحه التي فارقتها الروح بسبب القصف الهمجي لاعداء الله والانسانية، فيداعبها ويقبلها في حدقة عينها وبين عينيها ويقول كنت اجلب لها كل شيء تريده. المشهد اختزل لنا الكثير من الكلام فلا شيئ يضاهي رائحة من نحب، ولو اعتصرت فرنسا بأكملها في قنينة عطر. يحنو الاب بقلبه الكبير ويمتزج الالم والصدمة مع الفراق والحسرة فيطفو الايمان ويعلو اليقين بان امر الله نافذ، فقد سبق القدر وخط القلم نهاية هذا الحب العظيم والاب يودع ابنته من بين ذراعيه الى جنة الخلد المليئة بالطيور على امل القاء هناك!