المطاردة‭ ‬القصصية الثامنة‭ ‬والأربعون

علي السوداني

 

عشت‭ ‬بعمّان‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬سبعاً‭ ‬وعشرين‭ ‬سنةً‭ . ‬سنة‭ ‬مرة‭ ‬وسنة‭ ‬حلوة‭ . ‬

حلوة‭ ‬مثل‭ ‬وجه‭ ‬أُمي‭ .‬

أمي‭ ‬ماتت‭ ‬بعام‭ ‬الرمادة‭ . ‬الرمادة‭ ‬مزروعة‭ ‬بصحن‭ ‬العائلة‭ . ‬

العائلة‭ ‬هي‭ ‬السور‭ ‬الأمين‭ .‬

الأمين‭ ‬أخو‭ ‬المأمون‭ . ‬المأمون‭ ‬دار‭ ‬الترجمان‭ . ‬الترجمان‭ ‬سكر‭ ‬بحانة‭ ‬زوربا‭ .‬

زوربا‭ ‬أدت‭ ‬رقصة‭ ‬الزلزلة‭ . ‬الزلزلة‭ ‬صارت‭ ‬أغنية‭ . ‬

أغنية‭ ‬تلبط‭ ‬بسكراب‭ ‬الذاكرة‭ .‬

الذاكرة‭ ‬مشتولة‭ ‬بباب‭ ‬الزقاق‭ . ‬الزقاق‭ ‬يغني‭ ‬على‭ ‬سلّم‭ ‬القطط‭ . ‬

القطط‭ ‬تتشاغف‭ ‬بسور‭ ‬الحاوية‭ . ‬الحاوية‭ ‬بيت‭ ‬مال‭ ‬الجياع‭ . ‬

الجياع‭ ‬أفسدوا‭ ‬ليلة‭ ‬السلطان‭ .‬

السلطان‭ ‬يمشط‭ ‬ناصية‭ ‬العانة‭ . ‬العانة‭ ‬تحتفي‭ ‬بالبخور‭ .‬

‭ ‬البخور‭ ‬خديعة‭ ‬اللغة‭ .‬

اللغة‭ ‬عصية‭ ‬الليلة‭ . ‬الليلة‭ ‬سأصطاد‭ ‬كوكب‭ ‬الزهرة‭ .‬

‭ ‬الزهرة‭ ‬لؤلؤة‭ ‬المساء‭ .‬

المساء‭ ‬لحاف‭ ‬الطمأنينة‭ . ‬الطمأنينة‭ ‬بيت‭ ‬الخبز‭ . ‬

الخبز‭ ‬يضحك‭ ‬بتنور‭ ‬الأمهات‭ .‬

الأمهات‭ ‬تحت‭ ‬أقدامهن‭ ‬الجنات‭ . ‬الجنات‭ ‬مؤجلة‭ ‬الآن‭ . ‬

الآن‭ ‬سأنبش‭ ‬ثنيات‭ ‬الرأس‭ .‬

الرأس‭ ‬هناك‭ ‬والجسم‭ ‬هنا‭ . ‬هنا‭ ‬ستموت‭ ‬الحكاية‭ . ‬

الحكاية‭ ‬غاطسة‭ ‬بفنجان‭ ‬الدرويش‭ .‬

الدرويش‭ ‬يتوضأ‭ ‬بتراب‭ ‬الحروف‭ . ‬الحروف‭ ‬تجري‭ ‬بمسرب‭ ‬الدمع‭ . ‬

الدمع‭ ‬ملح‭ ‬أبيض‭ . ‬أبيض‭ ‬مثل‭ ‬حليب‭ ‬بهية‭ .‬

بهية‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬خيالي‭ . ‬خيالي‭ ‬حرية‭ .‬

حرية‭ ‬زوجة‭ ‬موسى‭ . ‬موسى‭ ‬يرعى‭ ‬الغنم‭ .‬

الغنم‭ ‬مرسومة‭ ‬على‭ ‬صفيحة‭ ‬الزيت‭ . ‬