الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جاسم عاصي ..نباهة شاهين و57 أصداراً

بواسطة azzaman

جاسم عاصي ..نباهة شاهين و57 أصداراً

 

عادل سعد

 

ان تركن متاعبك  بعيدا عن متناول أولوياتك ، وتصر على مغادرة رتابة الايام  وتحزم امرك على قطع بحدود مئة كيلوا متر بزيارة تفقدية  لصديق تكن له المزيد من التقدير فللامر ما يستحق المكابدة .

المخاطر التلقيدية المحتملة  ،طريقّ  مزدحم ، وعمر يمتلك ملفات من   الشكاوى ، بل قل أندثارات متفرعة   تدعوك الى أختصار  إن لم اقل تقنين الكثير من المشاوير،ولكن (على قدر أهل العزم تأتي العزائم) ،اليافطة التي  لوّحَ بها الشاعرالمتنبي وعلّقها على الرقاب  فصارت إيقونة  تختزن المزيد من المحفزات

من عدة أيام  توالدت في نيتي  زيارة صديقي  جاسم عاصي  الاديب العراقي المعروف صاحب العطاء المتميز  على مدى اكثر من نصف قرن  ،قصص وروايات وأجتهادات نقدية متوازنة   ،بل وإطلالات فكرية  تتخذ من  العقل والاسئلة الفلسفية أضاءات طريق .

عرضت أمر مشروع الزيارة على  صديقي  عبد الحسن الغرابي فرحب بحبور وهكذا ترافقنا قاصدين كربلاء حيث يقيم جاسم .

على مدى ساعتين ونصف الساعة قضيناها في بيت جاسم ، تشعب حديث الثلاثة  من مدينة الناصرية  الى ابله دستوفسكي مرورا بالعديد من المحطات والنماذج الثقافية والنخب الاختصاص في العطاء المدهش وغابات وحقول صقلها الزمن فصارت عينات تتصدر المشهد في اي فحص لعطاء هذه المدينة المظلومة المتوجة برخاء الاهمال المقصود .

تطرقنا الى الفرات والى جنوح العظمة في احراشه ، والى ابطال لم يزينوا ذواتهم بل اكسبهم شرفهم أطلالاتٍ معمرةً  تملك صيتاً باهراً  يتصدر شواهد  الكفاءة والتواضع والحصافة     النادرة .

تحدثنا عن خالد الامين وعبد الرحمن  الربيعي ويحيى سعد ،ومهدي السماوي وحميد الجمالي ومحمد حياوي ورواد مقهى ابو احمد  واخرين ، وأعدنا استخلاص حقيقة الحضور الناصع لمدينة  الناصرية  في المشهد العراقي أمتداداً  للعمق الحضاري الجنوبي العراقي نبيذ المعرفة الانسانية المعتق  والذكاء السومري  واشراقات التوحيد للنبي ابراهيم  ولقصص أخرى  ، لا يتألق حديث الرواة إلا بها

توقفنا في حوارنا عند كلكامش وانكيدو والغانية  صاحبة اقدم دلال مبرمج لأصطياد العشاق .

تحدثنا عن عزيمة گلگامش  ورحلة المخاطر المبيتة بالحزن والغم والتحدي توقفنا عند  مدونات حراس ثقافة ومدونات  أمناء عملوا بذاكرة الرياح والمطر ، واودعوا للاجيال الجديدة  ارثاً من غذاء الملوك وبراءات التاريخ  وعصارات النضارة الانسانية  .

تحدثناً عن  ثراء الاجيال الادبية والعلمية العراقية  الجديدة  ، ثراء واعد   بالنضج المبكر المناسب لمقياس حرق المراحل في  التنمية البشرية المستدامة ، ليس على وفق تخطيط الامم المتحدة ،بل وفق نظرية (عبقرية المكان) التي اجتهد بها الجغرافي العربي جمال حمدان .

لقد وجدت جاسماً  كما  كان العهد مواظبا مهموما بقضايا الانسان في الاصطبار واللوعة ومحاولات انتظام المسرات رغم الماسي  ورغم العته  الذي اصاب البلاد في نوبات صرع سياسي  قاسٍ وخطوط تماس مع الخطر  تشتبك في  عناوين احتراب ومؤانسة ومعالجات كأني بها معالجة  العنقاء لذروتها.

لجاسم عاصي حتى اليوم 57 مؤلفاً متنوعة المضامين بينها 9 مجموعات قصصية  و8 روايات  و40 مؤلفاً   اخر تتراوح مضامينها بين النقد والمكاشفة والدعوات لحماية الذاكرة من  وباء الهدر ،اعني النسيان،

هندسة اعتبارية

لجاسم ايضاً دالات أنجازية تستحق الاشادة فقد كان له  فضل وضع الأسس الهندسة الاعتبارية لأستحداث دار ثقافة الاطفال   ، وكذلك  تأسيس  مكتبة  تابعة الى دار الشؤون الثقافية -وزارة الثقافة العراقية في كربلاء

الملفت ان مدناً وبلدان عدة احتضنت مؤلفاته طباعةً   ،بغداد  ،دمشق، بيروت السويد ، سويسرا  ، اربيل ،السليمانية ،النجف ، كربلاء   •المبهر ، تناوبت على رعاية طبع كتبه مراكز بحث ومنظمات نخبوية ومؤسسات ذات شأن معرفي وازن.


مشاهدات 82
الكاتب عادل سعد
أضيف 2024/10/18 - 11:40 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 3:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 274 الشهر 7808 الكلي 10037531
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير